تواصل نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، بإشراف المحامي العام المستشار سمير حسن، تحقيقاتها في واقعة تبديل جثة الفتاة الأريتيرية التي أقدمت على الانتحار داخل شقتها بمنطقة أرض اللواء، الأسبوع الماضي، مع جثة أخرى ليبية كانت قد أجرت إحدي العمليات الجراحية بأحد مستشفيات مدينة نصر، بسبب خطأ من مصلحة الطب الشرعي بزينهم.
واستمعت النيابة العامة إلى أقوال أهلية الفتاة الأريتيرية بالقاهرة، الذين قالوا أن نجلتهم أقدمت على الانتحار داخل شقتها في منطقة أرض اللواء، وعقب انتهاء النيابة العامة بالجيزة من قرارات التشريح والتصريح بالدفن وتسليم الجثة للسفارة الأريتيرية بالقاهرة؛ لتسليم الجثة لخال الفتاة بالكشف عنها تبين أنها جثة لفتاة أخرى، فأخطر السلطات ورفض استلام الجثة.
كما استمعت النيابة إلى أقوال مسؤول بالسفارة الأريتيرية والذي أكد أنه بفور إخطارهم بالواقعة تم استدعاء الحانوتي المخصص باستلام الجثث، وسؤاله والذي أكد أنه لم يفحص الجثة واكتفى بالأوراق وصحتها، ولكن بإعادة فحص الجثة تبين أنها بالفعل لا تخص الفتاة الأصلية وأنه تم استبدالها، فقدموا بلاغ بقسم شرطة السيدة زينب ضد العاملين بالطب الشرعي، وتبين عقب ذلك أن الجثة تم تبديلها مع جثة فتاة ليبية.
وتبين من تحقيقات النيابة أن جثة الفتاة الليبية التي توفت نتيجة إجراء عملية شفط دهون في مستشفى خاص بمدينة نصر، تم شحنها إلى ليبيا عن طريق الخطأ، ولم يتم اكتشاف الواقعة من قبل سفارتها، لكن ذويها أثناء التحضير لمراسم الدفن اكتشفوا أن الجثة لا تخص نجلتهم فخاطبوا النيابة العامة الليبية والتي قررت التحفظ على الجثمان، وجارِ فحص الإجراءات لاستعادة الجثة، وإرسال الجثة الأصلية.
كما استمعت النيابة إلى أقوال الدكتور أيمن حسان، مدير مصلحة الطب الشرعي، الذي أكد أن ما حدث مجرد خطأ فني في تسليم الأوراق الخاصة بالجثث لسفارتي ليبيا وأريتريا، خاصة أن التعامل داخل المصلحة في تشريح الجثث يكون بتصنيف الجثة بالرقم، وأن الخطأ وارد من عامل التشريح والحانوتي في وضع الجثتين كل منهما في مكان الأخرى، وبالتالي عقب الانتهاء من تشريحهم تم إرسال كل جثة بأوراقها وحالتها التشريحية إلى كلا من السفارتين، ولم يتم الكشف عن الواقعة إلا اثناء حضور خال الفتاة الإريترية لاستلام الجثة.
وأضاف «حسان» في أقواله أن الخطأ الطبي وراد نظرًا لكثرة الحالات المختلفة التي ترد يوميًا إلى المصلحة كما أن الفنيين التشريحين يكون العمل الأكثر عليهم من الأطباء لأنهم هم من يقوموا بتشريح الجثة وإعدادها وتنظيف المعدات وغيره، مع كل حالة، ولكن القصد الجنائي غير مقصود.
وكشفت تحقيقات النيابة أن قسم شرطة السيدة زينب تلقى بلاغًا من سفارة أريتيرية يفيدوا تسلمهم جثة فتاة أخرى، انتقلت الأجهزة الأمنية وبالفحص تبين بالفعل أن الجثة ليست لفتاة أفريقية وأنه ورد خطأ طبي لي تسليم جثة أخرى لهم.
الجدير بالذكر أن نيابة حوادث جنوب القاهرة، قد قررت في وقت سابق استبعاد الشبهة والتهمة عن مدير مصلحة الطب الشرعي واثنين عاملين بسفارة إريتريا وليبيا في واقعة تبديل جثتي فتاتين ليبية وإريترية الجنسية بالخطأ.
كما قررت النيابة إخلاء سبيل فني تشريح اقر بارتكاب الخطأ بدون قصد بضمان وظيفته، وإخلاء سبيل عامل -حانوتي- بالطب الشرعي بضمان محل إقامته، عقب اعترافه بالخطأ الفني في تبديل الأوراق الخاصة بالجثامين.