أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في ميدان التحرير، مطالبين بمحاكمة «قتلة الشهداء» وضم الرئيس المخلوع إلى محاكمة وزير الداخلية حبيب العادلي, في قضية قتل المتظاهرين خلال الثورة، وشددوا على ضرورة وقف الضباط الذين تحقق معهم النيابة، والذين يمثلون أمام المحاكم في القضية من مزاولة عملهم لمنع «تزوير الأدلة أو الضغط على الشهود وأهالي الشهداء مستخدمين مناصبهم لإرهاب أسر الضحايا». وطالب المتظاهرون بوقف «القمع» وإقالة اللواء منصور عيسوي, وزير الداخلية، الذي اتهموه بـ«السير على خطى العادلي ومحاولة تشويه صورة الثوار وأهالي الشهداء ووصفهم بالفلول والبلطجية».
وارتفع عدد الخيام المنصوبة في ميدان التحرير إلى 17 خيمة، مع تأكيد مئات النشطاء عزمهم المبيت في الميدان حتى تتحقق مطالبهم.
وقال الشيخ مظهر شاهين, خطيب الجمعة, في الميدان إن:«فتنة 28 يونيو لا يجب أن تمر دون تحقيق مع جميع ضباط الشرطة الذين كانوا موجودين في الميدان،» وتابع:«إنهم يحاولون إرهابنا وتشويه صورتنا، وإذا كان لابد من محاكمات فليحاكموا المسؤولين عن نزول الشباب للميدان، بعد كل هذا البطئ في محاكمة القتلة، فحين نرى أن القضية كلها انتهت بمحاكمة غيابية لأمين شرطة هارب، وكأن الداخلية لم يكن بها قيادات، وحين نرى قتلة الشهداء يسيرون بحرية في الشوارع، وحين نرى رفض ضم الرئيس المخلوع للمحاكمة وكأنه لم يكن أكبر مسؤول عن الأمور في مصر فإننا نحذرهم، إما محاكمة قتلة الثوار جميعا وبشكل علني، أو نلحق كلنا بالشهداء في الجنة». وقال: «لا تضطرونا لمحاكمة قتلة الشهداء بأنفسنا ونصب المشانق»
وشدد الشيخ مظهر على أن «ميدان التحرير منطقة خضراء، لا يجوز لأي شرطي النزول فيها بسلاح بعد ما حدث منهم في فتنة 28 يونيو التي تشبه ما حدث في 28 يناير (جمعة الغضب)، وحدودهم تقاطع شارع محمد محمود مع شارع منصور في محيط وزارتهم، وهذا الميدان للثوار الذين يحاول البعض أن يشوه صورتهم ويصفهم بما ليس فيهم».
وأضاف: «فتنة يونيو كان وراءها أعضاء المجالس المحلية الذين أفزعهم الحكم التاريخي بحل تلك المجالس فكشفوا عن وجههم الحقيقي، بعدما كانوا ينافقون الثورة، ونحن نقول لهم افعلوا ما شئتم فلن نرضخ، وإذا كان البعض يراهن على أن الشعب سوف ينسى ما حدث معه، وأن الثوار سوف ينسون أهداف ثورتهم، اقول لهم أنتم واهمون، فلن ترهبنا اتهامات الخيانة والعمالة».
وتابع: «إنهم يحاولون التفريق بيننا، لكنهم لن ينجحوا، فشبابنا أكثر وعيا من الانسياق وراء مخططهم، وحتى الخلاف حول الدستور والانتخابات يخرج من منطلقات وطنية، ولا يجوز أن يتهم أحد بالخيانة لأنه عبر عن رأيه بحرية». وكشف الشيخ مظهر أن هناك محاولات كثيرة بـ«الترهيب والترغيب» تمارس ضده كي «يحيد عن أهداف الثورة» مشددا على أن هناك «عملية اغتيال سياسي لرموز الثورة» مشددا على أنه «لن يستطيع أحد منعنا من النزول والتظاهر في التحرير».