أثار دعم فرنسا الثوار الليبيين فى المواجهات المسلحة مع قوات الزعيم الليبى معمر القذافى جدلاً دولياً واسعاً حول مدى «مشروعية» موقف باريس لمساندتها الثوار، حيث انتقد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى الدكتور جان بينج قرار فرنسا بتزويد المعارضة الليبية بالأسلحة والذخائر، وقال «بينج» فى تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) الخميسإن هذا الأمر يهدد بـ«صوملة ليبيا» فى إشارة إلى الأوضاع فى الصومال.
ووصف «بينج» قرار فرنسا بإلقاء أسلحة جوا عبر مظلات لمسلحى المعارضة الليبية بأنه «أمر خطير» يهدد مجمل الأمن الإقليمى فى المنطقة ، بينما أعلن وزير الدفاع البريطانى جيرالد هاورث رفض بلاده تزويد الثوار الليبيين بأسلحة على عكس الموقف الفرنسى.
كما كشفت صحيفة «جارديان» البريطانية أن حلف شمال الأطلسى «الناتو» سيعيد النظر فى إدارته الحملة العسكرية فى ليبيا بعد اعتراف فرنسا بتسليح الثوار فى تحدٍ واضح لتفويض الأمم المتحدة.
وذكرت الصحيفة، أمس الأول، أن اعتراف وزير الدفاع الفرنسى بتزويد الثوار الليبيين بالأسلحة قد فاجأ المسؤولين فى مقر الحلف ببروكسل، وطرح أسئلة حرجة بشأن ما إذا كانت فرنسا خرقت القانون الدولى وقرار الأمم المتحدة رقم 1973 الذى يسمح تحديدا لدول «الناتو» بحماية المدنيين فى ليبيا ولكنه أيضا لا يسمح بتقديم أسلحة للثوار الليبيين.. إلا أن باريس دافعت عن خطوتها موضحة أن هذا «لا ينتهك حظر التسلح الذى تفرضه الأمم المتحدة لأنها ضرورية للدفاع عن المدنيين الذين يقعون تحت تهديد».
وفى الوقت الذى توقع فيه ثوار ليبيا الصلاة على جثة الزعيم الليبى معمر القذافى خلال أسابيع، أكد النائب السابق لمندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير إبراهيم الدباشى أن القذافى سيضطر إلى الرحيل عن السلطة فى بلاده خلال أسبوعين من الآن، وقال السفير الليبى الذى انشق عن القذافى منذ بداية اندلاع الأزمة الحالية فى بلاده: «إننا نعتقد أنه سيكون باستطاعتنا دخول طرابلس بحلول منتصف يوليو المقبل». وأضاف «الدباشى» فى تصريحات صحفية خلال احتفال أقامته البعثة الأمريكية فى حديقة سنترال بارك، مساء الأربعاء: «كان من المفترض أن نكون قد انتهينا من مهمتنا الآن، ولكن بسبب نقص الموارد المالية والعتاد العسكرى لم نستطع الوصول إلى طرابلس حتى الآن».