من الصعب أن تشرق شمس النجومية في حياة الإنسان أكثر من مرة إلا إذا كان يملك الموهبة والإرادة، اللتين تجعلانه قادرا على تقديم الأفضل، بل يحقق الإنجاز تلو الإنجاز محطمًا الأرقام القياسية، وهو ما ينطبق على فريدة عثمان بعد تتويجها ببرونزية سباق ٥٠ م فراشة ببطولة العالم للألعاب المائية المقامة حاليًا في كوريا، بعدما اجتازت السباق في زمن قدره 25.47 ثانية، وهى البرونزية الثانية التي تحصل عليها فريدة، فقد احتلت البطولة الماضية المركز الثالث في بودابست، محققة زمنًا قدره ٢٥.٣٩ ثانية وتسطر إنجازا تاريخيا للسباحة المصرية بحصولها على ميداليتين في منافسات بطولة العالم.
ولدت فريدة عثمان بمدينة إنديانابوليس، بالولايات المتحدة في يوم 18 يناير عام 1995، ونشأت في أسرة رياضية وبدأت مسيرتها في ناشئى نادى الجزيرة، وتفجرت موهبتها عندما بلغت 15 سنة، خلال مشاركتها في البطولة، ورغم كونها أصغر لاعبة إلا أنها حطمت الأرقام القياسية للبطولة في الـ50 والـ100 متر سباحة حرة وفراشة، وبعدها توجت ببطولة إفريقيا للناشئين، وكانت دائما متواجدة على منصات التتويج في كل البطولات التي تشارك فيها، وكان أفضل إنجازاتها في بطولة العالم للناشئين 2011 وحطمت الرقم القياسى العالمى للناشئين، محققة 26.69 ثانية في مسابقة الـ50 مترًا فراشة وفازت لمصر بأول ميدالية في تاريخها ببطولات العالم للناشئين في السباحة، وتحمل مصر للمرة الأولى عبر التاريخ أي رقم قياسى عالمى في السباحة، وكرمتها وزارة الرياضة بإطلاق اسمها على الحمام الأوليمبى بمركز شباب الجزيرة.
ويبقى لفريدة حلم واحد استعصى عليها الفترة الماضية، وهو حلم الميدالية الأوليمبية، وهو ما جعلها تؤكد أن برونزية العالم هي الطريق لذهب أوليمبياد طوكيو 2020.
وأكدت السمكة الذهبية، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «أمارس السباحة وعمرى 15 عاما. وأكدت تعرضها للعديد من المواقف الصعبة في حياتها، منها ما كاد يتسبب في ضياع مجهودها، كما حدث في بطولة العالم السابقة حينما فوجئت خلال الاستعداد للمنافسات بأن «المايوه» الخاص بها مقطوع، وهو ما كان يهدد باستبعادها من المنافسات، وقبل اعتذارها تذكرت أنها تحمل مايوهًا احتياطيًا في حقيبتها.
وأوضحت أنها تتدرب ١٠ وحدات تدريبية في الأسبوع، بما يعادل ٣٠ ساعة، خاصة قبل البطولات المهمة، وجددت انتقادها بشدة لنظام التعليم ووصفته بأسلوب عقيم، ولا يساعد على صناعة أبطال أوليمبيين، عكس الدول الأوروبية التي تهتم كثيرا بالرياضة في الجامعات، ورفضت فريدة عثمان وصفها بأنها صناعة أمريكية في ظل دراستها وإقامتها بأمريكا، وقالت: «أنا بطلة العالم للناشئين قبل السفر إلى أمريكا،، ولم أفكر يومًا في اللعب لأمريكا، بل اللعب دائمًا تحت مظلة العلم المصرى».