قال ناشط وأحد سكان مدينة حماة السورية وضعوا إطارات متشعلة على الطرق المؤدية إلى المدينة، الخميس، لمنع دخول حافلات تقل قوات أمن، يأتي ذلك عشية مظاهرات مرتقبة الجمعة، بينما فرت عشرات الأسر إلى مدينة مجاورة.
وشهدت المدينة، التي كانت مسرحا لمجزرة وقعت عام 1982 أسفرت عن استشهاد نحو 30 ألف شخص، وصارت رمزا لوحشية حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، بعضا من أكبر الاحتجاجات في المظاهرات المستمرة منذ 14 أسبوعا ضد حكم ابنه بشار الأسد.
وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حافلتين تقلان عشرات من رجال الشرطة والمخابرات السورية حاولتا دخول حماة من الشمال بينما حاولت أربع حافلات الدخول من جهة الشرق.
وقال ساكن من حماة إن نحو 14 حافلة دخلت الجزء الشمالي من المدينة وأن قوات الأمن تطلق النار في المناطق السكنية.
ولم يتسن على الفور التأكد من هذه التقارير. وتمنع سوريا معظم وسائل الإعلام المستقلة من دخول البلاد مما يجعل من الصعب التحقق من صدق روايات النشطاء أو السلطات.
وقال عبد الرحمن إن قوات الأمن «حاولت دخول حماة لكن السكان أضرموا النار في إطارات السيارات على الطرق لمنعها من الدخول». وأضاف أن 100 أسرة فرت من حماة إلى مدينة السلمية المجاورة التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا.
وقالت صحيفة الوطن الخاصة اليوم الخميس إن الانتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تجري في أغسطس ستؤجل للسماح للبرلمان بإقرار قوانين جديدة خاصة بوسائل الإعلام والأحزاب السياسية وهي جزء من خطة للإصلاح تعهد بها الأسد استجابة للاضطرابات.
وأثار الأسد احتمال تأجيل الانتخابات في خطاب ألقاه في أواخر الشهر الماضي حدد فيه خططا لإجراء حوار وطني مع المعارضة. وتقول شخصيات معارضة إنها لن تشارك في الحوار في ظل استمرار أعمال القتل والاعتقالات.
ونشرت السلطات السورية الدبابات حول مشارف حماة هذا الأسبوع بعد مشاركة عشرات الآلاف من السكان في تجمع بميدان وسط المدينة يطالبون بسقوط الأسد عقب شهر من الاحتجاجات المتصاعدة.
ويستغل المحتجون حالة الفراغ الأمني فيما يبدو بالمدينة بعد انسحاب قوات الأسد من حماة في أعقاب استشهاد 60 محتجا على الأقل في الثالث من يونيو.
وعزل الأسد محافظ حماة يوم السبت. واجتاحت قوات الأمن المدينة يوم الاثنين وقال نشطاء إن 26 شخصا على الأقل استشهدوا في موجة من إطلاق النار والاعتقالات لكن الدبابات ظلت خارج المدينة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» الأربعاء إن شرطيا قتل في اشتباك مع جماعات مسلحة أطلقت النار والقنابل الحارقة على قوات الأمن. ولم تشر الوكالة إلى سقوط قتلى مدنيين لكنها قالت إن بعض الرجال المسلحين أصيبوا.
وقال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ومقره القاهرة إن هناك الكثير من العربات العسكرية والدبابات أمام المدينة.
وأضاف ان سكان حماة مازلوا خائفين من خطوة مفاجئة من جانب قوات الأمن السورية وأن إمدادات الكهرباء والماء مازالت مقطوعة.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا التي تتابع حركة الاحتجاجات في البلاد إن احتجاجات وقعت ليلا في اثنين من أحياء العاصمة دمشق ومدينة درعا الجنوبية «دعما لمدينة حماة». ودرعا هي مهد الاحتجاجات ضد نظام الأسد التي اندلعت في 18 مارس.
وقال عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 300 شخص اعتقلوا خلال اليومين الماضيين في جبل الزاوية وهي منطقة تبعد 35 كيلومترا عن الحدود مع تركيا وشهدت احتجاجات واسعة ضد حكم الأسد.
وكانت المنطقة التي تضم نحو 40 قرية بؤرة لنشاط القوات السورية منذ أن قتلت القوات أربعة قرويين الأسبوع الماضي.
وقال عبد الرحمن «الناس خائفون للغاية من الخروج. المتاجر مغلقة وحتى المزارعين لا يدخلون بساتينهم لجمع ثمار التفاح».وأضاف «لا يوجد خبز أو حليب منذ يومين».
ودعا نشطاء لتنظيم احتجاجات الجمعة تحت شعار «لا للحوار». وإذا أدت احتجاجات يوم الجمعة إلى مزيد من إراقة الدماء فإن هذا سيجعل مشاركة المعارضة في أي اجتماع يعقد يوم الأحد أمرا غير مرجح بشكل أكبر.