قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن جماعة الإخوان المسلمين بعد أن كان تأثيرها القوي والتنظيمي يخيف الغرب وبعض القوى الليبرالية في مصر، أصبحت تعاني الآن للتكيف مع متغيرات المشهد السياسي في مصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وقبل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات البرلمانية، تواجه الجماعة انقسامات داخلها، وضغطاً من الإصلاحيين فيها لفرض نظام أكثر انفتاحاً لاختيار القادة والمرشحين السياسيين، بحسب الصحيفة، فضلاً عن أن الجماعة وجدت نفسها أكثر من مرة مجبرة على المشاركة في المظاهرات الحاشدة في ميدان التحرير بعد تنحي مبارك.
ويرى بعض شباب الإخوان المسلمين، أن الجماعة بطيئة في التفاعل مع مشاعر الجماهير في مصر، وبطيئة في التعامل مع التغيير، كما انتقدوا فصل أعضاء من الجماعة بسبب انتمائهم لأحزاب أخرى بخلاف حزب «الحرية والعدالة» الإخواني.
وأوضحت الصحيفة، أن النتيجة يمكن أن تفتت الكتلة التصويتية للإخوان المسلمين، وتضعف قوتها الانتخابية في البرلمان المقبل، كما قالت إن الظروف في مصر بعد الثورة فرضت قيوداً وضغوطاً على الجماعة، ظهرت في فصل عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي بالجماعة «سابقاً»، عندما أعلن نيته الترشح للرئاسة، بالمخالفة لما صرحت به الجماعة من أنها لن تدفع بمرشح منها لهذا المنصب.
وحذر المحللون من أن أسلوب الجماعة العدواني في فصل أعضائها قد يفقدها الدعم ويعزلها عن الشارع خاصة بعد الثورة، فيما برر آخرون سلوك قادة الإخوان بأنهم «لم يعتادوا بعد على الحرية الجديدة في مصر».
وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعة لم تشارك منذ تنحي مبارك في أية احتجاجات شعبية ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما جعل البعض يشك في قربهم من المجلس العسكري بشكل خاص، لكن الأمر سيتغير هذا الأسبوع بعد إعلان الجماعة مشاركتها في تظاهرة الجمعة احتجاجاً على بطء مسيرة التغيير في مصر.
ورجحت أن يكون عدد أعضاء الجماعة الذين انشقوا عنها وشكلوا أحزاب وقوى سياسية أخرى يتراوح من مائتي إلى ألفين عضو، فيما يقلل المسؤولون بالجماعة من قيمة هذه الانشقاقات بالمقارنة بعدد الأعضاء الكلي الذي يبلغ حوالي 600 ألف عضو، وملايين الداعمين عبر البلاد.