نجحت وزارة الصحة من خلال حملاتها فى رفع مستوى الوعى لدى المواطنين بأهمية الكشف النفسى، وتمكنت من رفع وصمة الخزى من العرض على طبيب نفسى، والاعتقاد فى وصف المريض النفسى بكونه «مجنون»، وهو الأمر الذى لاقى صداه فى أعداد المترددين على عيادات الصحة النفسية، وعلى رأسها الأطفال، حيث استقبلت الوزارة أكثر من نصف مليون طفل، فى وحدات الأطفال موزعين على ما يقرب من 8 أعراض وأمراض نفسية، تولى فيها الرعاية للأطفال وتقدم جلسات إرشادية لذويهم.
لكن الوعى الذى نشرته الوزارة لم يكن على مستوى متكافئ مع قدرات وحدات الأطفال فى استقبال الأعداد الوافدة إليها، حيث تستقبل الوحدات عشر حالات جدد على الأكثر من الأطفال يوميا، كما يضطر أطباؤها لتحويل الأهالى بتقارير معتمدة لمراكز تنمية قدرات خاصة، يتكبد فيها الأهالى مئات الجنيهات، لإحراز المزيد من التقدم فى علاج ومتابعة الأطفال.
هياكل سيارات ملقاة على جانبى الطريق، صوت ضجيج يحاصر أذنيك، ينبعث من ورش سمكرة السيارات المحيطة بمدخل «مستشفى الصحة النفسية فى حلوان».
لافتة آيلة للسقوط، تحمل اسم المستشفى، تدنو من خلفها بقايا لشمسية قماش ممزقة، تتطاير أطرافها على جوانب اللافتة، بين الحين والآخر، لتلقى عليها ذرات من التراب، تحمله من أرجاء المنطقة، التى يكاد يختفى منها اللون الأخضر، سوى بقايا نجيلة، تميل أكثر إلى الاصفرار، فى قطعة أرض خالية وبها مبنى مهجور تلاصق بوابة الدخول. المزيد
«ارتفاع مستوى الوعى بأهمية تلقى العلاج النفسى أحد أهم أسباب زيادة الإقبال على تلك الوحدات، لدرجة تفوق قدراتها الاستيعابية»، هذا هو ما أوضحه عدد من خبراء الطب النفسى، مؤكدين صعوبة العمل فى تلك الوحدات التى يُحرم الأطباء فيها من أى حوافز تشجيعية بسبب محدودية الموارد.
الدكتورة ولاء نبيل حسين، استشارية الطب النفسى، أوضحت أن التعامل النفسى طبياً مع الأطفال ليس سهلا؛ فصاحب المعاناة غير قادر على التعبير عنها، وهنا يعتمد نجاح العلاج على إنصات الطبيب الجيد لأهل الطفل، خاصة والدته، وهو الأمر الذى يستغرق ساعات طويلة، وفحوصات، ومراجعة التاريخ المرضِى للعائلة، خاصة فى بعض الأمراض كالقلق والفوبيا والاكتئاب، فضلا عن مراقبة الطفل، ومراقبة سلوكه، وإخضاعه لاختبارات معينة. المزيد
فوق كراسى معدنية ومقاعد خشبية أمسكت كل أم بالورقة المدون عليها رقم الدخول، فى انتظار أن تنادى الممرضة على الاسم، لتهرول بصغيرها نحو العيادة.
كراسى ومناضد ملونة، يتراص حولها الأطفال تتيح لهم حرية الحركة، التى يراقبها الطبيب عن كثب، قبل الاستماع لمرافق الطفل عما يعانيه، قبل أن يبدأ فى اختباراته، للوقوف بدقة على ما يعانيه الطفل.
غرفة أخرى معلق على حوائطها عدد من اللوحات الورقية، عليها رسومات ملونة، هى ساحة لجذب الأطفال، ولممارسة بعض الأنشظة الترفيهية المتاحة فى الوحدة، وفى إطار قدراتها المحدودة، هكذا بدت ملامح وحدة الأطفال فى مستشفى الصحة النفسية بحلوان المزيد
رحلة البحث عن مركز يساعد طفلها على تنمية مهاراته وفقاً لجدول التدريب الذى وضعه لها طبيب وحدة الأطفال لم تكن سهلة، فهى ترغب فى مركز قريب من منزلها، يسهل الانتقال إليه، دون أن كلفة مصاريف للمواصلات، ويكون أطباؤه كفاءات، يقدرون على الالتزام بتعليمات الطبيب المحولة لهم، كى تنجز الأم فى رحلة العلاج التى تقطعها بين الوحدة ومركز تنمية المهارات.
شروط كثيرة عندما تتجمع تبدو صعبة المنال فى تقدير «س. م» ربة المنزل التى واظبت على علاج ابنها فى وحدة حلوان، فمحدودية إمكانيات الوحدة فى توفير الألعاب والأدوات اللازمة لتنمية مهارة الطفل أجبرتها- وفقاً لنصحية الطبيب المعالج له- أن تبحث عن مركز لتنمية المهارات المزيد
38 مليون طفل أقل من 18 عاما، ذلك هو العدد الذى قدره تقرير آخر إحصاء للجهاز المركز للتعبية العامة والإحصاء والصادر عام 2017.
وبالتالى يمثل الأطفال والمراهقون قرابة 40% من التعداد، وتصل نسبة الأطفال فى الفئة العمرية منذ الميلاد حتى 4 سنوات 34%، منهم، وباقى النسبة تمثل الأطفال فى الفئة العمرية من 15 حتى 17 عاما المزيد