انتهت الانتخابات ولم تنجح أى سيدة فى الحصول على مقعد فردى فى برلمان ما بعد ثورة 25 يناير، ورغم خوض عدد كبير من النساء الانتخابات، فإن قلة الدعم المالى المقدم لهن واتساع الدوائر الفردية وعدم مساعدة الأحزاب السياسية لمرشحاتها فى الحملات الانتخابية قللت فرصهن فى الفوز، وتنوعت تعليقات عدد من القيادات النسائية والخبراء الاستراتيجيين حول ضرورة عودة العمل بنظام الكوتة، نظراً لطبيعة المجتمع الذكورى الذى لا يعترف بحق المرأة فى التواجد بمجلس الشعب، فيما رأى البعض الآخر أن غلبة تيارات دينية على المجتمع المصرى أجهضت تواجد المرأة فى المجتمع من الأساس.
قالت الدكتور إيمان بيبرس، رئيسة جمعية نهوض وتنمية المرأة، إن الأحزاب السياسية لم تساعد السيدات، ونظراً لصعوبة الدوائر الفردية من ناحية الاتساع الجغرافى وقلة الموارد المالية فقد فشلت السيدات فى النجاح، وأضافت: «تقسيم الدوائر تهريج ولا يقدر عليه إلا الفلول والإخوان، إلى جانب الهجمة الشديدة على المرأة من الإسلاميين وبعض وسائل الإعلام».
وأضافت بيبرس أنه حتى الأحزاب الليبرالية لم تساند المرأة بالشكل المطلوب، لافتة إلى أن النتائج بشكل عام محبطة وتعطى للإسلاميين الفرصة للسيطرة على البرلمان المقبل.
فيما قالت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى إن الأحزاب الدينية التى تصدرت المشهد السياسى بعد انتهاء المرحلة الثالثة من الانتخابات تعد السبب الرئيسى لقلة تمثيل المرأة داخل البرلمان، بالرغم من وجود عدد من الشخصيات النسائية ذات الجماهيرية العالية فى عدد من المحافظات، ولفتت إلى أن الأحزاب الدينية ترى أن المرأة عورة لا يجب ترشيحها من الأساس، إلى جانب أن باقى الأحزاب السياسية وضعت المرأة فى مؤخرة القوائم لاستكمال شروط القانون الانتخابى فقط.
وقالت الشوباشى إنها ضد الدعوات التى صدرت لإعطاء المرأة نسبة من مقاعد المعينين فى البرلمان المقبل لأن ذلك يعتبر «كوتة»، وتابعت: «المرأة العربية لن تتحرر إلا بالتحرر الكامل للرجل العربى الذى لا يزال مقهوراً».
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن النظام الانتخابى هو الذى يعطى للمرأة الفرصة فى التواجد بالبرلمان من خلال «الكوتة»، وفرض وضعها فى مراتب متقدمة بالقوائم الحزبية، إلى جانب أن الدوائر الفردية كبيرة جداً على الرجال والسيدات على السواء، وأضاف ربيع أن المجتمع ذكورى حتى بالنسبة للناخبات اللاتى كن أكثر من الناخبين فهو منهج متكامل وجديد على المجتمع المصرى الذى أعطى السيدة حقها بداية من العصر الفرعونى.
وتوقع ربيع ألا يتعدى عدد السيدات فى البرلمان المقبل 20 سيدة بمن فيهن المعينات اللائى من المتوقع أن يكن من الشباب والمرأة بما يعنى نسبة لا تتعدى الـ1٪ فقط.
فيما قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السيدات ظلمن بشكل كبير فى هذه الانتخابات ليس فقط من الأحزاب السياسية التى وضعتها فى مراحل متأخرة فى القوائم الخاصة بها، بل من الناخبات أيضاً اللائى فضلن إعطاء أصواتهن للرجال.