x

«كاليفورنيا» تضع عقبة أمام ترشح ترامب للرئاسة

الخميس 01-08-2019 00:00 | كتب: وكالات |
جانب من مناظرة عدد من المرشحين الديمقراطيين للرئاسة فى ديترويت جانب من مناظرة عدد من المرشحين الديمقراطيين للرئاسة فى ديترويت تصوير : آخرون

أصدر الحاكم الديمقراطى لولاية كاليفورنيا الأمريكية قانونًا يمنع الرئيس دونالد ترامب من الترشح فى الولاية للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى إلى الانتخابات الرئاسية إذا لم ينشر إقراراته الضريبية.

والقانون الذى دخل حيز التنفيذ أمس الأول لا يذكر صراحة اسم ترامب الذى سيكون المرشح التلقائى للحزب الجمهورى إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى 2020.

وخلافاً لجميع أسلافه الذين تعاقبوا على البيت الأبيض منذ 4 عقود، رفض ترامب على الدوام الكشف عن وضعه الضريبى، فى موقفٍ يحاول الديمقراطيون بكل الوسائل إجباره على تغييره.

وينصّ القانون الذى أقره كونجرس كاليفورنيا فى يونيو ونشره حاكم الولاية جافن نيوزوم، أمس الأول، على وجوب تقديم كل مرشح للانتخابات الرئاسية 5 سنوات من الإقرارات الضريبية لكى يتمكن من الترشح للانتخابات التمهيدية لحزبه فى كاليفورنيا، الولاية الأكبر من حيث عدد السكان فى الولايات المتحدة.

وقال نيوزوم فى بيان إنه «فى هذه الأوقات الاستثنائية، يقع على عاتق الولايات التزام قانونى وأخلاقى ببذل كل ما فى وسعها لضمان أنّ القادة الذين يترشحون لتولى أعلى المناصب يستوفون معايير دُنيا». وأضاف أن الإقرارات التى ينص هذا القانون على نشرها «ستكشف ما إذا كان هناك تضارب مصالح أو تداول من الداخل أو نفوذ لمصالح تجارية وطنية أو أجنبية».

فى المقابل، سارع وكيل الدفاع عن ترامب، المحامى جاى سيكولو، إلى إعلان عزمه الطعن على القانون. وقال تيم مورتو، مدير الاتصالات فى الحملة الانتخابية لترامب فى بيان إن «الدستور واضح بشأن الشروط المطلوبة لتولى منصب الرئيس، ويجب ألا تضيف الولايات قيوداً».

كان برلمان نيويورك قد أقر فى مايو قانوناً يجيز للسلطات الضريبية فى الولاية تقديم الإقرارات الضريبية لترامب إلى الكونجرس الفيدرالى. ومنذ عام 2016، يدّعى ترامب أن بيانات الدخل السنوية الخاصة به وبشركاته تخضع للتدقيق من قبل دائرة الإيرادات الداخلية، ولا يمكن بالتالى نشرها قبل انتهاء عملية تدقيقها، ويشتبه الديمقراطيون فى استخدام ترامب ثغرات قانونية لتجنب دفع ضرائب.

فى الوقت نفسه، قال ترامب إنه سيسعى لتخفيض ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية، متابعا: «لدينا حاليا قوات مسلحة قوية للغاية، وأصبحت أقوى بكثير بعد الميزانية الأخيرة التى تم اعتمادها مؤخرا، وفيما بعد سيكون بإمكانى تخفيضها فى لحظة ما، أما حاليا فلدى خطط بالفعل لتخفيض ميزانية وزارة الدفاع».

وتبنى مجلس الشيوخ الأمريكى سابقا مشروع ميزانية الدفاع بحجم 750 مليار دولار لعام 2020 المالى الذى يبدأ فى 1 أكتوبر المقبل، فيما تبنى مجلس النواب الأمريكى مشروع ميزانية الدفاع لعام 2020 الذى يقضى بتخصيص 733 مليار دولار بدلا من 750 مليار دولار طلبتها إدارة الرئيس ترامب.

ويعد وجود نسختين لهذه الوثيقة أمرا عاديا فى الولايات المتحدة، وفى هذه الحال يتم إنشاء لجنة توافق خاصة من ممثلى كلا الحزبين تعمل على تحقيق اتفاق سيصوت لصالحه كل من غرفتى الكونجرس الأمريكى، وعادة تصبح الاختلافات فى مواقف الغرفتين حجة للمساومة السياسية بما فى ذلك المجالات الأخرى.

وعلى صعيد متصل، واجه عضوا مجلس الشيوخ الأمريكى «بيرنى ساندرز» و«إليزابيث وارن» هجمات عنيفة من خصومهما المعتدلين خلال مناظرة جرت مساء أمس الأول، بين المرشحين الديمقراطيين للسباق إلى الرئاسة فى انتخابات 2020.

ودافع وجها الجناح اليسارى بحماس عن برنامجيهما لإجراء إصلاحات جذرية من أجل الانتصار على الجمهورى دونالد ترامب، بينما عبر منافسوهما عن خشيتهم من «دفع الناخبين المستقلين إلى الهرب» بذلك.

«وارن وساندرز»، المتعادلان فى استطلاعات الرأى، يمكنهما تهديد المرشح الأوفر حظا للفوز فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى جو بايدن الذى كان نائب الرئيس السابق باراك أوباما، والأكثر اعتدالا على الأرجح بين كل المرشحين.

وقالت السيناتورة إليزابيث وارن فى بداية المناظرة التى جرت بين 10 من المرشحين الـ25 للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى فى قاعة مسرح فى ديترويت (شمالا): «لن نحل المشاكل العاجلة التى تواجهنا بأفكار صغيرة غير واضحة». ودعت إلى «تغيير كبير وبنيوى»، محذرة من أن سياسة «ضعيفة» لإجراء إصلاحات جذرية ستؤدى إلى إبقاء «نظام محكم ساعد الأثرياء وأصحاب العلاقات الجيدة ودفع بالقذارة فى وجه كل شخص آخر».

ومع بيرنى ساندرز دافعت وارن عن تبنى تغطية طبية شاملة تمولها صناديق عامة دون أى دور لشركات التأمين الخاصة، وإسقاط الملاحقات الجزائية ضد المهاجرين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية أو إلغاء ديون طلاب.

وانتقد عضو الكونجرس السابق المعتدل جون ديلانى أطروحاتهما التى تشبه «قصصا خرافية اقتصادية»، وقال إن «سياسات سيئة مثل ميديكير للجميع وتحرير كل شىء ووعود مستحيلة ستدفع الناخبين المستقلين إلى إعادة انتخاب ترامب».

أما حاكم مونتانا ستيف بولوك فقد انتقد دعوتهما إلى إسقاط الملاحقات عن المتسللين، معتبرًا أن ذلك سيؤدى إلى تفاقم المشكلة، وقال: «نظام هجرة سليم يحتاج إلى قائد سليم، ويمكننا تحقيق ذلك بدون اللجوء إلى إسقاط الملاحقات عن هؤلاء»، مؤكدا أن مهمته هى «استعادة الأماكن التى خسرناها» لمصلحة ترامب فى 2016.

إلا أن وارن، 70 عاما، ردت بحدة، وقالت وسط تصفيق حاد: «لا أفهم لماذا الترشح لرئاسة الولايات المتحدة إذا كان الأمر يتعلق بما لا نستطيع فعله». من جهته، رد ساندرز، 77 عاما، بالقول إن «الجمهوريين لا يخافون من جهتهم من الأفكار الكبيرة»، داعيا إلى مكافحة مجموعات الضغط النفطية والصيدلانية وتلك التى تدافع عن حيازة الأسلحة.

ويحظى كل من وارن وساندرز بتأييد حوالى 15% من الناخبين الديمقراطيين، لكن جو بايدن، الذى يشارك فى مناظرة مع مرشحين آخرين فجر اليوم بتوقيت القاهرة، يتقدم عليهم بفارق كبير وحصل على 32% من نوايا التصويت.

وبسبب العدد الكبير للمرشحين، اختارت شبكة «سى.إن.إن» إجراء المناظرة فى جزءين يشارك فى كل منهما 10 مرشحين، أما بيت بوتيدجادج الذى يأتى فى المرتبة الخامسة باستطلاعات الرأى بحصوله على 6% من الأصوات، فقد «فضل الترفع عن الجدال».

ودعا رئيس بلدية ساوث بند (ولاية إنديانا) البالغ من العمر 37 عاما، الديمقراطيين إلى عدم الاكتراث بتعليقات الجمهوريين، وقال: «سيقولون إننا عصابة اشتراكيين مجانين سواء كان البرنامج يساريًّا أو لم يكن».

وما إن انتهت المناظرة، حتى أدان الحزب الجمهورى على حسابه على «تويتر» «المزايدة فى المقترحات المتطرفة والاشتراكية»، وهى عبارة تستخدم لوصف اليسار الراديكالى فى الولايات المتحدة، وتوقع الحزب أن يحقق ترامب فوزًا كبيرًا فى الانتخابات التى ستجرى بعد 15 شهرا.

وأكد عدد من المرشحين الديمقراطيين، أمس الأول، أن دحر الملياردير الجمهورى ليس الرهان الوحيد فى الحملة، واعدين بإعادة «السلطة المعنوية» أو «قيم» الولايات المتحدة إذا وصلوا إلى السلطة.

وبعيدا عن خلافاتهم، اجتمع الديمقراطيون، أمس الأول، فى إدانة ترامب الذى اتهمته السيناتورة ايمى كلوبوشار بأنه «عنصرى»، ليضيف ساندرز أن «ترامب يميز بين الجنسين ويكره المثليين».

وتسلط الأضواء على بايدن، 76 عاما، والسيناتورة كامالا هاريس التى تحتل المرتبة الرابعة فى استطلاعات الرأى، حيث تلقى تأييد 10.5 % من الناخبين الديمقراطيين، وفى المناظرة الأولى التى جرت قبل شهر، هاجمت السيناتورة السوداء «بايدن» على مواقف تبناها فى الماضى من التمييز العنصرى، حيث فوجئ ودافع عن نفسه بدون حماس، بينما كسبت هاريس بعض الشعبية.

أما السيناتور الأسود كورى بوكر (1.5 %) فقد هاجم بايدن لدعمه قانونًا قمعياًّ صدر فى 1994، وأكد مؤخرا أنه يمكن أن يعود إلى هذه القضية فى المناظرة. وقال بايدن إنه مستعد لأن يكون «أقل تهذيبا»، وأضاف: «إذا أرادوا الحديث عن الماضى، فيمكننى القيام بذلك، لكن لدىَّ ماضٍ أفتخر فيه، وماضيهم ليس جيدا بنفس الدرجة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية