قال المهندس ممتاز عجيب، مدير محطة بحوث «بوقا» فى مدينة اللاذقية، إن المحطة تستهدف إنتاج شتلات الأشجار المثمرة المقاومة للجفاف والأمراض من الزيتون، واللوز والفستق الحلبى وغيرها من الأصناف المتميزة بقدرتها على المقاومة للجفاف والآفات الحشرية، والمحطة لديها مختبرات تجرى دراسات وبحوثا متعلقة بالأمراض التى تصيب تلك هذه الأنواع من الأشجار، ووضع برامج المكافحة اللازمة لها، وفقا للمعايير الدولية المعنية بذلك لضمان أعلى إنتاجية وجودة ثمرية.
وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن المحطة تحتوى على بيت زجاجى «صوبة»، يتم فيه زراعة عُقل الزيتون مخصصة لثنائية الغرض من الإنتاج، سواء لزراعة أصناف إنتاج زيتون المائدة أو زراعة أصناف زيتون لإنتاج الزيت، مشيرا إلى وجود 18 حوضا يتم العمل من خلالها خلال فصلى الخريف والربيع لتغطية احتياجات المنطقة من زراعة أصناف الزيتون ثنائية الغرض.
وتابع «عجيب» أن خطة المحطة تشمل إنتاج 100 ألف شتلة سنويا من أهم الأصناف، ومن بينها القيسى والخضيرى والصورانى بنسبة 70%، و30% من باقى الأصناف حسب طلب المزارعين، مشيرا إلى أن مراحل إنتاج الشتلات والعُقل تعتمد على أن يتم الإكثار بطريقة الإكثار الخضرى من خلال أخذ عقل «غضة» فى عمر أقل من سنة ومصدر العقل يكون معروفا ومتميزا من بساتين الأمهات الموجودة فى المحطة.
وأوضح مدير محطة «بوقا» اللاذقية: «يصل طول العقلة إلى 12 سم، والسمك يصل إلى 7 ملليمترات، وتغمس العقل فى هرمون خاص ثم يوضع فى البيت الزجاجى وتبقى العقل من 45 – 60 يوما فى البيت الزجاجى ثم تنقل إلى أكياس تكون معبأة بخلطة ترابية، ويتم إضافة السماد العضوى لها تكون جاهزة للزراعة على المستوى الحقلى، ومحطات أكساد تعتمد على تحقيق الاستفادة من هذه الأصناف المتميزة من الزيتون».
«المصرى اليوم» انتقلت إلى محطة بحوث السن باللاذقية، وهناك التقينا بالمهندس أسامة عباس، مدير أبحاث السن، التابعة للمركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة، وأوضح أن المحطة تقوم بتطبيق تقنيات بحثية تستهدف دراسة العلاقات المائية تحت ظروف المنطقة لزيادة إنتاجية الوحدة المائية ودراسة وتقييم المحاصيل الزراعية المختلفة لاختيار التركيب المحصولى الملائم، مشددا على أن المحطة تقوم باختبار مدخلات برنامج الحبوب من محاصيل القمح القاسى والقمح الطرى والشعير، للحد من الأمراض، خاصة مرض صدأ الساق (الأسود) وصدأ الأوراق (الأصفر) وأمراض التبقع الورقى.
وأضاف عباس إن المحطة تقدم الحزم الإرشادية التطبيقية والخدمات العلمية للمهتمين بالأنشطة الزراعية المختلفة بالمنطقة، وتنظم الدورات التدريبية فى مجالات التنمية الزراعية، خاصة لشباب الخريجين، لرفع إنتاجية المحاصيل الحقلية والنباتات الطبية والعطرية والأشجار المثمرة والزراعات المحمية، وكذا تطوير معارف القوى البشرية العربية العاملة فى مجالات البيئة والتنمية.
وأوضح أن عمل المحطة يعتمد على النطاق البحثى والتطبيقى، ويشمل القسم البحثى أبحاثا من القمح لاستنباط أصناف جديدة مقاومة للأمراض، وأصناف جديدة من الزيتون ونباتات طبية وعطرية ونباتات رعوية ومعمل الرقائق البلاستيكية، فضلا عن مختبر لأمراض النبات لانتخاب بعض الأنواع المقاومة للأمراض أو المخصبات الحيوية لاستخدامها كمخصبات زراعية، ومختبرات للتحليل وعزل وتوصيف المسببات للأمراض النباتية.
وشدد على أن المحطة تقوم بعدد من الأنشطة، منها تحسين إنتاجية أنواع الفاكهة المختلفة، تحت ظروف الزراعة المطرية مع أقلمتها لتحمل الإجهادات البيئية، وذلك بتطبيق مجموعات من حزم التوصيات الملائمة للمنطقة، وتقييم وتحسين إنتاجية محاصيل الخضر المختلفة وأقلمتها للزراعة الظروف المطرية.
ولفت عباس إلى أن محطة السن تعمل على استخدام التسميد العضوى كبديل للتسميد الكيميائى، لتحسين التربة والمحافظة على البيئة بالمنطقة وزيادة استخدام نظم الزراعة المحمية فى إنتاج الشتلات اللازمة للزراعة والحصول على العائد الاقتصادى للصوبات الزراعية، وزراعات برنامج الحبوب (تقييم المدخلات) وتنفيذ تجارب الكفاءة الإنتاجية العربية لمحاصيل الحبوب (القمح القاسى والقمح الطرى والشعير) والمحاصيل البقولية.
وأكد أهمية دور المحطة فى دراسة الاحتياجات المائية لبعض المحاصيل والأنواع النباتية الاقتصادية لرفع الكفاءة الإنتاجية للوحدة المائية، ورفع إنتاجية المحاصيل الحقلية تحت الظروف المطرية والمروية، وإكثار وتنمية النباتات الطبية والعطرية والأشجار المثمرة.
وعمل الدكتور رفيق صالح مدير عام »أكساد«، على إنشاء المحطة عام 2015 فى محافظة اللاذقية فى منطقة جبلة فى »حريصون«، وتقع على ارتفاع 15 متر من سطح البحر، وتبلغ مساحتها 100 دونم، ويسود فيها مناخ حوض البحر الأبيض المتوسط، ومتوسط الهطول المطرى 800 مللم سنوياً، تربتها حمراء طينية ثقيلة فقيرة بالمادة العضوية، وذلك لخدمة البحوث العربية التطبيقية لمواجهة ظروف الجفاف والملوحة فى المنطقة العربية لكى تناسب الأجواء العربية.
وشملت جولة «المصرى اليوم» محطة بحوث «خربة التين نور» الواقعة فى محافظة حمص، حيث التقينا بمدير المحطة، وأوضح مدى دورها فى تطبيق البحوث العلمية على المناطق الجافة والأراضى القاحلة، حيث أكد أن المحطة تستهدف دراسة وتقييم وانتخاب التراكيب الوراثية المتميزة من محاصيل القمح القاسى والقمح الطرى والشعير والذرة البيضاء ونشر السلالات المبشرة والمتحملة للإجهادات البيئية المختلفة، لاختيار التركيب المحصولى الملائم، وتقديم الحزم الإرشادية التطبيقية والخدمات العلمية للمهتمين بالأنشطة الزراعية المختلفة بالمنطقة.
وأضاف أنه يتم زراعة بعض المساحات داخل المحطة بأصناف من القمح والشعير والحمص والخلائط العلفية، وتعمل المحطة على تنظيم الدورات التدريبية فى مجالات التنمية الزراعية، خاصة لشباب الخريجين، وإكثار وتنمية نباتات المراعى غير التقليدية والشجيرات الرعوية لاستخدامها فى برامج تنمية المراعى الطبيعية سواء بالزراعة أو إعادة البذر لعلاج مشاكل التصحر، وتنمية وتحسين الثروة الحيوانية بالمناطق الصحراوية وحديثة الاستصلاح.
وشدد على أن أحد أهم أنشطة المحطة تحسين إنتاجية محاصيل الحبوب وزراعة 196 دونم من سلالات وأصناف أكساد المبشرة من محاصيل (القمح القاسى والقمح الطرى والشعير) والمتأقلمة للإجهادات البيئية، ورفع إنتاجية المحاصيل الحقلية تحت الظروف المطرية والمروية، وتقييم وتحسين إنتاجية الماعز والأغنام، خاصة أغنام العواس.
وأوضح أن الماعز تتميز بأنها متعددة الإنتاج؛ حيث يوجد 150 رأسًا من الإناث بمحطة بحوث خربة التين نور، بالإضافة إلى ذكور الكباش المخصصة للتلقيح والمواليد الحديثة من ذكور وإناث، فضلا عن توفير العلائق العلفية اللازمة لتغذية هذه الأغنام من سلالة العواس- المتميزة بأنها متعددة الإنتاج تنتج الحليب واللحوم والصوف، فى ظل ظروف قاسية تنتج أعلى إنتاجية من الحليب بكمية تصل 2.5 كجم فى اليوم والتى تعد من أنواع الحليب غالية الثمن من المستهلك.
وأشار مدير المحطة إلى أن دورة حياة أغنام العواس تصل للنمو الجنسى بعد 1.5 سنة وهى مدة قصيرة، مقارنة بالأنواع الأخرى من الأغنام، بينما تصل مدة حملها إلى ما يقرب من 5 شهور، وتتميز بأن نسبة التوائم فى الولدات تصل إلى 50% من المواليد، مشيرا إلى إنه خلال العام الماضى حققت المحطة ولدات ثلاثية بمعدل 5 حالات بإنتاج جيد وصحة جيدة، وبلغت نسبة الولدات الثنائية 45 حالة من إجمالى عدد القطيع البالغ 128 رأسًا من الأغنام.