تتخذ «أسماء.ع»- اسم مستعار، من الشوارع مأوى لها، وهى فتاة لا يتخطى عمرها الـ15 عامًا، ومُعاقة ذهنية، أمس الأول، كانت بأحد المشاتل المطلة على نهر النيل بشارع البحر الأعظم في الجيزة، وبينما تفترش الأرض، كان في انتظارها شابان مسجلان خطر، ما رأوا الفتاة حتى انقضا عليها، وتناوبا اغتصابها، لكن القدر كان لهما بالمرصاد، بمجرد أن شاهدهما أحد المارة بالطريق العام، حتى أبلغ أجهزة الأمن التي لاحقت المتهمين، وضبطت أحداهما والثانى لقى مصرعه غرقًا فكان يحاول الهروب من قبضة الشرطة بالقفز بالمياه.
عندما حانت ساعة المغرب الخميس الماضى، ولوحت الشمس تودع النهار، وبدأت حرارة الجو تنخفض رويدًا رويدًا، كانت الفتاة المجنى عليها، تعبت من السير بالشوارع، فمنذ أن غادرت منزل عائلتها التي لا تعرفهم، فهى لا تعرف سوى الشارع، تمشى دون أن يكون لها وجه، وما أن تشعر بتورم في قدميها حتى تتقف عن المشى، وتتخذ من أقرب رصيف لا سيما الحدائق سريرًا، وتغط في نوم عميق.
عرف الفتاة عدد من الباعة المتجولين بالمنطقة التي شهدت الواقعة، يقولون إنها: «كانت تكتفى بما تجمع من أقوال ضئيلة، وتشتري طعامًا وتأكل فيه طوال اليوم إلى أن تنام»، وأفادوا خلال تحقيقات نيابة الجيزة، برئاسة المستشار أحمد عطية، بإشراف المستشار شريف توفيق، المحامى العام الأول، بأن المتهمين من أرباب السوابق، ويترددا على المنطقة محل الواقعة كونها هادئة، لا تدب بها قدم، ليمارسا نشاطهما الإجرامى «بيسرقا المواطنين بالإكراه، ودائمًا بحوزتهما أسلحة».
تسير «أسماء»، بالشارع بملابس خفيفة تكشف عن عورتها، فهى لا تدري ولا تعرف حدود العيب، وبقول الباعة الذين يعرفونها: «لأنها لا تدرك شئ، فتخلع جزء ملابسها بالشارع، أو يظهر جزء من عورتها».
ما أن لاحت المجنى عليها، وهى تتمشى في طريقها للمشتل بشارع البحر الأعظم، للمتهمين «محمد.ق»، 30 عامًا، و«عبدالغنى.أ»، 20 عامًا، حتى اصطحابها بالمحايلة إلى المشتل وأجبراها على ممارسة الرزيلة، وسط حدائق المشتل، وفيما هما منهمكان في جريمتهما، كان أحد المواطنين الذي مر بالصدفة أمام المشتل، يشاهدهما فهرول إلى قسم شرطة الجيزة، للإبلاغ بالواقعة: «إلحقوا بنت صغيرة اتنين بيغتصبوها».
وحين شاهد المتهم الأول قوة من قسم الشرطة تقترب منه، حتى قفز بالمياه في محاولة للهرب لكنه لقى مصرعه غريقًا، فيما استسلم المتهم الثانى وألقى القبض عليه، واعترف بجريمته.
كاميرات المراقبة المثبتة أعلى مبانى تجارية ومؤسسات مالية، أظهرت المتهمين وهما يتحايلا على الفتاة حتى دخلا المشتل، حسب تحقيقات النيابة وتحريات أجهزة الأمن بإشراف اللواء مصطفى شحاتة، مدير أمن الجيزة.
وأمرت النيابة بعرض الفتاة المُعاقة ذهنيًا على مصلحة الطب الشرعى، لبيان ما بها من إصابات، كما أمرت النيابة بإيداعها بإحدى دور رعاية الأطفال، وقررت حبس المتهم الثانى المقبوض عليه، 4 أيام على ذمة التحقيقات.