x

أوغلو: لا تعارض بين الأمن والديمقراطية.. ولا نتحمل فشل الثورة المصرية

الإثنين 04-07-2011 12:15 | كتب: ملكة بدر |
تصوير : رويترز

 

أكد أحمد داوود أوغلو، وزير الخارجية التركي أثناء زيارته القصيرة للقاهرة أن العلاقات المصرية والتركية تكاملية وليست تنافسية، موضحاً أن مصر تستطيع مساعدة تركيا في أفريقيا، وبالمثل تساعد تركيا مصر في أوروبا ودول البلقان.

وقال في حواره مع الإعلامية منى الشاذلي, في برنامج العاشرة مساء, الأحد، إنه درس اللغة العربية في مصر أثناء تحضير رسالة الدكتوراة، وقضى في مصر وعمان حوالي 8 سنوات، مؤكداً أنه عندما يكون في القاهرة «يشعر وكأنه في بلده تماما».

وأشارت الشاذلي، إلى أن تلك الزيارة، هي الرابعة لوزير الخارجية التركي إلى مصر خلال أقل من 6 شهور، لكن داوود أوغلو أضاف أنه سيأتي برفقة رجب أردوغان, رئيس الوزراء التركي, بعد 3 أسابيع، عقب تشكيل الحكومة التركية الجديدة.

وأوضح أن مصر هي «أهم الدول الإقليمية، كما أن العلاقات المصرية التركية تاريخية، وأصبحت أكثر أهمية بعد الثورة المصرية».

وعن تشكيل مجلس أعلى استراتيجي بين مصر وتركيا خلال هذا الشهر، قال داوود أوغلو «نفذنا ذلك مع روسيا وبلغاريا واليونان من قبل، ولدينا سياسة تعاونية تكاملية، ومصر دولة تتمتع بالخصوصية، كما أن لدينا اتفاقية تجارة حرة مع مصر، ونتمنى أن نسهم في التفاعل الاجتماعي بين الشعبين لأننا نشترك في تاريخ عميق».

وعند سؤاله عن تصوره لثورة 25 يناير، قال وزير الخارجية التركي، إن «الشعب المصري كان يحتاج إلى الكرامة، ونحن اتخذنا موقفاً واضحاً من الثورة المصرية من بدايتها لأننا نحترم هذا المطلب».

وأشاد بالمجتمع المصري، قائلا «هو مجتمع قوي وفيه انتشار واسع لإرادة الشعب بغض النظر عن الخلافات الدينية والأيديولوجية، وقد آمنا أن الشعب المصري يحتاج إلى مستقبل جديد، ونحن نؤيد الشعب المصري بالكامل».

 وشدد أوغلو على ضرورة نجاح الثورة المصرية، موضحاً «نحن لا نستطيع تحمل فشل العملية الانتقالية في مصر إقليمياً، نريد أن تنجح مصر في هذه الفترة لتكون قدوة ونقطة بداية للدول في المنطقة لأن نجاح مصر يؤدي إلى الاستقرار السياسي». وأشار إلى مسؤولية النخبة في إنجاح مصر بعد الثورة وضرورة تنحية خلافاتهم بعيداً «لأن فشلهم سيسبب أزمة إقليمية كبيرة»، مؤكداً أن «نجاح مصر يعني نجاح كل دول المنطقة».

وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم كل الدعم لمصر، مبرراً ذلك بأنها «مسؤولية تاريخية على عاتق تركيا»، وأوضح أن تركيا من مصلحتها «أن يكون الشرق الأوسط مستقرا وحرا ومتكاملا ومتحدا، لأن اقتصاد تركيا يتنامى حاليا، وتركيا تحتاج إلى حلفاء أقوياء».

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية - التركية، قال «نحن لم نخض حروباً ضد بعضناً، على العكس من ألمانيا وفرنسا مثلاً، وليس لدينا مع مصر ذكريات سيئة، كما أن التاريخ العثماني تاريخ مصري وتركي مشترك، وهناك الكثير من الآثار العثمانية في مصر»، مؤكداً أن تركيا تسعى إلى شراكة استراتيجية متبادلة وتعاون في الرؤى وتشكيل نموذج جديد «لتغيير وجه المنطقة».

وأشاد وزير الخارجية التركي بالثورة المصرية، واعتبرها «أفضل الثورات خلال نصف القرن الماضي لأن الشعب برهن على رغبته في خلق مستقبل جديد وتحقيق الكرامة، وعلمنا كيف يمكن التغيير وتحقيق النجاح بطرق سلمية».

وفيما يخص النموذج التركي، أوضح أوغلو، أنه لا تنافس أو تعارض بين الأمن والحرية، وبالتالي لا تعارض بين قضية الأمن وقضية الديمقراطية، «إذا ضحيت بالأمن من أجل الحرية ستعم الفوضى، ولو ضحيت بالحرية من أجل الأمن ستكون الدولة ديكتاتورية وسلطوية».

وأضاف أن «القوة الفعلية للدولة تنبع من الشعب، إذا أعطت الدولة الحرية للناس دون تفريط في الأمن فهذا هو الحد الأقصى لشرعية الدولة وقوتها وديمقراطيتها»، مشيراً إلى أن إرادة الشعوب هي الأقوى لأن «الشعوب تستطيع أن تقرر لنفسها».

وضرب مثلا بما حدث في الانتخابات التركية الأخيرة، قائلاً «حصلنا على أغلبية الأصوات بنسبة أقل من 50% بقليل في الانتخابات الأخيرة وهذا هو أعلى معدل للديمقراطية التركية في 50 عاما، وإذا أردنا أن نستمر علينا أن نؤدي أداء أفضل، وإذا أرادت المعارضة الفوز عليها أن تعمل أكثر. يجب أن نسهم في حرية الفكر والتعبير والإعلام، لأن الأيديولوجية الواحدة لن تخلق فكرا جديدا، هذه هي الديمقراطية، أن تقرر الشعوب ما تريد لنفسها، نحن في حاجة إلى مبدأ الشورى الذي تحدث عنه الإسلام».

وعند سؤاله عن اختلاف موقف الخارجية التركية مما يحدث في سوريا عن سياساتها مع الثورات العربية الأخرى، برر أوغلو، ذلك، قائلا «الوضع مع سوريا مختلف، بسبب تعدد التيارات والأفكار والأديان، لكن تركيا تدعم بشدة التغيير في سوريا. نحن نريد منهم تقديم إصلاحات، لكن إذا استمرت خسائر الأرواح ستتخذ تركيا موقفاً، وتقول إن العنف يجب أن يتوقف».

وأضاف أن هناك 11 ألف سوري في مخيمات على الحدود التركية، و«لابد من تحقيق التغيير والإصلاح مع الحد الأدنى من الخسائر، من خلال التحول السلمي».

وفي ختام حواره، أشاد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بالوزير نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، ووصفه بأنه «أفضل اختيار للجامعة العربية في هذه المرحلة التاريخية، فهو من أكثر الشخصيات حكمة، ورؤية في المنطقة، ونحن في حاجة إلى قادة ذوي رؤية مثله».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية