أثار ارتداء الملكة بياتريكس، ملكة هولندا، غطاء الرأس «الحجاب» أثناء زيارتها لأحد المساجد في دولة الإمارات التي تزورها حاليا، جدلا واسعا في البلاد، استغله تيار اليمين المتشدد، المعروف بمواقفه المناهضه للإسلام والمسلمين، وأعلن عزمه استجوابها في البرلمان حول هذا الشأن.
وأعلن أحد أعضاء البرلمان عن حزب «الحرية» اليميني المتشدد الذي يتزعمه النائب خيرت فيلدرز، الذي برأه القضاء العام الماضي من تهمة التحريض ضد المسلمين، اعتزامه تقديم استجواب للملكة حول هذا الأمر، فور عودتها من الإمارات.
وعلق وزير الخارجية، أوري روزنتال، على الجدل الدائر، قائلا إن ارتداء الملكة لغطاء الرأس «ليس بالأمر الغريب». وأوضح أن ما قامت به الملكة «يدل على احترام دور العبادة، واحترام الملكة لتقاليد الدول التي تزورها». وأشار إلى أن الملكة إذا قامت بزيارة إلى معبد يهودي أو أي مكان عبادة آخر ستلتزم بالتقاليد والملابس المرتبطة بمثل هذه الأماكن.
جاء ذلك ردا على ما قاله فيلدرز، من أن ما قامت به الملكة «يمكن أن يُساء فهمه، ويمكن أن يعتبر تحفيزا للنساء على ارتداء الحجاب»، على حد تصوره. وأضاف السياسي الهولندي المثير للجدل أنه «تصرف مؤسف ومحزن».
من جانبه، قال مركز المعلومات التابع للقصر الملكي إن ارتداء الملكة للحجاب جاء أثناء زيارتها لأحد أكبر المساجد في دولة الإمارات، وذلك احتراما للتقاليد الإسلامية في هذا البلد الإسلامي. وأشار المركز إلى أن ملكة هولندا تحرص عادة على احترام عادات وتقاليد الدول التي تقوم بزيارتها.
كانت الأميرة ماكسيما قد ارتدت أيضا غطاء للرأس أثناء مرافقة الملكة لزيارة المسجد في أبوظبي، التي وصلت اليها السبت الماضي، برفقة زوجها ولي عهد هولندا، ضمن وفد ملكي يقوم بزيارة لدولة الامارات العربية المتحدة.
وفي العام الماضي، برأت محكمة هولندية فيلدرز من اتهامات تتعلق بـ «التحريض على الكراهية، والتمييز العنصري ضد المسلمين»، بناء على دعوى أقامتها جماعات معنية بحقوق الإنسان ومكافحة العنصرية لمطالبته بوقف هجرة المسلمين إلى هولندا وحظر القرآن الكريم، فضلا عن بثه فيلم «فتنة»، على شبكة الإنترنت، والذي أثار غضب ملايين المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
وجاء في حيثيات الحكم أن فيلدرز أبدى رأيه في الدين الإسلامي، ولم يحرض على كراهية المسلمين. ويكفل القانون الهولندي حرية نقد العقائد والديانات.
ويعيش في هولندا، التي يقدر تعداد سكانها بـ 17 مليون نسمة، نحو مليون مسلم. وسبق أن طالب فيلدرز بتحصيل ضريبة في هولندا على ارتداء الحجاب، لكنه تراجع عن هذا الطلب بعد موجة من الانتقادات التي وجهت له من المسلمين وغير المسلمين، على حد سواء.