x

إغلاق «هرمز» يقود إيران إلى مواجهة دولية.. وخط أنابيب الإمارات يقلل المخاطر

الثلاثاء 10-01-2012 16:31 | كتب: محمد الجداوي |
تصوير : أ.ف.ب

مازالت تهديدات إيران بإغلاق مضيق «هرمز« أمام ناقلات النفط الدولية مثار جدل سياسي في عدد من عواصم العالم، جدلٌ يكاد المراقبون يحسمونه لصالح التقليل من شأن تلك «المناورات»، مؤكدين استحالة إقدام طهران على ترجمتها في أرض الواقع، لأسباب سياسية وجغرافية ولوجيستية، على رأسها كونه ممراً عالميا، ربما ستدفع إيران ثمنا فادحا لإغلاقه، قد يكلفها مواجهة حاسمة مع المجتمع الدولي بأسره.

ويأتي إعلان الإمارات تدشين خط أنابيب لنقل النفط يلتف حول مضيق «هرمز»، بما يجعل50  %من النفط الإماراتي يمر بشكل آمن إلى العالم، ليقلل المخاوف الدولية من تداعيات إغلاق «هرمز»، ويعزز آراء المراقبين، بما يحصر التصريحات الإيرانية النارية فعلياً في خانة المناورات السياسية المعهودة من قبل النظام الإيراني.

هذا ما يراه المحلل السياسي الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، الذي يؤكد أن خط أنابيب نقل النفط الذي أعلنت عنه الإمارات، الاثنين، ليس خطاً اقتصاديا بحتا، إنما هو خط استراتيجي له أهداف بعيدة المدى، ولايأخذ في عين الاعتبار فقط مسألة إغلاق «هرمز»، فهو يأتي من باب التنمية الاقتصادية و تنويع مصادر نقل الطاقة، بحيث لا يكون خيار الإمارات محصورًا على ممر واحد.


وأشار «عبد الله» إلى أن هذا الخط يعطي للإمارات قيمة اقتصادية ويقلل من المخاطر التي تتعرض لها مصادر نقل الطاقة، حال إغلاق المضيق، إذ سيؤمن نقل 50 % من نفط الإمارات، بما يتجاوز الشعور بالخطر الذي يساور البعض من تنفيذ إيران لتهديداتها.


واعتبر «عبدالله» أن إغلاق المضيق «غير وارد، لأنه ممر دولي وليس ملكًا لأحد، والتهديد غير منطقي، ومن يقوم بذلك يهدد المجتمع الدولي بأسره، إيران لو أقدمت على هذه الخطوة ستعادي العالم كله وليس أمريكا و دول الخليج فقط، وستدخل في مواجهة مع 191 دولة في العالم».

وتابع: «منطقيا ولوجستيا، لا يمكن إغلاق هذا المضيق، لأن عرضه أكثر من 50 كليومترًا.مضيق هرمز ليس قناة السويس، كما أن إيران غير قادرة على تحمل العبء السياسي الذي سيترتب على القيام بهذه الخطوة. الحرب ستكون الحل الوحيد إذا حدث ذلك، والمجتمع الدولي هو من سيعلن الحرب على إيران وليس أمريكا أو إسرائيل أو بريطانيا. كما أن أغلب المتضررين من إغلاق  المضيق سيكون أصدقاء إيران، وعلى رأسهم الصين، التي تستورد نحو 800 ألف برميل من النفط الإيراني يوميا. كما أنه سيترتب على حدوث حرب في المنطقة تدمير إيران عسكريا، إذ أن قدراتها العسكرية ضعيفة مقارنة بقدرات المجتمع الدولي بقيادة أمريكا

وأكد المحلل السياسي أن مضيق هرمز يأتي على رأس أهم 5 ممرات مائية في العالم، لأن 40% من النفط المتداول في العالم يمر عبر هذا المضيق. وأوضح أنه لم يسبق في التاريخ أن هدد أي طرف بإغلاق هذا المضيق لأي سبب من الأسباب، وأن إيران بتهديداتها هذه تقوم بسابقة غير معهودة في كل التاريخ الذي نعرفه.


في المقابل، بدا الخبير الاقتصادي زياد الطحش، أكثر قلقا، إذ أكد أن «هناك نسبة مخاطر عالية حول مضيق هرمز، بسبب الوضع الإقليمي المضطرب في المنطقة. هو مضيق استراتيجي يمر عبره نحو 40% من إمدادات النفط العالمية أي مايعادل من 16 - 17 مليون برميل يوميا، ويمكن القول إن 90% من صادرات النفط الخليجية تمر عبر هذا المضيق».

لذلك- والحديث له-فمن الطبيعي أن تلجأ بعض الدول الخليجية إلى تنويع وسائل تصدير النفط. الإمارات بهذه الخطوة تريد أن تبقى مسالمة وبعيدة عن أي خلافات بين إيران والغرب. هذا الخط سيكون مفيدا اقتصاديا واستراتيجيا، لأنه يمر عبر أراضي الإمارات من حبشان في أبو ظبي إلى الفجيرة شرقا على بحر العرب، أي أنه سيكون آمنًا.

وأضاف: «علاوة على هذه الخطوة، هناك خطوط سكك حديد تنشئها الإمارات حاليا، لنقل المنتجات البتروكيميائية إلى العالم عبر ميناء الفجيرة»، وأشار الطحش إلى أنه لو تم إغلاق مضيق هرمز سترتفع أسعار النفط بشكل كبير، كما سترتفع تكاليف التأمين على البضائع ونقل السفن، وستتأثر الحركة التجارية في المنطقة، وبالتالي سترتفع أسعار السلع التجارية في دول الخليج.

وتوقع المحلل الاقتصادي أن خطوة إغلاق المضيق من جانب إيران «لفترة قصيرة»، قد لاتؤثر كثيرا في الاقتصاد العالمي، مؤكداً أنه لو أغلق لمدة شهر، فلن تكون هناك مشكلة، لأن الدول الصناعية الكبيرة ستستخدم احتياطاتها النفطية في هذه الحالة وهي احتياطات كبيرة.

وأشار «الطحش» إلى أن بقية دول الخليج لديها خطط بديلة لمواجهة هذه المشكلة، فالسعودية قد تصدر نفطها عبر البحر الأحمر، لكنه استدرك أن «المشكلة الكبرى ستكون لدى العراق، وقطر، والبحرين، بل وإيران، لأنهم ينقلون نفطهم عبر هذا المضيق، ولو نفذت إيران تهديدها، ستكون من أكبر المتضررين بسبب اعتمادها الكبير على صادرتها النفطية وانهيار اقتصادها حاليا، وانخفاض عملتها بدرجة كبيرة، كما أنها تعاني ارتفاعا حادا في أسعار السلع في السوق المحلية مع تآكل احتياطاتها من العملات الصعبة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية