استهدفت إسرائيل، فجر أمس، موقعًا لفصيل فلسطينى موالٍ لدمشق فى شرق لبنان قرب الحدود السورية، وفق وكالة الأنباء الفرنسية، بعد ساعات من توعد «حزب الله» بالرد على إسرائيل إثر سقوط طائرتين فى معقله جنوب بيروت.
وقالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيس ميشال عون بحث أمس الاعتداء الإسرائيلى أمس الأول على الضاحية الجنوبية من بيروت، مع منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون لبنان يان كوبيش، وقال الرئيس اللبنانى «إن الهجوم الإسرائيلى، أمس الأول، داخل لبنان بمثابة إعلان حرب يتيح لبلاده الدفاع عن نفسها».
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عن 3 غارات معادية - إشارة إلى إسرائيل - استهدفت سلسلة جبال لبنان الشرقية المقابلة لجرود بلدة قوسايا، حيث مواقع عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة القريبة من النظام السورى وحزب الله بقيادة أحمد جبريل.
وقال المسؤول الاعلامى للجبهة، أنور رجا، فى دمشق إن ما جرى هو قصف إسرائيلى بطائرة مسيّرة، واقتصرت الأضرار على «ماديات بسيطة»، إذ كان تمّ إخلاء النقطة المستهدفة.
واعتبر رجا أن إسرائيل من خلال القصف تحاول أن تقول إنها قادرة على ضرب محور المقاومة حيث تشاء، مشيرًا إلى أنه نوع من الاستفزاز بعد ساعات من خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
كان نصرالله توعد مساء أمس الأول، بالرد على الهجوم الإسرائيلى على لبنان مهما كلف الثمن، بعد سقوط طائرة استطلاع وتنفيذ أخرى ضربة على «هدف» فى معقله فى الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال نصرالله: «انتهى الزمن الذى تأتى فيه طائرات إسرائيلية تقصف مكانا فى لبنان ويبقى الكيان الغاصب فى فلسطين آمنًا، لن نسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن.. وسنفعل كل شىء لمنع حصوله».
وكانت إسرائيل شنت غارات على سوريا قالت إنها استهدفت منشآت تابعة لفصيل إيرانى قرب دمشق، لكن طهران نفت ذلك، فيما قال «نصرالله» إن الغارات استهدفت مركزًا للحزب عبارة عن منزل لمقاتليه وليس موقعًا عسكريًا، وتسببت بمقتل 2 من مقاتليه.
وفى غزة، قصف طيران الاحتلال الإسرائيلى أهدافًا تابعة لحركة «حماس» ردًا على إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلى أمس.
كما أعلنت السلطات الإسرائيلية اتخاذ إجراء عقابى هو خفض إدخال الوقود إلى محطة الطاقة الرئيسية فى قطاع غزة، ما يعنى انخفاضا كبيرا فى التغذية بالتيار الكهربائى.
كانت قوات الاحتلال قد أعلنت فى وقت سابق أن 3 صواريخ أُطلقت مساء أمس الأول من القطاع على جنوب إسرائيل، موضحا أن منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخين من الصواريخ الثلاثة.
وأوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، أفيخاى أدرعى، فى بيان آخر صباح أمس: «ردًا على ذلك، ضربت طائرات إسرائيلية عددًا من الأهداف فى مجمع عسكرى تابع لحماس فى شمال قطاع غزة، بينها مكتب قائد كتيبة فى حماس».
وقالت وكالة «معا» الفلسطينية إن اجتماع مجلس الوزراء الأمنى السياسى المصغر، «الكابينيت» الإسرائيلى، انتهى بعد حوالى 4 ساعات دون تفاصيل- وفقا لما نقلته عن القناة 13 العبرية.
وقالت القناة إن الجيش الإسرائيلى نشر حواجز على طول طرق السفر بالقرب من الحدود اللبنانية المعرضة لإطلاق النار ومنع المركبات العسكرية من السير عليها، لأن الجيش لا يريد أن يمنح حزب الله فرصة إصابة أهداف بشكل سهل- على حد تعبيرها.
يأتى اجتماع «الكابينيت» على ضوء التوتر الحاصل بعد اعتداءات إسرائيلية على سوريا ولبنان وعلى حدود قطاع غزة.
قال وزير البناء والإسكان واستيعاب المهاجرين الإسرائيلى، يوآف جالانت، إن الحرب هى الخيار الأخير مع قطاع غزة، وقبل ذلك يجب علينا أن نستنفد كل الوسائل.
وفى تعليقه على التوتر فى الجبهة الشمالية، قال «جالانت» إنه يجب أخذ تهديدات العدو على محمل الجد، ويجب عدم السماح له بالوصول إلى ميزة يستخدمها خلال الحرب.