x

حرب مرتقبة بين إسرائيل و«حزب الله».. والضحية لبنان (تقرير)

السبت 31-08-2019 11:47 | كتب: عمرو أشرف |
حدود لبنان وإسرائيل حدود لبنان وإسرائيل تصوير : آخرون

يقف لبنان على شفا حرب لا ناقة لشعبه فيها ولا جمل، في ظل التدخلات الإيرانية والعدوان الإسرائيلي المتكرر، فيما يعاني اللبنانيون من ارتفاع البطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية.

حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، أعلن سقوط طائرتي استطلاع إسرائيليتين على جنوب لبنان، مساء السبت الماضي، ليكون هذا الحادث بداية لتوترات جديدة بين إسرائيل والحزب.

أكد الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق أن الطائرتين اللتين سقطتا كانتا تابعتين له، ولم يذكر الأهداف وراء العملية، والتي رجح خبراء أنها كانت موجهة للرصد وتنفيذ اغتيالات لبعض قيادات حزب الله.

في خطوه تصعيدية من الجانب الإسرائيلي، أعلن جيش الاحتلال، مساء الخميس، إلغاء الإجازات لجنوده العاملين شمالي البلاد، محذرا لبنان في الوقت نفسه من مغبة «التعرض لأي جندي إسرائيلي».

تزامن هذا التحذير مع تحركات مكثفة على الحدود، وتحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية فوق جنوب لبنان، وقال قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، أمير برعام: «إذا خدش جندي واحد، فسنرد بقوة ضد أهداف حزب الله والدولة اللبنانية».

وذكرت القناة الأولى الإسرائيلية، الخميس، أن جيش الاحتلال أصدر تعليمات للمزارعين بالابتعاد عن الأراضي القريبة من السياج الحدودي مع لبنان، ما يعني بوادر حرب جديدة بين البلدين.

اتهمت إسرائيل إيران و«عملائها في لبنان»، في إشارة إلى حزب الله، الخميس، بـ«زيادة جهودها لبناء منشآت صواريخ في لبنان»، محذرة من أن هذه الخطوة يمكن أن «تعرض لبنان وأهله للخطر».

قال المتحدث العسكري الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، لوسائل إعلام عبرية، إن «إيران عرضت لبنان للخطر»، متهمًا إياها بـ«استخدام المدنيين اللبنانيين كدروع بشرية».

في المقابل، نفى حزب الله امتلاك منشآت لتصنيع الصواريخ، ولا تزال إسرائيل تعتبر حزب الله تهديدًا عسكريًا محتملًا في المنطقة الحدودية، وتشير تقارير أمريكية إلى امتلاك الحزب لـ130 ألف صاروخ منذ عام 2006.

إسرائيل تقول إن «هذه الأسلحة هي النوع القديم من الصواريخ الموجهة»، فيما لم يعلق الحزب على المزاعم الإسرائيلية، واتهم مسؤولون لبنانيون إسرائيل بتنفيذ «عدوان خطير»، معتبرين اتهاماتها «ذريعة لشن هجوم على لبنان».

الدكتور محمد محسن أبوالنور، متخصص في الشأن الإيراني، يرى أن «لبنان كان ولا يزال إلى حد ما دولة تابعة لسوريا، فحتى مناقشة السلم والعلاقات الطبيعية مع إسرائيل يمكن أن تجعلك تسجن أو حتى تقتل. كان هذا هو الحال منذ منتصف الحرب الأهلية في لبنان عندما انسحبت قوات حفظ السلام الدولية من بيروت، وهيمنت عائلة الأسد الحاكمة في سوريا على السياسة اللبنانية».

نفى «أبوالنور»، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إمكانية حدوث سلام بين إسرائيل ولبنان في ظل وجود حزب الله، مضيفًا أن «إيران تستخدمه ذراعا لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط».

مجلس الأمن الدولي حذر، الخميس، من أن انتهاكات وقف القتال بين إسرائيل ولبنان في جنوب البلاد الأخير «يمكن أن تؤدي إلى صراع جديد لا يمكن لأي من الطرفين أو المنطقة تحمله».

جاء تحذير المجلس في قرار برعاية فرنسا تم تبنيه بالإجماع ويمدد تفويض قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوامها 10.5 آلاف جندي في جنوب لبنان، والمعروفة باسم «اليونيفيل» حتى 30 أغسطس 2020.

يستبعد «أبوالنور» نشوب حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان في الوقت الراهن، لكنه لا يستبعد استهداف إسرائيل مواقع عسكرية تابعه لحزب الله، ويقول: «إذا حدث عدوان كامل فسوف يضر كثيرا بالاقتصاد اللبناني الذي يعتمد في الأساس على السياحة»، فإلى متى يظل اللبنانيون يدفعون ثمن حرب بالوكالة ليس لهم شأن بها؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية