تمتع ملك المغرب السابق الحسن الثاني، منذ شبابه بحنكة ودهاء سياسي، وقد ساهم منذ سنه المبكر مع والده الملك محمد الخامس في تحرير المغرب من الاحتلال الفرنسي، وهو مولود في الرباط يوم ٩ يوليو ١٩٢٩.
وكان قد أسند إليه الكثير من المهام أثناء ولايته العهد، ونُفي مع والده محمد الخامس من طرف الاستعمار مما أدى لانتفاضة شعبية كبرى، وأعيد محمد الخامس وولده الحسن الثاني إلى المغرب وأُعلن استقلال المغرب عام ١٩٥٦.
وفي سنة ١٩٦١ تولى الحسن الثاني حكم المغرب بعد وفاة والده محمد الخامس، وقد تعرض الحسن الثاني للعديد من محاولات الاغتيال في الـ٣٨ سنة التي قضاها في الحكم، الأولى محاولة الصخيرات عام ١٩٧١ أثناء الاحتفال بالذكرى الـ٤٢ لميلاده ببلدة الصخيرات قرب الرباط العاصمة، حينما هاجم ١٤٠٠ جندى الحفل مخلفين ١٠٠ ضحية من بينهم سفير بلجيكا في المغرب ونجا الملك الحسن عندما اختفي في أحد جوانب المكان، وقامت قواته بسحق المتمردين.
أما محاولة الاغتيال الثانية فكانت «زي النهارده» ١٦ أغسطس ١٩٧٢ وعُرفت باسم «عملية بوراق ف ٥»، وقام بها سلاح الجو المغربى بنية الهجوم على طائرة الملك وقادها ثلاثة رجال هم: الجنرال محمد أوفقير، وزير الداخلية والدفاع، والمقدم محمد أمقران، والمقدم الوافي كويرة، وجهزوا أربع طائرات بالقذائف وحين أقلع الملك ظهرا برفقة حاشيته من برشلونة على طائرة بوينج ٧٢٧ عائداً للرباط بعد رحلته لفرنسا.
وبعد دخوله الأجواء المغربية، أقلعت ست طائرات حربية من طراز إف ٥ من قاعدة القنيطرة الجوية تحت قيادة صالح حشاد، لمرافقة طائرة الملك حال دخولها الأجواء المغربية، وأطلقت 3 منها النيران على الطائرة الملكية، فتعطل محركان من محركات الطائرة الملكية،كما حرصت طائرات الانقلاب على التصويب إلى مؤخرة الطائرة حيث المكان المفضل للملك، ولكن هبطت طائرة الملك اضطراريا بمطار القنيطرة فقامت المقاتلات بقصفه ولم يتوقف القصف إلا بعد مناورة الملك بأن أعلن أحد أعوانه عن مقتله.
وعلى إثر هذا تم اعتقال الانقلابيين في معتقل تزمامارت، وعلى رأسهم محمد أوفقير لاتهامه بالضلوع في الانقلاب إلى أن توفي الملك الحسن الثانى بعد هذه المحاولة الفاشلة بسبعة وعشرين عاماً، حيث توفي في ٢٣ يوليو ١٩٩٩ إثر نوبة قلبية لينتقل الحكم كما هو في الدستور المغربى إلى الابن الأكبر سنا وهو محمد السادس.