كأحد أشكال التغيير الذى أحدثته ثورة يناير فى المصريين قرر عدد من تجار فوانيس رمضان الاقتداء بالثورة، والاستغناء تدريجياً عن المنتج الصينى من الفوانيس، وعدم استغلال اسم الثورة فى الترويج لفوانيس هذا العام، وإن اتجهوا إلى ما وصفوه «إعلاء قيمة علم مصر فى نفوس الأطفال» من خلال إدخال العلم بألوانه إلى الإنتاج الجديد من فوانيس رمضان.
أحمد السعيد، أحد هؤلاء التجار، قرر هذا العام العمل بمبدأ مختلف عن السائد سنوياً، فلم يبحث عن شخصية جديدة تكون بطلة لفانوس رمضان على غرار كرومبو وأبوتريكة، ورغم وجود الحدث وهو الثورة فإنه قرر عدم استغلالها أو التعبير عنها فى فانوس، منطلقاً من مبدأ «اسم الثورة ده أكبر بكتير جداً من إننا نستغلها ونعمل فوانيس ترتبط بأحداثها».
الابتعاد عن الثورة ـ حسب اتفاقه وعدد من التجار ـ لم يمنعهم من إنتاج فانوس جديد بألوان علم مصر: «قررنا إننا مانعملش أشكال للفوانيس ترتبط بالثورة ولكن عملنا فوانيس عادية جداً دخَّلنا جواها علم مصر وبتغنى أغانى رمضان وده لأننا بنعتز بعلم بلدنا بس وليس بهدف تجارى، واكتفينا بأشكال بسيطة، كان أكثر الأشكال انتشاراً هو فانوس رمضان العادى وبداخله العلم المصرى، وهناك شكل آخر هو فانوس خشبى ومغطى بألوان علم مصر، وأسعارها تبدأ من 12 إلى 20 جنيهاً».
الغريب ـ حسب تأكيد التجار ـ أن الأهالى والأسر يبحثون عن فانوس الثورة، وعندما نسألهم يعنى إيه فانوس ثورة، يردون بكلام مش مفهوم: «اللى بيغنى للحرية وعليه صور الشهداء». لم يكن الابتعاد عن الثورة قرارهم الوحيد، حيث أتبعوه بمحاولة للاستغناء التدريجى عن المنتج الصينى، والاعتماد على المنتج المصرى، بل وصناعة الفوانيس التى اشتهرت بها الصين، مثل كرومبو وأبوتريكة، خاصة أن أسعارها قد تصل إلى 70 جنيهاً، وهو ما يفوق ميزانية المصريين فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ورغم ذلك أكد التجار أن أغلب الزبائن يسألون عن الفانوس الصينى، وقال أحمد: «جالى زبون يسألنى عن فوانيس الصين، وعندما سألته عن طلبه، قال لى: «مش عايز حاجة معينة، بس أكيد الصين هتعمل فوانيس لأحمد عز ومبارك وجمال وعلاء وأكيد هنشوف فانوس لسجن طرة».. أحمد ضحك ورد عليه: «الواحد بيشترى الفانوس عشان يفرّح عياله والشخصيات دى مش هى اللى هتفرحهم، كفاية إنها نكدت على أهاليهم سنين طويلة».