x

المعارض السوري «ياسين النجار»: الوفد العربي «شاهد زور».. وندعم «الجيش الحر» بلا تحفظ

الأحد 08-01-2012 16:04 | كتب: يحيى عسكر |
تصوير : اخبار

اعتبر محمد ياسين النجار، عضو مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري، أن الملف السوري يشهد العديد من التعقيدات ومحاولات الخروج من الأزمة بأقل الخسائر، ودون الإعلان عن هزيمة طرف على حساب الآخر.

وحمّل «النجار»، في حوار أجرته معه «المصري اليوم» في الدوحة، نظام الرئيس بشار الأسد مسؤولية تدويل الأزمة السورية، مؤكدًا أن التدويل ليس أصعب من قتل المدنيين السوريين المطالبين بالحرية والديمقراطية.

من وجهة نظر المجلس الوطني، فما هي أبرز القوى الفاعلة في الملف السوري حاليًا ولها تأثير على مجريات الأحداث؟

-الآن هناك مثلث، ضلعه الأول الدول الأوروبية والأمريكية، وتترأسهم فرنسا وتقوم بدور مهم. أما الضلع الثاني فيتمثل في تركيا، والثالث هي الجامعة العربية، هذا إذا ما استبعدنا الدور الروسي كأحد الدول المعيقة لقرار مجلس الأمن. كل هذه الأطراف تقوم بدور فاعل في الملف السوري، ويمكن أن نقول أن بيدها الكثير من الأوراق.

ما هو موقف المجلس من جامعة الدول العربية وقراراتها، وما شهدناه منذ فترة قبل توقيع النظام للبرتوكول الخاص ببعثة المراقبين من إعطاء المهل المتتالية للنظام؟

-منذ بداية إعطاء المهل عبر الجامعة العربية، كنا نرى أنها خطوات سلبية وغير جدية للضغط على النظام.

-ما الذي حصل خلال تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية؟

-لا شيء سوى تعليق العضوية. لم تكن هناك ممارسات ضاغطة على النظام بالشكل الكافي، ونحن نعلم أنه لا يمكن أن تكون هناك مدد متتالية، لأنك تصبح في هذه الحالة راعي كذاب، يسمح للنظام باستغلال هذه المهل في المراوغة والاحتيال.

وما تقييمكم لزيارة بعثة المراقبين العرب؟

-هذا الوفد لم يؤدي الغرض المطلوب منه، ولا يمكن لنا أن يكون وفد المراقبين العرب مجرد «شهود زور» على ما يفعله النظام الآن في سوريا.

كيف يمكن أن نسمع ونفسر أن وفد المراقبين العرب يصل إلى سوريا يوم الجمعة ولا يصل حمص إلا الثلاثاء. ما هذه الآليات البطيئة والبيروقراطية، لا يوجد تعامل مع ما يحدث من سفك للدماء بالدرجة المطلوبة.

-هذه العملية تحتاج إلى جدية متناهية من أجل فضح النظام وإثبات الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري.

هل تقصد أن وفد المراقبين العرب هو مجرد تمثيلية لإكمال دور الجامعة بأنها حاولت جهدها.. وأن الهدف هو تبرئة النظام السوري وليس إدانته؟

-هناك بعض المراقبين والمحللين السياسيين يقولون إن وفد المراقبين العرب الآن مجرد «شاهد زور» ومتفرج أو كما تقولون في مصر «شاهد ما شافش حاجة».

وكيف سيكون رد المجلس الوطني تحديدًا في هذا الأمر؟

-الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس، التقى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، للتحدث في هذا الموضوع ولنقل استياء الشارع السوري مما يحصل الآن، من خلال عدم تعامل وفد المراقبين العرب بالرصانة المطلوبة على الأراضي السورية.

وإذا جاءت نتائج تقارير الوفد في صالح النظام السوري.. ماذا سيكون رد فعل المجلس؟

-الجامعة العربية عادت إلى الطريقة القديمة، والبعض تفاءل بأنها ستكون طوق النجاة وتمنع شبح التدويل، وكان يمكن لها أن تقوم بذلك إذا قامت بأخذ زمام المبادرة والمواقف جريئة. في البداية حاولت، لكن الآن هناك شكوك من خلال الممارسات الحالية وهناك خفوت في التصريحات العربية. عندما نقارن بين ما حصل في ليبيا وما يحصل في سوريا، نرى أن الفارق شاسع في التعامل، والسبب هو الموقع الجيو- سياسي لسوريا وتهديدات النظام. وكما قال وليد المعلم، وزيرالخارجية، إنه ليس هناك بترول لذلك المصالح الدولية أيضا تكون أكثر خفوتا.

تم اتهامكم أكثر من مرة بأنكم تسعون لتدويل الملف السوري لصالح جهات غربية، فهل هذا سيمنعكم من التقدم لمجلس الأمن إذا جاءت التقارير العربية لصالح النظام؟

-حماية المدنيين جزء أساسي من ميثاق الأمم المتحدة وسوريا دولة مؤسسة وموقعة على الميثاق.

عملية التدويل سيف يسلطه الآخرون على الشعب السوري، فهل قتل الشعب السوري أصعب من التدويل؟ وهل بعد وصول عدد الشهداء إلى أكثر من 6 آلاف وعدد المفقودين إلى عدد غير معلوم، مازال التدويل أهم؟

-من يدول القضية السورية هو النظام نفسه، إذ كان بإمكانه منذ اللحظة الأولى أن يستجيب لمطالب الشعب السوري ويمنع التدويل، وإذا كان بشار الأسد حريص على عدم التدويل فليتنحى ويسلم الحكم للشعب الذي هو مصدر السلطات.

هل يستطيع النظام السوري أن يهدد بقية الدول العربية والجامعة بالكامل ويجعلها ترضخ لطلباته وتعمل على تبرئته؟

-إذا قرأنا قصة حياة النظام السوري الذي قتل كمال جنبلاط، والذي ارتكب جرائم في كل دول العالم، يمكن أن يشهر سيوفه، خاصة عندما يعلم أنه في الرمق الأخير. إنه يهدد الدول الفاعلة عربيا في الملف، ألم نسمع تصريحات من النظام بتهديد السعودية، عندما قالوا إنهم يمكن أن يحركوا شيعة السعودية، وهو تصريح واضح ويدل على عنجهية النظام وقابليته لأن يقوم بأي شيء عندما لا يشعر بالجدية المطلوبة في التعامل معه.

وما علاقة المجلس مع الجيش السوري الحر؟ وهل يمكن اعتباره الذراع العسكرية للمجلس؟

قررنا دعم الجيش السوري الحر بشكل كامل ودون أي تحفظ. والعلاقة معه تتطور بشكل مستمر من أجل الوصول إلى علاقة مؤسسية واضحة. نحن ندعمه وهو نواة لمؤسسة عسكرية شريفة ويمكن أن يتحول إلى ذراع عسكرية للثورة فما بعد، لا ضير في ذلك.

معظم أعضاء المجلس الوطني يعملون من خارج سوريا.. وقلتم إن هذا من مقتضيات العمل السياسي.. ما أبرز المكاسب التي استطاع المجلس تحقيقها للثوار في الداخل؟

-الملف السوري من أعقد الملفات السياسية في المنطقة ولذلك النظام حاول إجهاض الثورة منذ اللحظات الأولى لها، من خلال تصريحات ابن خال بشار الأسد، رامي مخلوف، بأن أمن إسرائيل مرتبط بأمن سوريا.

لذلك فإننا في الوقت الحالي نحاول «فكفكة وحل»العلاقات التي نسجها النظام السوري خلال نصف قرن من الزمان، وبناء شراكة حقيقية مع القوى الدولية وطرح بديل يشعر العالم بالثقة فيه. الجميع يريد أن يعرف ماذا سيفعل السوريون بعد سقوط بشار ونظامه.

الشعب السوري يطرح البديل من خلال مشروع سوريا المستقبل، ومن خلال آلياته في العمل الديمقراطي، ومن خلال طرحه لمشاريعه المستقبلية في التواصل والعلاقات الدولية. لكن النظام السوري يحاول إثارة الرعب دوليا وما يجري الآن من ترويج لسيطرة الإرهابيين والقاعدة وغيرها من الأمور، التي يحاول النظام الترويج لها كعادته ليقول أنه الضامن لسلام المنطقة. نحاول جاهدين إيصال رسائل طمأنة للعالم من خلال المجلس الوطني السوري بأن البديل سيكون استقرارًا وليس اهتزازًا في المنطقة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية