ما زالت الظروف الاقتصادية والسياسية للدول تمثل عامل ضغط لمواطنيها الذين لم يجدوا مناصاً من الرحيل ومحاولة البحث عن ضالتهم فى حياة كريمة خارج حدود بلادهم سواء من خلال رحلات هجرة شرعية أو غير شرعية تعرض حياتهم وذويهم للخطر. وسلط عدد من وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية الضوء، أمس، على أكثر من واقعة هجرة تفاصيلها مروعة.
ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء، أن 15 مهاجرًا وصلوا إلى إسبانيا، أمس، على متن سفينة حربية إسبانية بعدما رفضت إيطاليا طلب زورق إنقاذ انتشلهم من البحر المتوسط بالرسو فى أحد موانئها، ورأى شهود من «رويترز» المهاجرين، الذين يشكلون جزءاً من مجموعة أكبر تزيد على 100 فرد أنقذهم زورق «أوبن آرمز» المسجل فى إسبانيا، وهم يسيرون على الشاطئ بميناء «سان روكى» فى جنوب غرب البلاد ويركبون حافلة برفقة الشرطة. وقالت الحكومة الإسبانية، فى بيان، إن المهاجرين وهم 14 رجلا وامرأة واحدة، سيخضعون لفحوص طبية وسيحصلون على تصاريح مؤقتة حتى يتم البت فى طلباتهم للجوء.
كانت مدريد قد أرسلت الأسبوع الماضى سفينة لنقل مهاجرين جميعهم أفارقة وذلك بعدما وافقت 5 دول أوروبية على استقبالهم بعد أزمة طويلة دامت 3 أسابيع بين «أوبن آرمز» والسلطات الإيطالية، حيث منع وزير الداخلية الإيطالى المنتهية ولايته ماتيو سالفينى، وهو من اليمين المتشدد، رسو سفن تقل مهاجرين غير شرعيين فى الموانئ الإيطالية فى مسعى لوقف تدفق المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط من شمال إفريقيا، حيث بدأت روما منذ العام الماضى انتهاج سياسة الموانئ المغلقة أمام سفن الإنقاذ فى محاولة لوقف الهجرة غير الشرعية من شمال أفريقيا.
فى الوقت نفسه، قال متحدث باسم الحكومة الإسبانية إن أكثر من 150 مهاجرا عبروا السياج الحدودى بين المغرب وجيب سبتة الإسبانى فى وقت مبكر من صباح أمس، وإن 6 على الأقل من أفراد الشرطة الإسبانية أصيبوا بجروح طفيفة خلال محاولة منعهم من الدخول.
وأوضحت «رويترز»، أمس، أن جيبا سبتة ومليلية الإسبانيين الواقعين على الساحل الشمالى للمغرب يجتذبان المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، حيث يفصل الجيبين عن المغرب سياج بارتفاع 6 أمتار يعلوه سلك شائك.
وقال المتحدث «حاول نحو 250 مهاجرًا القفز فوق السياج ونجح نحو 155 فى ذلك» ولكن الاقتحام لم يكن «عنيفاً كالسابق» على حد تعبير المتحدث، ورغم ذلك أصيب 6 من أفراد الشرطة على الأقل وبعض المهاجرين بجروح طفيفة، حسبما أفادت «رويترز». تجدر الإشارة إلى أن آخر اقتحام كبير للسياج الحدودى كان فى أغسطس من العام الماضى عندما تمكن 118 مهاجرا من الوصول إلى الأراضى الإسبانية لكن معظمهم أعيدوا إلى المغرب قى وقت لاحق. فى حادثة منفصلة، أنقذ خفر السواحل الإسبانى يوم الأربعاء الماضى، أكثر من 200 مهاجر من إفريقيا جنوبى الصحراء كانوا فى 3 مراكب فى بحر البوران بين المغرب وإسبانيا.
فى واقعة أخرى، قالت جمعية خيرية إيطالية إن خفر السواحل الإيطالى نقل النساء والأطفال من سفينة إنقاذ تابعة لها إلى جزيرة «لامبيدوزا»، لكنه ترك 34 مهاجرًا آخرين على متنها فى إطار مساعى البلد الأوروبى حظر رسو سفن المهاجرين غير الشرعيين فى موانئه. وأوضحت «رويتزر» فى تقرير تحدثت فيه عن تلك الواقعة، أن السفينة مارى يونيو التى تشغلها جمعية «ميديترانيا سيفينج هيومنز» كانت قد انتشلت نحو 100 مهاجر من زورق مطاطى قبالة ساحل ليبيا، الأربعاء الماضى، بينهم 22 طفلا تحت سن العاشرة و26 امرأة، 8 منهن حبليات.
وأضاف التقرير أن الحكومة الإيطالية، وافقت، أمس الأول، على استقبال الأطفال والنساء والمرضى لكنها رفضت إلغاء الحظر الذى تفرضه على دخول سفن الإنقاذ مياهها الإقليمية، وقال مصدر قريب من وزارة الداخلية الإيطالية «الحظر... يظل ساريًا بالنسبة لسفينة لا تحترم القوانين وتخلق عن عمد حالة طوارئ على متنها لتتمكن من إنزال ركابها فى إيطاليا».
فى سياق متصل، وصل 600 مهاجر إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، أمس الأول، على متن 13 قارباً وصلوا فى ساعة واحدة إلى شاطئ سكالا سيكامينيا، شمال الجزيرة، فى واحدة من أعلى الأرقام التى تسجل خلال يوم واحد منذ اندلاع أزمة اللاجئين فى عام 2015.
وأفاد موقع «24» الإخبارى الإماراتى، أن وزارة الشؤون البحرية اليونانية دعت إلى اجتماع استثنائى، أمس، من أجل بحث الارتفاع فى عدد المهاجرين خلال شهر أغسطس، إذ إن أعداد المهاجرين المسجلة يومياً بداية أغسطس أكثر بواقع 3 مرات مقارنة بتقديرات نفس الفترة من العام الماضى.
وأوضح الموقع أن مراكز احتجاز اللاجئين فى الجزر اليونانية المطلة على بحر إيجة باتت مكتظة وتضم أكثر من 20 ألف شخص فى مرافق مصممة لاستيعاب فقط 6 آلاف شخص، بينما وعدت الحكومة اليونانية الجديدة بتخفيف الوضع الراهن فى مراكز الاحتجاز بهذه الجزر، من خلال الإسراع فى فحص طلبات اللجوء وإعادة الأشخاص الذين تم رفض طلباتهم إلى تركيا.