أبطال هذا الحدث هم ثلاثة رجال سوريين، الأول هو حسنى الزعيم وهو عسكرى سورى مولود في حلب سنة ١٨٨٩، وكان والده مفتياً في الجيش العثمانى، وقد استشهد في هجوم على قناة السويس في الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٥.
التحق حسنى الزعيم بالجيش التركى وتلقى علومه العسكرية في سوريا واسطنبول، وتعرض للأسرعلى يد الإنجليز في مصر وبعد إطلاق سراحه التحق بالجيش الفيصلى العربى في ١٩١٧، ورقى إلى رتبة ملازم أول عام ١٩٢٠م، ثم التحق بالجيش الفرنسى، بعد دخول الفرنسيين إلى سوريا ورقى لرتبة كولونيل عام ١٩٤١، وفى ١٩٤٦م. تقدم للالتحاق بالقوات السورية فتردد القادة السوريون في قبوله، وفى ١٩٤٨ عيّن مديراً للشرطة بوساطة بعض النواب.
وفى ٣٠مارس ١٩٤٩قام الزعيم بانقلاب عسكرى على الحكومة الدستورية القائمة آنذاك، وفى ٥ يونيو ١٩٤٩انتخب رئيساً لسوريا.
أما الرجل الثانى فهو سامى الحناوى المولود في مدينة أدلب ١٨٩٨وتخرج في مدرسة دارالمعلمين بدمشق في ١٩١٦والتحق بالمدرسة العسكرية في إسطنبول فأقام فيها سنة.
وخاض معارك قفقاسيا وفلسطين في الحرب العالمية الأولى، ثم عاد ليلتحق بالمدرسة الحربية بدمشق سنة ١٩١٨م، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، وألحق بالدرك الثابت في سنجق لواء الإسكندرونة السورى كما شارك في حرب فلسطين ورقى لرتبة عقيد.
أما تفاصيل الحدث ذاته فتقول إن الرجل الثانى (الحناوى) قد انقلب على الرجل الأول (الزعيم)، و«زي النهارده» في١٤ أغسطس ١٩٤٩ قام الحناوى مع مجموعة من رفاقه بثانى انقلاب في تاريخ سوريا الحديث، واعتقلوا حسنى الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازى، وأعدموهما بعد محاكمة عسكرية سريعة في نفس اليوم وتقلد الحناوى رئاسة سوريا ليومين، ثم قام بتسليم الحكم رسمياً إلى هاشم الأتاسى.
وفى ١٦ ديسمبر ١٩٤٩وجه الحناوى دعوة إلى خمسة من كبار الضباط للاجتماع لمناقشة موضوع الاتحاد السورى العراقى، فأحس هؤلاء بأن حضورهم يعنى وضعهم تحت سلطة قائد الجيش ليفرض عليهم ما يشاء، فاتخذوا التدابير اللازمة لاعتقاله، وبالفعل تم اعتقال الحناوى وبعض من أنصاره في انقلاب ثالث قاده (الرجل الثالث) أديب الشيشكلى، وتم اعتقال الحناوى لفترة ثم أُطلق سراحه، فغادر إلى بيروت، وهناك تربص به محمد أحمد البرازى فاغتاله بالرصاص في ٣٠ أكتوبر ١٩٥٠ انتقاماً لمحسن البرازى.