x

أمريكا في مجلس الأمن: القانون الدولي لن يحل القضية الفلسطينية

الخميس 25-07-2019 04:55 | كتب: محمد البحيري |
اشتباكات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رام الله بالضفة الغربية للمطالبة بالإفراج عن الأسرى - صورة أرشيفية اشتباكات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رام الله بالضفة الغربية للمطالبة بالإفراج عن الأسرى - صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

انتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية تصريحات جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكى إلى الشرق الأوسط، التى قال فيها أمام مجلس الأمن الدولى، مساء أمس الأول، إن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يتحقق بما صدر من قرارات وفقا للقانون الدولى.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إنه «فى ظل أصوات التفجيرات وضجيج جنازير الجرافات التى تهدم المبانى السكنية الفلسطينية فى وادى الحمص، واحتفالات جنود الاحتلال بهذا الدمار والخراب الذى عجت به وسائل التواصل الاجتماعى، اختار مبعوث ترامب لشؤون المفاوضات جيسون جرينبلات فى مجلس الأمن وبطريقة متعمدة تجاهل هذه الجريمة والهرب من استحقاقاتها السياسية والأخلاقية والقانونية نحو الحديث عما يسمى خطة سلام أمريكية، تكرر وطال وتناقض الحديث الأمريكى عن موعد طرحها، فى محاولة للتغطية على هذه الجريمة العنصرية بفقاعات الحراك الأمريكى الفارغ بشأن السلام المزعوم، ومع ذلك لم يستطع جرينبلات أمام ضخامة الجريمة وتداعياتها ومعاناة العائلات الفلسطينية من جرائها إخفاء تبنيه الكامل لرواية الاحتلال ومواقفه».

وأضافت الوزارة، فى بيان، أن «جرينبلات أكد من جديد رفض الإدارة الأمريكية للقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة والتوافق الدولى كأسس ومرجعيات لخطة السلام الأمريكية المزعومة، فى تحدٍ سافر للدول ومندوبيها الدائمين فى مجلس الأمن، مكررًا محاولاته تحميل الجانب الفلسطينى وبحكم مُسبق المسؤولية عن الفشل المحتوم لتلك الجهود». ولفتت إلى تأكيد جرينبلات انحيازه الدائم للاحتلال وانتهاكاته وجرائمه «وعمل على تبريرها بهذا الشكل أو ذاك، فى انتهاك صارخ لمبادئ حقوق الانسان دون أى اهتمام بالآلام والمعاناة التى خلفتها مجزرة هدم المبانى الفلسطينية، وكأن وظيفة هذا الفريق لا تتخطى كونه ناطقا رسميا ومحامى دفاع عن دولة الاحتلال وخروقاتها الجسيمة للقانون الدولى ولتمردها المتواصل على قرارات الأمم المتحدة». وقال جرينبلات أمام مجلس الأمن الدولى إن «الإجماع الدولى» لا يمكن أن يحل النزاع الإسرائيلى الفلسطينى، وإن المحادثات المباشرة بين طرفى النزاع هى السبيل الوحيد لذلك. و«جرينبلات»- الذى يعمل مع مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر على خطة سلام للشرق الأوسط أثارت الكثير من الجدل- وضع فى كلامه هذا الولايات المتحدة فى موقف متعارض مع أعضاء آخرين فى المجلس، عبر إصراره على أن الحل لا يكمن فى قرارات مجلس الأمن والقوانين الدولية. وقال: «هذا النزاع لن ينتهى على أسس إجماع دولى حول من هو على صواب ومن هو على خطأ، وحول من يجب أن يتنازل عن هذا الشىء ومن يتنازل عن ذاك». وأضاف: «لن يتم التوصل إلى سلام دائم وشامل عبر إصدار مراسيم بالاستناد إلى القانون الدولى أو عبر قرارات قوية الصياغة لكن غامضة». من المقرر أن يعود «جرينبلات» و«كوشنر» إلى الشرق الأوسط فى وقت لاحق هذا الشهر للدفع قدما بخطتهما المكونة من شقين «اقتصادى وسياسى» لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. تأتى هذه المهمة بعد شهر تقريبا من عقد كوشنر ورشة عمل اقتصادية فى البحرين طرحت آفاقًا للاستثمار بقيمة 50 مليار دولار فى ظل اتفاق سلام. وقال «جرينبلات»: «إن ترامب يأمل فى اتخاذ قرار قريبًا بشأن موعد إطلاق خطة إدارته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف: «رؤية السلام التى نعتزم تقديمها لن تكون غامضة، على عكس العديد من القرارات التى أُقرت فى هذه القاعة».. إلا أن العديد من أعضاء المجلس الأمن الدولى أكدوا خلال الاجتماع أهمية قرارات الأمم المتحدة.

وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة كارين بيرس إن جميع الدول «تتحمل مسؤولية» تنفيذ هذه القرارات، فى حين أكد السفير الألمانى كريستوف هوسجن التزام بلاده بحل الدولتين عن طريق التفاوض على أساس المعايير المتفق عليها دوليا «كحل وحيد قابل للتطبيق» لهذا النزاع. وقال هوسجن: «بالنسبة لنا، القانون الدولى ليس قائمة طعام نختار منها ما نريد». وأضاف: «توجد أمثلة أخرى كثيرة يؤكد فيها ممثلو الولايات المتحدة هنا على القانون الدولى ويصرون على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى، على سبيل المثال فيما يتعلق بكوريا الشمالية».

وصدرت ردود مماثلة عن سفراء آخرين فى الأمم المتحدة، منهم سفراء روسيا وبريطانيا وفرنسا وإندونيسيا.

وقال نيكولا دى ريفييه، سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، إن بلاده ستدعم أى جهد للسلام «ما دام متماشيا مع المنهج الذى وضعناه معًا، وما دام هذا ملتزمًا بالقانون الدولى، خصوصا كل قرارات مجلس الأمن».

ودعت روسيا إلى إرسال بعثة تابعة لمجلس الأمن الدولى إلى الشرق الأوسط لتسوية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلى نيبينزيا، إن «قرارات مجلس الأمن قانون دولى، يجب الامتثال لها». وأشار الدبلوماسى إلى أن روسيا «تساهم بقسطها فى تفعيل مجمل المسائل الخاصة بالتسوية فى الشرق الأوسط، وندعو جميع اللاعبين إلى ذلك. ونؤكد استعدادنا لاستقبال زعيمى إسرائيل وفلسطين». وأضاف أن موسكو تبذل جهودا للمساهمة فى استعادة الوحدة الفلسطينية وترحب بخطوات الزملاء المصريين بهذا الاتجاه. وشدد على أن النزاع فى الشرق الأوسط لا يمكن تسويته إلا على أساس القانون الدولى، مشيرًا إلى أن «هذا الأساس تم إرساؤه من قبل مجلس الأمن الدولى، وهذا هو التوافق الدولى الذى تحدث ممثل الولايات المتحدة عن عدم وجوده». ولفت نيبينزيا إلى أن «إعادة النظر فى التوافق الدولى بيد مجلس الأمن أيضا». وتساءل: «هل يفهم الممثل الأمريكى المحترم إلى أين سيذهب بوساطته مع هذا الموقف؟!».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية