استقبل الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، دان برويليت، نائب وزير الطاقة الأمريكي، والوفد المرافق له، لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون وإطلاق حوار استراتيجى بين البلدين، وذلك بحضور عدد من قيادات القطاع.
واستعرض «شاكر»، خلال اللقاء، الجهود المبذولة والإجراءات التي اتخذها القطاع في مجال تأمين التغذية الكهربائية لمواجهة التحديات التي واجهته خلال الفترة الماضية والتغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائى والذى بلغ ذروته في صيف 2014، مشيراً إلى النجاح الذي حققه لسد فجوة العجز في الانتاج وتحويلها إلى وجود احتياطى، حيث تمت إضافة قدرات تصل إلى أكثر من 25000 ميجاوات، لافتا إلى الجهود التي يقوم بها قطاع الكهرباء ليعمل على تحسين وتطوير كافة الخدمات بقطاع الكهرباء من إنتاج ونقل وتوزيع.
وأشار الوزير إلى الاهتمام الذي يوليه القطاع للطاقات المتجددة من خلال خطة طموحة للوصول بنسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى 20% بحلول 2022 وإلى أكثر من 42% بحلول عام 2035، لافتا إلى الرؤية المستقبلية لقطاع الكهرباء المصرى والتى ترتكز على التحول التدريجى للشبكة الحالية من شبكة نمطية إلى شبكة ذكية تساعد على استيعاب القدرات الكبيرة المولدة.
وأوضح أنه تم تبنى برنامج واسع النطاق لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات القطاع من خلال عدد من الآليات التي تساعد المستثمر على الدخول في هذا النشاط ومن بينها EPC+ Finance، BOO، IPP، PPP، وتعريفة التغذية FIT، والـ Auctions، مضيفا أن مصر اتخذت العدید من المبادرات خلال السنوات القلیلة الماضیة من أجل تعزیزوفتح الأسواق أمام استثمارات القطاع الخاص في مجال الطاقة التقلیدية والمتجددة، كفاءة الطاقة، الشبكات الذكیة والربط الكهربائى، فضلاً عن تعزیز الشفافیة وتطبیق نظام الحكومة، كما يعمل قطاع الكهرباء في اتجاه تحرير سوق الكهرباء وتعزيز المنافسة في مجال إنتاج الكهرباء وإعادة هيكلة الشركة المصرية لنقل الكهرباء وذلك عن طريق تحويل الشركة المصرية لنقل الكهرباء من شركة تابعة للشركة القابضة إلى شركة مستقلة بذاتها تقوم بدور مشغل سوق الكهرباء بعد تحويله إلى سوق حرة وتحويلها لشركة ذات استثمارات عملاقة من خلال تحرير سعر الكهرباء وفقا لآليات العرض والطلب المطروحة بالسوق بعد تحريره كليا.
وتابع الوزير: «كما تم توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي شمالاً مع قبرص واليونان في قارة أوروبا، وبذلك تكون مصر مركزاً محورياً للربط الكهربائي بين ثلاث قارات (أفريقيا ـ آسيا ـ أوروبا) لتحقيق رؤية الدولة المصرية لجعل مصر مركزًا إقليميًا للطاقة».
من جانبه، أشاد دان برويليت، نائب وزير الطاقة الأمريكي، بما تم من إنجازات في قطاع الكهرباء والطاقة المصرى والاهتمام الذي يوليه للتطوير في كافة القطاعات، وأعرب عن تقديره أيضاً للإمكانيات الهائلة التي تمتلكها مصر والاهتمام الذي توليه للتوسع في الطاقات المتجددة.
كما أشاد «برويليت» بالعلاقات السياسية المتميزة التي تربط بين البلدين وبالموقع الجغرافي الرائع لمصر عند ملتقى القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا، كما أن مصر دولة عابرة للقارات بسبب موقعها في شمال شرق أفريقيا، ولها أيضا امتداد آسيوي مما يعزز أهمية التعاون بين البلدين، وأشاد أيضاً بالإصلاحات التي أجرتها الحكومة المصرية في قطاع الطاقة والتى فتحت الباب أمام استثمارات القطاع الخاص، وساعدت في جذب عدد من المستثمرين والممولين الذين يعملون في الدولة للمرة الأولى.
وأعرب نائب وزير الطاقة الأمريكي عن رغبة بلاده في الاستثمار في مصر والمساهمة في مشروعات الطاقة المتجددة وإمكانية الاستثمار في مجال طاقة رياح ـ الطاقة الشمسية، وتحسين كفاءة الطاقة، كما أعرب عن رغبة بلاده في التعاون في مجال مشاركة تكنولوجيا تخزين الطاقة والبطاريات. ورحب «شاكر» بالتعاون في هذا المجال، مؤكداً إمكانية البدء بمشروع ريادى حيث إن هذا المجال يعد مستقبل التحول في الطاقة.
وأوضح «برويليت» أنه من خلال الحوار الاستراتيجى ستتعاون الولايات المتحدة ومصر في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك في قطاع الطاقة، بما في ذلك على سبيل المثال تعزيز تجارة الطاقة وتكنولوجيا الفحم النظيف واستخدام الكربون وتخزينه والاقتصاد الحيوي وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وتقنيات المباني الخضراء، والشبكات الذكية وبناء قدرات الطاقة، كما يركّز حوار الطاقة الاستراتيجي بين البلدين على تطوير النفط والغاز، فضلاً عن التعاون في تقنيات الكهرباء والطاقة، وقد بدأ إطلاق الحوار من خلال الاجتماع الأخير بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس ترامب، وهو ما دعمه وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري خلال لقاءاته الثنائية أثناء زيارته الأخيرة لمصر.