x

مطالب دولية بوقف مخطط حرق مئات المصاحف في ذكرى 11 سبتمبر بالولايات المتحدة

الخميس 09-09-2010 16:11 | كتب: أيمن حسونة, غادة حمدي, وكالات |
تصوير : رويترز

تحيي الولايات المتحدة الأمريكية، السبت المقبل الذكرى السنوية التاسعة لهجمات 11 سبتمبر، وسط صدمة دولية وانتقادات حقوقية ورسمية داخل أمريكا من إصرار كنيسة بروتستانتية بولاية فلوريدا، تدعى "جماعة الحمائم من أجل التواصل العالمي"، لحرق مئات المصاحف في هذه الذكرى.

وأمرت الخارجية الأمريكية سفاراتها في جميع أنحاء العالم، بمراجعة إجراءاتها الأمنية، في أعقاب تأكيد القس الأمريكي «تيرى جونز»، المضي قدما في خططه الرامية إلى حرق نسخ من القرآن الكريم. وطالب مسئولو السفارات الأمريكية في الخارج أن تقدم النصح للرعايا الأمريكيين حيال المخاطر التى قد يتعرضون لها جراء الاحتجاجات.

وحذر الجنرال «ديفيد بترايوس»، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أفغانستان، من أن خطة قس فلوريدا مضرة للولايات المتحدة مثل فضيحة سجن أبو غريب في العراق.

ونقلت محطة «إن بي سي» التلفزيونية عن «بترايوس» قوله: "نحن قلقون حيال استخدام صور حرق القرآن بنفس الطريقة التي استخدم بها متطرفون صورا من أبو غريب لا يمكن أن تمحى من الذاكرة بسهولة".

وأضاف: "ستستخدم الصور من قبل أولئك الذين يتمنون السوء لنا للتحريض على العنف وإثارة الرأي العام ضدنا وضد مهمتنا هنا في أفغانستان، وكذلك مهامنا، بلا شك، حول العالم".

يأتي ذلك فيما تستنفر أغلب دول العالم والمنظمات الحقوقية داخل أمريكا وخارجها الإدارة الأمريكية للتدخل لوقف الاعتداء على المصحف.

وأكد رئيس المعهد العالمي للفقه الإسلامي في واشنطن، الدكتور جمال البرازنجي، أن هناك تحركات قانونية وسياسية ودينية لمنع جريمة الاعتداء على المصحف الشريف.

قالت مؤسسة الحريات الدينية للعسكريين، وهي جماعة معنية بترويج التسامح الديني بالجيش الأمريكي، إنها ستشتري نسخة جديدة من القرآن مقابل كل نسخة يتم إحراقها وأنها ستتبرع بالنسخ التي سيتم شراؤها لصالح الجيش الوطني الأفغاني.

وعلى صعيد ردود فعل الأقلية المسلمة داخل أمريكا، قال الدكتور نهاد عوض، الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية ـ الأمريكية «كير»، في واشنطن، إنه سيتوجه مع مجموعة من القيادات الإسلامية لصلاة العيد في مركز مارتن لوثر كينغ قي بلدة جينسفيل بولاية فلوريدا، وهي المدينة التي تشهد خطة حرق نسخ مصاحف.

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط»، عن «عوض» قوله: "سيكون حديثنا هناك في خطبة العيد عن منهج الوسطية والاعتدال السمح في الإسلام".

وأضاف «عوض» في اتصال هاتفي: "من جانبنا، قمنا بتوجيه المسلمين في الولايات المتحدة بأن يراعوا أقصى درجات الهدوء والصبر وضبط النفس وتفويت الفرصة على من يريد أن يشوه ويطعن في الإسلام. وأفضل طريقة للانتصار لكتاب الله هو الالتزام بأخلاق القرآن الكريم ونبيه محمد وإتباع تعاليمه".

وأكد أن القس «تيري جونز» يشرف على كنيسة مفلسة، ويسعى إلى الشهرة وطلب المعونات المالية، وأتباعه أقل من 300 شخص وأن ما أقدم عليه هو فعل فردي لا يمثل عموم الأمريكيين".

دوليا، انضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، إلى عدد متزايد من الشخصيات الدولية، التي ناشدت القس جونز وقف خطط حرق نسخ من المصحف الشريف.

وقال بلير: "ليس من الضروري أن تكون مسلما لتقاسم المسلمين الإحساس بالهم العميق إزاء التعامل مع الكتاب الإسلامي المقدس بهذه الطريقة غير المحترمة". وأضاف "بدلا من حرق نسخ من المصحف، أحث على قراءته".

وانضمت نجمة هوليود الممثلة انجلينا جولي إلى حملة معارضة لخطط القس الأمريكي المغمور.

وقالت نجمة هوليوود، الحائزة على جائزة الأوسكار، والتي تشغل منصب سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة: لا أجد الكلمات للتعبير عن معارضتي لحرق شخص ما لكتاب ديني". وأشادت بمعارضة الحكومة الأمريكية لهذه الخطوة.

واعتبر وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي، خطط كنيسة فلوريدا "شتيمة لكل المؤمنين" محذرا من أنها تعرض للخطر الجنود الكنديين المنتشرين في أفغانستان.

ومن جانبها، سلطت صحيفة «ديلي تلجراف» البريطانية، الأضواء على السجل الأسود لـ«جونز»، وقالت إنه متهم من قبل أعضاء سابقين في الكنيسة باستغلالهم كعمالة مجانية في تجارة المفروشات القديمة التي يديرها وزوجته.

وبحسب الصحيفة، فإن القس استغل أفراداً يحركهم اندفاعهم للمعتقدات المسيحية كعمال سخرة، ويعاقب من يعصي أوامره فيما يرفض بشكل متكرر الإجابة عن أسئلة حول نسبة المكاسب التي تحققها شركته.

وعلى صعيد متصل بالتوتر الديني في الولايات المتحدة، وصف الإمام الأمريكي، المصري الأصل، فيصل عبد الرؤوف، مشروع بناء مركز إسلامي ومسجد على بعد خطوات قليلة من موقع هجمات 11 سبتمبر المعروف حاليا بـ"المنطقة صفر"، بأنه قضية أمن قومي لأمريكا.

وقال عبد الرؤوف"، في مقابلة مع برنامج "لاري كينغ لايف" على شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية "أمننا القومي حالياً يعتمد على كيفية تعاملنا مع تلك القضية، وكيف نتحدث عنها"، خاصة أن المنطقة التي من المخطط إنشاء المركز الإسلامي عليها، تبعد أمتار قليلة من موقع برجي مركز التجارة العالمي، اللذين دمرا في هجمات سبتمبر. وفيما أشار إلى وجود ما أسماها "معركة" بين المعتدلين والمتشددين في كلا الجانبين".

 وحذر الإمام من أن نقل المشروع إلى مكان آخر، من شأنه أن يزيد قدرات المتشددين الإسلاميين لتجنيد أتباع لهم. وقال:"إن ذلك يؤدي إلى تزايد أعمال العنف ضد الأمريكيين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية