مساء الأحد، أصوات الزغاريد تصدح في أحد الأفراح الشعبيّة، القريبة من كورنيش المنيل، انتهى العُرس، واستقل أقارب العريس والعروس «ميكروباصا» كي يعودوا لمنازلهم، وفى طريق عودتهم إلى منطقة سكنهم، أجبرتهم الشوارع المُزدحمة على المرور بكورنيش النيل، تحديدًا منطقة معهد «الأورام»، وعند لحظة مُحددة، اختلطت أصوات الزغاريد بأصوات الصراخ، انتفض الأطفال والنساء الجالسون داخل «الميكروباص»، لم يعلموا أنْ فرحهم جاءت نهايته على طريق الكورنيش.
أشلاء مُتناثرة أمام معهد «الأورام»، وأشلاء أخرى سقطت على شط النيل، أي الجهة المقابلة للمعهد، إذ تكوّمت جثث ركاب «الميكروباص» غارقين في دمائهم، تبدّلت ملابس الزفاف السعيد بالدماء وسواد الأتربة والانفجار.
وحتى مطلع فجر الاثنين، كان الجميع يهرولون بملابسهم الكلاسيكية التي تبقّت من حفل الزفاف، بحثًا عن أقاربهم في كل مكان، يفحصون الجثث والمصابين للوصول إلى أي شخص يعرفونه، يساعدهم أهالى المنطقة في عملية البحث، لكنهم وجدوا جثث فارقت الحياة فقط، وفشلوا في العثور على باقى الأهل والأقارب من ركاب «ميكروباص الفرح»، فما كان أمامهم إلى الذهاب إلى المستشفيات بحثًا عنهم.
شهد محيط المعهد القومي للأورام بالمنيل انفجارا، مساء الأحد، ما أسفر عن وقوع 17 قتيلًا وإصابة 32 آخرين، إضافة إلى تجميع كيس للأشلاء.
وطال الانفجار 7 سيارات كانت متوقفة أمام المعهد ما أدى إلى احتراقها، فيما جري إخلاء المرضى وأطقم الأطباء والعاملين من داخل المبنى.
ودفعت وزارة الصحة بـ٤٢ سيارة إسعاف فور وقوع الحادث، وأنه تم نقل 34 مريضا من معهد الأورام وتوزيعهم على مستشفيات معهد ناصر ودار السلام هرمل ومستشفى المنيرة العام، وذلك عقب حادث الانفجار المدوي الذي وقع بمحيط معهد الأورام في المنيل بالقاهرة.
فيما شددت الوزارة على رفع درجة الاستعداد للحالة القصوى، حيث تم استدعاء الأساتذة والاستشاريين من كل التخصصات خاصةً الجراحات الدقيقة، كما اطمأنت على أرصدة الدم بالمستشفى، وجاهزيتها لتقديم كل أوجه الرعاية للمصابين.