اتفقت وزارتا الزراعة المصرية والسودانية، على تقديم تسهيلات كبيرة للاستثمار الزراعي في السودان لتشجيع المستثمرين المصريين على المشاركة في إقامة مشروعات تحقق الاكتفاء الذاتي من محاصيل القمح والذرة والمحاصيل الزيتية، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات لتنمية الثروة الحيوانية السودانية في ظل توافر المراعي الطبيعية بمختلف المناطق السودانية لتلبية احتياجات مصر من هذه المحاصيل واللحوم للحد من الاستيراد من الخارج.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه الوفد المصري برئاسة الدكتور فوزي نعيم, رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، والدكتور محسن البطران، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بوازرة الزراعة، معاينة مساحة مليون و250 ألف فدان بمنطقة ولاية نهر النيل وسحب عينات من التربة والمياه لتحديد إمكانيات الزراعة بالمنطقة تمهيداً للبدء في إجراءات تخصيصها للمصريين بنظام حق الانتفاع، والاستعانة بالعمالة المصرية لزراعة هذه المساحات بالاشتراك مع العمالة السودانية.
وقال الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزير الزراعة, في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إن مصر تحتاج إلى زراعة مليون و250 ألف فدان بالسودان لتغطية الاحتياجات المتزايدة من محاصيل الحبوب مثل القمح والذرة والفول البلدي والعدس والمحاصيل الزيتية والسكرية وذلك للاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المحاصيل في البلدين للحد من فاتورة استيراد الغذاء من الخارج، مشيراً إلى أن مصر فقط تستورد بما قيمته أكثر من 40 مليار جنيه سنوياً لتغطية الاحتياجات الاستهلاكية من الغذاء، وتستورد 65% من القمح ، و90% من الزيوت.
وعبر وزير الزراعة السوداني، عن دهشته خلال لقاءه الوفد الزراعي المصري، الاثنين، من قيام مصر باستيراد أكثر من 300 ألف طن لحوم حمراء سنوياً من مختلف دول العالم، بينما تمتلك السودان ثروة حيوانية هائلة تستطيع أن توفر لمصر ما يقرب من 1000 طن لحوم يومياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم.
ويبحث الجانبان خلال اللقاء اليومي بين وفد مصر الزراعي والجانب السوداني إمكانية تخصيص مساحة 20 ألف فدان في ولاية «سنار» لزراعة محاصيل الحبوب وقصب السكر لزيادة إنتاج القمح والذرة والسكر.
من جانبه، أكد الدكتور محسن البطران، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بوزارة الزراعة وعضو الوفد المصري المشارك في الاجتماعات المصرية السودانية لتحديد المساحات التي تعتزم مصر زراعتها بالسودان، أن وزير الزراعة السوداني وافق على البدء الفوري بتخصيص مساحة 5 آلاف فدان بالولاية الشمالية لاستخدامها كمزرعة نموذجية يتم زراعتها بمحاصيل القمح والذرة،على أن يتم تحديد التركيب المحصولي المناسب بالمنطقة بمعرفة مركز البحوث الزراعية السودانية وخبراء القمح المصريين والاستفادة من أصناف القمح المصرية التي استنبطها علماء مركز البحوث الزراعية وتتحمل ارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة المزمع زراعة القمح بها بعد الانتهاء من اختبارات التربة ونوعية المياه بالمناطق التي سيتم تخصيصها لهذا الغرض.
وأوضح البطران في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أنه من المقرر أن يبدأ الوفد المصري، الاثنين، في معاينة المساحات التي اتفق عليها الدكتور عصام شرف, رئيس مجلس الوزراء، والرئيس عمر البشير خلال زيارة الأول للخرطوم مايو الماضي والبالغة مليون و250 ألف فدان في ولاية نهر النيل، مشيراً إلى أنه سيتم التصرف في هذه المساحات لصالح مصر طبقاً للقواعد والقوانين السودانية، حيث تحظر القوانين السودانية تملك الأجانب للأراضي الزراعية وتقصرها علي حق الانتفاع لمدة 99 عاماً، لضمان جدية الزراعة.
