x

قصة إهمال في مستشفى السويس العام.. موت رضيع بحضانة المستشفى.. وطفل آخر حالته خطيرة

الأحد 28-07-2019 23:46 | كتب: أمل عباس |
محررة «المصرى اليوم» مع والد الطفل محررة «المصرى اليوم» مع والد الطفل تصوير : اخبار

عاشت «المصرى اليوم» لحظات صعبة مع أسرتى طفلين، مات أحدهما، والآخر فى حالة خطيرة داخل حضانة مستشفى السويس العام، بسبب غياب الضمير والروتين وقلة الإمكانيات، وتبادل الاتهامات بين بعض مسؤولى الصحة والتأمين الصحى.

الطفلان رضيعان، وأعمارهما أيام، ويشتركان فى مرض واحد وفى غرفة حضانة واحدة داخل المستشفى، فيما يعكس الإهمال نفسه بأبشع صوره من خلال التباطؤ فى إجراء العمليات لسرعة إنقاذ الأرواح البريئة، وفى النهاية يتبادل المسؤولون التهم، ويلقى كل منهما المسؤولية على الآخر، ما تسبب فى موت الطفل عامر، الثلاثاء الماضى، بعد 12 يوما داخل الحضانة دون اتخاذ اللازم لإجراء العملية له.

ويرقد حاليا الطفل حسانين محمد حسانين، رضيع عمره 29 يوما، داخل حضانة المستشفى، دون محاولة إنقاذه بعد رفض أطباء التخدير إجراء العملية له- حسب والد الطفل- رغم ضرورة التدخل الجراحى فورا لوقف معاناة الطفل الوحيد لوالديه من فتق بالحجاب الحاجز أدى إلى صعود الكبد إلى أعلى الجهاز الهضمى.

واتصلت «المصرى اليوم» بمسؤول هيئة التأمين الصحى بالقاهرة، الأحد الماضى، وأطلعته على حقيقة الأمر، ووعد بسرعة التصرف، وفى اليوم التالى أخبر المحررة بأن المشكلة فى طريقها للحل بالنسبة للطفل حسانين، أما الطفل عامر، 12 يوما، فوعد المسؤول- قبل وفاة الطفل- بعمل جواب تحويل فورا لمستشفى الجامعة لسرعة إجراء العملية. وكان يعانى من فتق أيضا فى الحجاب الحاجز مع صعوبة فى التنفس.

وباتصال «المصرى اليوم» ومتابعتها مع أسرتى الطفلين تبين عدم التزام مسؤول التأمين الصحى بالقاهرة بما ذكر رغم إرسال أسماء وأرقام هواتف والدى الطفلين.

وفى صباح الثلاثاء 23 يوليو اتصلت المحررة بوالدى الطفلين لمعرفة آخر التطورات وسبب تباطؤ المسؤولين عن سرعة التدخل لإنقاذ الطفلين بعد أن أكد الأطباء أن كل دقيقة تمر بها خطورة على حالتيهما. ورغم استعداد طبيب جراحة الأطفال لإجراء العملية للطفلين إلا أن المشكلة كانت فى عدم إيجاد حضانة، وتوفى الطفل عامر الأربعاء الماضى 24 يوليو.

وتقول هند محمود حسين، والدة الطفل عامر، وهى فى حالة انهيار تام، بعد ساعات من وفاة طفلها: «ولدت طفلى داخل مستشفى السويس العام بجراحة قيصرية، لم أتمكن من حمله بين يدى، حيث وضعوه فى الحضانة سريعا فى نفس اليوم الذى جاء فيه للدنيا، لمعانته من فتق بالجانب الأيسر وصعوبة فى التنفس. وأسرعنا إلى الأطباء مسؤولى المستشفى العام الذين أكدوا أن الطفل لابد من إجراء عملية جراحية له فورا، إلا أن أطباء التخدير رفضوا إجراء العملية، رغم أن طبيب جراحة الأطفال على أتم الاستعداد لإجرائها، وطالبونى بأن أبحث عن مستشفى التأمين الصحى لإجراء العملية، ورغم أن الطبيب الجراح هو ذاته الموجود بالمستشفى العام، متعاقدا مع مستشفى التأمين الصحى، إلا أنهم طالبونا بذلك، وعندما هرولت إلى مستشفى التأمين الصحى أخبرنى طبيب مسؤول بأنه لا توجد حضانة لنقل الطفل إليها عقب إجراء العملية له.

وتضيف: «بدأ والده وقريب لنا البحث عن مكان فى مستشفيات الجامعة بالإسماعيلية والزقازيق دون فائدة، فعدنا ثانية للمستشفى العام، واقترح قريبى أن يقوم بإحضار طبيب تخدير من خارج المستشفى على حسابه لإجراء العملية داخله، إلا أن إدارة المستشفى رفضت ذلك.

وتضيف والدة الطفل: «واصل الطفل بقاءه داخل الحضانة وقلبى يعتصر من الوجع عليه فى الوقت الذى أصيب فيه جرح بطنى بتلوث وصديد، وكل 3 أيام أذهب إلى الطبيب لتنظيفه، وكانت رحلة عذاب، ولن أنسى عندما قال لى طبيب مسؤول بمستشفى السويس العام «مفيش فى إيدى حاجة أعملهالك»!! طيب فى إيد مين مادمت إنت مسؤول بالمستشفى وتفضل أن تقول هذا بلا ضمير أو رحمة بنا؟!!، لم يشعر بعذابنا أحد من الأطباء فى الوقت الذى كنت أتلقى فيه اتصالا من الممرضة تطالبنى بسرعة نقل ابنى من الحضانة إلى مستشفى آخر بسبب خطورة حالته التى تتحول إلى الأسوأ».

وتواصل والدة الطفل قائلة: «يوم الثلاثاء الماضى كنت فى مستشفى الجامعة بالإسماعيلية أخذوا بيانات طفلى وقالوا ليس هناك مانع من إجراء العملية بعد أن حصلوا على بياناتى وتشخيص حالة طفلى، وعندما كنت فى طريق العودة جاءنى خبر وفاة رضيعى».

وتابعت الأم المكلومة قائلة: «أرسلت شكوى لمجلس الوزراء مسجلة باسمى، فأخبرنى أحدهم بأنه سيتم الرد علىّ فى المساء، وانتظرت دون فائدة، ولم يعبرنى أحد، نزعوا البلاستر من وجهه بدمه دون رحمة، وكأنهم قاموا بشده بقوة».

وقالت «طفلى عامر كان أول طفل لى أنجبه، تعبت فيه فترة الحمل كثيرا، تعذبت فى ولادته، وبسبب الإهمال ضاع منى».

وناشدت هند رئيس الجمهورية بسرعة التدخل لإنقاذ أطفال آخرين من الموت بالإهمال داخل المستشفى بسبب التباطؤ فى اتخاذ الإجراءات والروتين والإهمال ونقص الإمكانيات، كما ناشدته بالتحقيق فى الواقعة وهى تردد: «حق طفلى إن شاء الله هتجبهولى بفضل الله يا ريس».

أما محمد حسانين، والد الطفل حسانين، فيقول: «طفلى أصبح الآن عمره 29 يوما هى ذات الفترة التى قضاها داخل الحضانة دون محاولة إنقاذه، حيث لايزال يرقد بها وحالته خطيرة بعد أن صعد الكبد إلى أعلى الجهاز التنفسى، ليس معى أموال لنقل طفلى لمستشفى خاص لإجراء العملية الدقيقة بها». وتابع: «أنا فرد أمن بمديرية الصحة، إنسان بسيط، فقير أتقاضى راتبا شهريا 1280 جنيها، وأقوم بتربية طفلاتى الثلاث البنات، حيث جاءنى طفلى حسانين بعد صبر طويل، كنت سعيدا به إلا أننى أصيبت بالصدمة عندما فوجئت بالإهمال من مسؤولى مستشفى السويس العام طوال تلك المدة وهم يقومون بمماطلتى، حيث يقولون سنقوم بتحويل الطفل إلى مستشفى التأمين الصحى لإجراء العملية به، ثم نعيده إلى الحضانة، وساعة أخرى يقولون إن التأمين الصحى رفض استقبال الحالة لإجراء العملية لديه لخطورة الحالة إذا تم نقلها إلى مستشفى آخر دون وضعه فى الحضانة مباشرة بذات المستشفى. وحتى الآن أناشد وزيرة الصحة بسرعة التدخل لإنقاذ طفلى من الموت بعد موت الطفل عامر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية