منذ حوالى 11 عاماً اختفى ابنه الوحيد، ولم يعد له أثر فى أى مكان، بحث عنه فى أقسام الشرطة والسجون فلم يجده، ناشد كل المسؤولين وكل من يعرفهم على أمل العثور عليه فلم يصل إلى شىء، لم يعد الحاج مصطفى أحمد على، الذى تجاوز الستين عاماً، يأكل أو يشرب أو ينام بعد أن اختفى ابنه الوحيد عصام (35 عاماً) والقصة كما يرويها: «فى تاريخ 21 يناير عام 2000، وتحديداً فى منتصف الليل أتى إلى منزلنا الكائن فى مركز غالب فى محافظة أسيوط أشخاص تابعون لأمن الدولة فرع أسيوط، واصطحبوا ابنى الذى يعمل محامياً فى سيارة رقم 2017 أجرة الوادى الجديد، ومن يومها لم نره حتى الآن».
وقال الأب: «ابنى الوحيد على ثلاث بنات ونشف ريقى من البحث عنه ورجلى دابت من السفر بين المحافظات، عشان أعرف مكانه، وأنا راجل مسن ومريض، ابنى فى بالى على طول عايز أعرف هو حى ولا ميت». بعد اختفاء عصام ذهب والده مع عدد من المحامين إلى مقر أمن الدولة فرع أسيوط للسؤال عنه، فأنكروا وجوده تماماً: «علمت من خلال بحثى عن ابنى من سجن لآخر أنه يتم ترحيله من مكان لآخر، فمرة حبسوه فى سجن الوادى الجديد، ومرة أخرى فى سجن تابع لأمن الدولة بأسيوط، وكل ما أذهب أسأل عنه فى سجن، يؤكدون لى أنه تم ترحيله إلى سجن آخر، وآخر مرة ذهبت فيها إلى سجن الوادى قالوا لى إنه تم ترحيله إلى سجن شديد الحراسة بطرة وذلك عام 2007، ورغم ذهابى إلى سجن طرة وقتها، فإننى لم أجده، وقال لى بعض المساجين إنه كان موجوداً هنا ولا يعرفون أين مكانه».
قدم الحاج مصطفى العديد من الشكاوى إلى المسؤولين قبل وبعد الثورة ولم يصل إلى شىء: «أنا تعبت من كثرة السؤال عن ابنى فى الأقسام ومن طول الانتظار طوال هذه الفترة، أنا عاوز أعرف بس هو ميت ولا حى ولو حى راح فين، عايز أعرف مصيره إيه، وأشوفه لو مرة واحدة قبل ما أموت بحسرتى عليه».