أعلنت حركة الحوثى اليمنية مقتل عشرات السجناء في مركز احتجاز بمدينة ذمار، في جنوب غرب اليمن، جراء قصف قوات التحالف العربى الذي تقوده السعودية للمدينة ليلة أمس الأول.
وذكرت قناة المسيرة، التابعة للحوثيين، أن 40 جثة انتُشلت من تحت الركام، ونقلت عن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون السجناء، عبدالقادر المرتضى، أن 170 سجينا كانوا في مركز احتجاز ذمار الذي استهدفه القصف.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين لاحقا أن عدد القتلى وصل إلى 60 قتيلا، ولكن لم يتسن التأكد من أعداد القتلى من مصدر مستقل. وأكد سكان المدينة وقوع ست ضربات جوية أثناء الليل.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد المحليين أن القصف كان «قويا لدرجة أن المدينة كانت تهتز، وسُمعت صافرات سيارات الإسعاف طوال الليل وحتى الفجر».
وفى المقابل، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين أن الغارات التي وقعت ليلة أمس الأول استهدفت مواقع عسكرية، وأن الموقع الذي دُمر كان مخزنا للذخيرة والطائرات المسيّرة.
وذكر موقع «العربية الحدث» أن تحالف دعم الشرعية باليمن قام بتدمير موقع عسكرى للميليشيا الحوثية بذمار جنوب صنعاء، وهو عبارة عن مخازن للطائرات بدون طيار وصواريخ دفاع جوى معادية.
وأضاف الموقع أن التحالف العربى أكد أن عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولى الإنسانى وقواعده العرفية، وأنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين.
وأكد المتحدث الرسمى باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركى المالكى، أن الموقع الذي قصفه التحالف في ذمار «هدف عسكرى»، وليس سجناً، كما ادعت ميليشيات الحوثى.
وأوضح في بيان، بثه موقع «العربية الحدث»، أن الموقع المستهدف هدف مشروع، مشدداً على أن التحالف اتخذ كافة الإجراءات لتحييد المدنيين أثناء استهداف الموقع المذكور.
كما أضاف أن الهدف الذي تم استهدافه يبعد حوالى 10 كيلومترات عن ذمار.
كما أشار المالكى، إلى أن تطوير أسلحة الميليشيات الحوثية يثبت وجود عناصر من الحرس الثورى الإيرانى في اليمن.
و أكد أن «ميناء الحديدة ما زال هو النقطة التي تحصل منها الميليشيات على الأسلحة.
وتتبادل قوات التحالف العربى وميليشيا الحوثى الاتهامات بشأن ضربات متبادلة في لمواقع عسكرية ومدنية حيث اتهمت قوات التحالف ميليشيا الحوثى، بقصف مجمع «إخوان ثابت» التجارى والصناعى في محافظة الحديدة غرب اليمن، أمس الأول السبت، والذى أسفر عن جرح عدد من العمال.
وذكرت مصادر عاملة في المصنع أن القصف المدفعى المكثف استهدف محطة التحلية في المصنع وألحق بها دماراً كبيراً، إضافة إلى جرح 5 عمال، وصفت حالة بعضهم بالخطيرة، ونقلوا على إثرها إلى المستشفى الميدانى في الدريهمى جنوب الحديدة لتلقى الإسعافات الأولية.
كما سقطت قذائف هاون أخرى أطلقتها الميليشيات على المجمع وسقطت في مصنع المواد الكرتونية، ما أدى إلى اندلاع حرائق هائلة فيه. كذلك خلفت القذائف خسائر مادية فادحة في المصنع وعطلت خطوط الإنتاج فيه.
إلى ذلك استمرت المعارك لليوم الثالث على التوالى بين قوات الجيش اليمنى، مسنوداً بطيران تحالف دعم الشرعية، وميليشيا الحوثى بمحيط مدينة حرض الحدودية، في محافظة حجة شمال غربى اليمن.
وأدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوى، غارات التحالف، وقال إن «تفجير مركز احتجاز ذمار هو أحدث جرائم الحرب التي يرتكبها التحالف الذي تقوده السعودية».
وأضاف حسبما ذكرت موقع «بى بى سى» عربى: «يرتكب هذه الجرائم مجموعة من المحتلين، باستخدام أسلحة أمريكية وغربية، وبالتأكيد يعتبر اليمنيون هذه الدول (صاحبة السلاح) شركاء في هذه الجرائم».
وفى سياق متصل قال المركز الإعلامى للمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمنى، أمس الأول، إن وحدات من الجيش الوطنى تعمل على تأمين القرى والمزارع المحيطة بمدينة حرض المحررة حديثاً، بالإضافة لتمشيط وانتزاع حقول الألغام التي خلفتها الميليشيا الحوثى.
وأكد المركز أسر 11 عنصراً من الميليشيا في المواجهات، ليرتفع عدد الأسرى إلى 20 عنصراً، بينهم قيادات ميدانية.
ويستهدف التحالف الذي تقوده السعودية الحوثيون منذ عام 2015، ويقول إنهم انقلبوا على الحكومة الشرعية بدعم من إيران، بعد استيلائهم على العاصمة صنعاء عام 2014.
وبخلاف المواجهات التي تخوضها الحكومة اليمنية، برئاسة عبدربه منصور هادى، مع الحوثيين، ثمة مواجهات أخرى مع قوات الحزام الأمنى الموالية للمجلس الانتقالى الجنوبى المؤيد لانفصال جنوب اليمن.
وكان المجلس الانتقالى الجنوبى قد استولى على العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، عدن، مطلع الشهر الماضى.
ووصفت حكومة هادى، حينها، هذا الاستيلاء بأنه «انقلاب». ورأى محللون أن المواجهات بين المجلس الانتقالى والحكومة اليمنية مؤشر على نزاع جديد في البلد الذي أنهكته الحروب.
لكن القوات الموالية للحكومة اليمنية استعادت السيطرة على عدن بعد حوالى ثلاثة أسابيع من المواجهات.
وشنت الإمارات غارات جوية على عدن يوم الجمعة الماضى، قالت إنها تستهدف «ميليشيات إرهابية»، في حين قالت الحكومة اليمنية إن الغارات كانت بهدف إضعاف قواتها أمام قوات المجلس الانتقالى المدعوم من أبوظبى.
وتعمل الأمم المتحدة على تهيئة الأوضاع في اليمن للمفاوضات بين القوى السياسية المتناحرة، والتوصل لاتفاق يضع نهاية للأوضاع الإنسانية المتردية في البلاد.