«كل شيءٍ يتحرك هنا» هكذا علق رواد ميدان التحرير الذي يستعد لجمعة اختلف الكثيرون في تسميتها، فمن «جمعة التطهير» إلى «جمعة القصاص للشهداء»، حتى استقرت الغالبية على «جمعة الثورة أولا».
مئات الشباب من مختلف الحركات الثورية، بدأوا تجهيز المكان لاستقبال العدد الضخم المتوقع حضوره الجمعة، فبدأت عملية نصب مظلة عملاقة لتغطية غالبية أجزاء الميدان، وانهمك الشباب في رسم اللوحات واللافتات، على أنغام أغاني الشيخ إمام عيسي الثورية.
واختارت مجموعة من الشباب تنظيم المرور في الميدان، فيما ارتدى 3000 شاب زيا موحدا، ويقيمون بوابات على مداخل الميدان لتأمين المتظاهرين.
وفى حديقة وسط الميدان أو «الكعكة الحجرية»، بدأ بعض المعتصمين نصب «سقالات» وأعمدة خشبية، تمهيدا لإقامة مظلة كبيرة لحماية المتظاهرين من أشعة الشمس، وإعداد بوابات لتنظيم الدخول إلى المظلة، وأكد أحد القائمين على إقامة إحدى البوابات أن هذه الخيمة ستكون بمثابة منطقة حمراء وتمنع من دخولها وسائل الإعلام التى وقفت ضد المعتصمين واتهمتهم بالبلطجية.
وأمام مجمع التحرير، التفت مجموعة كبيرة من المعتصمين حول شابين ظلا يرددان هتافات مثل: «أنس الفقى خد براءة، شفت بجاحة شفت جراءة»، «مش بلطجية، إحنا ثورجية»، «يا طنطاوى قول لعنان، لسه الثورة فى الميدان»، «ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة فى كل شوارع مصر».
وأكد عبدالرحمن فارس، عضو حركة 6 أبريل، أنهم على الرغم من تعليقهم الاعتصام قبل أسبوع، فإن مشاركتهم لا تقتصر على مليونية الجمعة فقط، حيث بدأ الاستعداد لها منذ عدة أيام بإصدار بيانات مشتركة مع أكثر من قوة سياسية إضافة إلى تعليق لافتات بالميدان بمطالب الاعتصام وهدفه وحشد الجماهير للمشاركة. وأضاف: «يمكن حصر مطالب حركة شباب 6 أبريل في القصاص للثوار، وسرعة محاكمة الفاسدين، ومطالبة المجلس العسكري بإطلاق يد عصام شرف كرئيس للحكومة».
وكشف محمد نزار، المنسق الإعلامى، عضو مؤسس فى الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، أن الجبهة قررت تغطية نصف ميدان التحرير لحماية المعتصمين من حرارة الشمس، وقال إن الجبهة أعدت 4 خيام لاعتصام 8 يوليو، وتقديم خدمات طبية ووجبات غذائية وتوفير مكان للمبيت لأعضاء الجبهة، وستتولى الجبهة نصب منصة لتكريم أسر الشهداء وإتاحة الفرصة لهم لعرض مشاكلهم أمام الجميع.
وأكد نزار وجود تنسيق مع بعض الحركات والأحزاب، مثل: حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، وحركات 6 أبريل والعدالة والحرية وحركة «شايفنكو»، مؤكدا أن أهم المطالب التى سيعتصمون حتى يتم تحقيقها محاكمة الرئيس السابق بشكل علنى، والتأكيد على حق الشهداء وعلاج المصابين، ورفع الحد الأدنى للأجور، واستعادة كرامة المواطن المفقودة على يد الشرطة، وأن تكون المحاكمات مدنية وليست عسكرية.
وعن التمويل اللازم لإنشاء الخيام والمظلات العملاقة، أكد نزار أن المصادر هى تمويل ذاتى من الشباب، بالإضافة إلى مساعدة الدكتور ممدوح حمزة الذى تكفل بإنشاء مظلة بمساحة 1500 متر لتغطية الميدان.
وتابع: «بالنسبة للجنة الطبية ستكون أيضاً من تبرعات الشعب المصري وشباب الثورة، وهى كلها ذات تكاليف منخفضة»، مؤكدا أن الترتيبات الأمنية ليوم الجمعة ستكون مشددة وذلك بحضور 3 آلاف متطوع من الشبان والشابات لتأمين الميدان وتفتيش كل شخص يدخل للميدان ومنع اصطحاب أى آلة معدنية، ثم لجنة للتوعية لتعريف الحضور بأسباب الاعتصام وأهدافه.
وفى السياق ذاته، أكد أحمد حلمى عيسى، محام ومؤسس اتحاد المحامين الثوريين، أنهم يعملون حاليا على حشد المحامين للاعتصام يوم 8 يوليو، والتأكيد على مطالب الثوار، مشيراً إلى أن مطالبات مثل «الدستور أولاً» لن تكون حاضرة فى الاعتصام وذلك تجنبا للفرقة واختلاف الرأى.
وأشار إلى أن تجمع المحامين سيكون فى الميدان مرتدين «روب المحاماة»، وسوف تتحرك مجموعة أخرى من أمام نقابة المحامين بمنطقة الإسعاف في مسيرة حتى ميدان التحرير، لافتا إلى أن أى مصاريف يحتاجها الاعتصام ستكون بتمويل ذاتى من أعضاء الحركة المشاركين فى الاعتصام وأصدقائهم، وأنهم سيقومون أثناء الاعتصام بعمل لجان توعية قانونية لتعريف المواطنين بحقوقهم، حسبما تنص عليها القوانين.
وعن مطالب المحامين فى الاعتصام، قال «عيسى»: سرعة محاكمة قتلة المتظاهرين، وحبس الضباط المتهمين بالقتل احتياطيا، أو تطبيق التدابير الاحترازية على هؤلاء الضباط المتهمين مثل: الوقف عن العمل وتحديد الإقامة. وأكد حلمى أن الاقتراح الأهم هو دمج الأجهزة الرقابية مثل الجهاز المركزى للمحاسبات، والرقابة الإدارية، والنيابة الإدارية وجهاز الكسب غير المشروع، فى هيئة عامة مستقلة، تكون لها صفة قضائية، وتكون مهمتها التفتيش والرقابة على جميع المصالح والمؤسسات الحكومية، وأى مؤسسة ينطبق عليها وصف المال العام.