التقى الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، الدكتورة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتور نزار فرجو، نائب رئيس جامعة موناش لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والدكتورة لويز جووك، مسؤولة التطوير والتعاون الدولي بكلية التربية بجامعة موناش، وإميليا كلارينجبولد، ممثلة عن السفارة الأسترالية في مصر، والوفد المصاحب لهم، وبحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات، لبحث سبل التعاون بين جامعة القاهرة وجامعة موناش الأسترالية.
وأعرب «الخشت» عن سعادته لفتح آفاق التعاون مع جامعة موناش التي تعد واحدة من الجامعات الرائدة في أستراليا، وهي واحدة من أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، وتحتل مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية ومن أهمها تصنيف شنغهاي وتصنيف QS العالميين، كما تحتل المرتبة الأولى على مستوى جامعات أستراليا، موضحًا أن جامعة القاهرة ليست مجرد جامعة حكومية عريقة فقط، بل هي جامعة عملاقة يدرس بها نحو 260 ألف طالب، وتضم نحو 50 ألف من أعضاء هيئة التدريس والعاملين، وبها 167 مركزا بحثيا وخدميا، و26 كلية، وتحتل المرتبة الأولى في مجال النشر العلمي بمصر.
وقال إن الجامعة تعمل على دعم قيم الحرية والإنسانية والكفاءة، وتسعي لتخريج طلاب بآفاق منفتحة على العالم الخارجي، ولديهم القدرة على اجتياز التفكير الضيق المتعصب، سواء الديني أو الاجتماعي أو الثقافي أو غيره من مجالات التفكير، مضيفا أن الجامعة تسعي لغرس قيم الحداثة الهامة لتطوير الإنسانية والعمل على تحسين نمط الحياة، مؤكدًا أن جامعة القاهرة لا تهدف فقط إلى تخريج طالب لديه مهارات العمل، بل قادر على الحياة بشكل حديث وهو ما تقوم الجامعة بتحقيقه من خلال مشروع كبير لتغيير طرق التفكير لدى الطلاب من أجل تغيير الواقع.
من جانبها، قالت الدكتورة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إنها ترتبط بجامعة القاهرة بكل الحب والمودة لأنها أحد خريجيها، وأثنت على ما أشار إليه رئيس جامعة القاهرة بأن الجامعة لا تعمل فقط على البعد الأكاديمي، بل البعد الإنساني والأخلاقي، وهو ما أكد عليه رئيس الجمهورية بشأن الاهتمام بالإنسان.
وتابع الدكتور محمد الخشت أن الجامعة تسير بخطى ثابتة نحو التقدم في التصنيفات الدولية، حيث تمكنت في الآونة الأخيرة من تصدر التصنيفات العالمية نتيجة خطة استراتيجية تسير عليها قيادات الجامعة لتحقيق الظهور دوليًا بين الجامعات العالمية، مشيرًا إلى نجاح جامعة القاهرة لأول مرة في تاريخ الجامعات المصرية في القفز مائة مركز والتواجد بين أفضل 301 إلى 400 جامعة على مستوى العالم في التصنيف الصيني العام«شنغهاي» لعام 2019.
وأوضح «الخشت» أن جامعة القاهرة تعمل على المشروعات القومية الكبرى وأهمها بناء الإنسان لأن تغيير السلوك الإنساني لن يتحقق إلا بتغيير طرق التفكير من خلال تغيير طرق الامتحانات بالتعليم والمناهج وطرح مقررات بشأن ريادة الأعمال والتفكير النقدي بالكليات للطلاب، من أجل تخريج طالب قادر على الإبداع والابتكار ومؤهل بشكل سليم لسوق العمل، مما ينعكس بشكل مباشر على تطوير الاقتصاد، مؤكدًا سعي الجامعة للمساهمة في تحقيق الأمن القومي والتنمية الشاملة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ولفت إلى حرص الجامعة على التحالف مع كبرى الجامعات العالمية التي تحتل مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، موضحًا السير قدمًا نحو التحول لجامعات الجيل الثالث التي تقوم على البحث العلمي والبرامج وليس فقط المعاهد والكليات، متابعًا أنه تم إنجاز مراحل كبيرة في فرع الجامعة الدولي وإنشاء 13 درجة علمية مزدوجة مع جامعات متقدمة في التصنيفات العالمية.
من جهتها، أشارت الدكتورة نبيلة مكرم، إلى أنها عملت على دعم علاقة مصر بقارة أستراليا من خلال زياراتها، موضحة أن هناك تواجدا قويا للجالية المصرية بأستراليا واندماجها في المجتمع وتعايشها معه بشكل كبير، مشيرة إلى «أننا في حاجة إلى العمل على الأخلاقيات والقيم التي فقدها المجتمع»، معربة عن سعادتها في دعم ذلك في الاتفاقية بين جامعة القاهرة وجامعة موناش، ما يساعد على فتح آفاق جديدة للتعاون مع قارة أستراليا لتطوير البعد الأكاديمي والإنساني.
وأشارت وزيرة الهجرة إلى مبادرة «مصر بداية الطريق» التي تعتمد على القوى الناعمة لمصر في الخارج، موضحة وجود تعاون بين وزارة الهجرة وجامعة القاهرة في دعم تواجد القوى الناعمة لمصر في كل المجالات وعلى كل المستويات، ويعتمد هذا التعاون على الدارسين الأجانب الذين أتموا دراستهم بالجامعات المصرية، موضحة وجود العديد من العناصر والشخصيات الهامة والبارزة بالعديد من الدول الذين تخرجوا من جامعات مصرية.
من جانبه، قال الدكتور نزار فرجو، مساعد رئيس جامعة موناش، إن جامعة القاهرة جامعة عريقة ومميزة وتقوم على دعم أسس النزاهة والقيم وتطوير الثقافة والفكر ومواجهة التحديات ودعم المهارات المختلفة في شتى المجالات، وهو ما تهدف إليه جامعة موناش.
وأكد «فرجو» أن جامعته تهدف من هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون مع جامعة القاهرة في برامج التدريب وتطوير المناهج ورفع الكفاءات البشرية، وهي البرامج التي تقوم الجامعة بإعدادها بشكل يتناسب مع احتياجات كل دولة من الدول التي تتعاون معها.
وأوضح «فرجو» أن الجامعة تم إنشاؤها في مدينة ملبورن عام 1958، وتعد الجامعة الأكثر عالمية في أستراليا، حيث تمتلك ثمانية فروع حول العالم في ماليزيا وجنوب أفريقيا وإيطاليا، وجميعها توفر بيئة تكتشف المواهب وترعاها لتتحول تلك المواهب إلى قدرات وكفاءات، مضيفة أن الجامعة تركز على كيفية تمكين الطلاب للتأثير على العالم بصورة إيجابية، لافتا إلى أن جامعته تعد حاليا أكبر جامعة في أستراليا، حيث يبلغ عدد طلابها حوالي48 ألف طالب من 170دولة، مشيرا إلى أن الجامعة لديها فروع ومراكز التعليم وشراكات من جميع أنحاء العالم.
وفي ختام اللقاء، قدم رئيس جامعة القاهرة، درع الجامعة لوزيرة الهجرة تقديرًا لجهودها في ربط علماء مصر في الخارج والجامعات الدولية بالجامعات المحلية، مؤكدًا أن شعار مؤتمرات «مصر تستطيع» أصبح من الأهداف الأساسية لجامعة القاهرة، وذلك لأن مصر تستطيع بأبنائها وعلمائها في الخارج.