x

خبراء لـ«المصري اليوم»: الحرب الكلامية بين حزب الله وإسرائيل للاستهلاك السياسي

الأحد 21-07-2019 10:02 | كتب: عمر علاء |
حزب نتنياهو قدم مشروعاً لحل الكنيست لحرمان جانتز من تشكيل الحكومة  - صورة أرشيفية حزب نتنياهو قدم مشروعاً لحل الكنيست لحرمان جانتز من تشكيل الحكومة - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

وسط اضطرابات تسود المنطقة، وتصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، مع إمكانية حدوث عمل عسكرى، تطرأ على المشهد السياسى حرب كلامية بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل؛ تهديدات ليست الأولى من نوعها، لكن تثير تساؤلات عدة حول توقيتها، ومدى جديتها.

تلك الحرب الكلامية بدأت بتصريحات، أدلى بها زعيم حزب الله، حسن نصرالله، في لقاء بُثَّ الجمعة قبل الماضى، على قناة المنار، إحدى الفضائيات اللبنانية التابعة لحزب الله، قال فيه: «المقاومة تستطيع استهداف كامل إسرائيل».

واستعرض «نصرالله» خريطة إسرائيل، قائلًا: «الشمال كله في دائرة نيراننا، ومن أي بقعة في لبنان».

وأضاف: «كل المعلومات عن كل الأهداف في الشمال سواء العسكرية أو الأمنية أو التكنولوجية والصناعية.. موجودة».

وأكد أن العديد من الأهداف العسكرية والمدنية الاستراتيجية يمكن أن يضربها، بما في ذلك مطار بن جوريون، ومستودعات الأسلحة، ومصانع تحلية المياه، وميناء أشدود، مؤكدًا أن جميع تلك المناطق ضمن نطاق صواريخ الحزب.

وخلال المقابلة، قال «نصرالله» إن مجموعته المدعومة من إيران حسنت قدراتها العسكرية بشكل كبير منذ حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

في المقابل، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، حزب الله من أن إسرائيل ستوجه ضربة «ساحقة» إلى لبنان إذا هاجم حزب الله إسرائيل.

وقال نتنياهو، في بداية الاجتماع الأسبوعى للحكومة، الأحد الماضى: «سمعنا كلمات (نصرالله) المتعجرفة بشأن خطط هجومه، اسمحوا لى بأن أوضح أنه إذا تجرأ حزب الله على ارتكاب فعل من الغباء ومهاجمة إسرائيل فسنوجه إلى لبنان ضربة عسكرية ساحقة».

وأضاف نتنياهو: «لكن على عكس (نصرالله)، لا أنوى تفصيل خططنا، يكفى أن نذكر أن (نصرالله) لسنوات حفر أنفاق الإرهاب التي هدمناها خلال أيام».

وسبق تلك التصريحات بأيام توقيع الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات استهدفت ثلاثة مسؤولين في الحزب، منهم اثنان من أعضاء مجلس النواب ومسؤول أمنى ينسق بين حزب الله والأجهزة الأمنية، وذلك للتصدى لـ«التأثير الضار» لحزب الله، المدعوم من إيران في لبنان، حسبما ذكر وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، في بيان، نُشر الثلاثاء الماضى، لتكون المرة الأولى التي تستهدف فيها العقوبات الأمريكية أعضاء برلمانيين من حزب الله.

وجاءت تلك التصريحات وسط توترات حادة بين الولايات المتحدة وإيران، بعد إعلان إيران مؤخرًا تجاوز حدود تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في اتفاقها النووى لعام 2015 مع القوى العالمية ردًا على قرار ترامب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق قبل عام.

في السياق نفسه، أرسلت الولايات المتحدة الآلاف من القوات وحاملة طائرات وطائرات مقاتلة متطورة إلى الشرق الأوسط، خلال الأسابيع الأخيرة، وتزداد المخاوف من صراع أوسع بعد هجمات على ناقلة النفط بالقرب من مضيق هرمز، تشتبه فيه إيران، وهجمات المتمردين الذين تدعمهم إيران في اليمن على المملكة العربية السعودية، وإسقاط إيران طائرة عسكرية أمريكية.

وأكد خبراء، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن الحرب الكلامية المشتعلة بين إسرائيل وحزب الله هي نتاج لتوتر العلاقات بين طهران وواشنطن، وتوقعوا ألا تسفر تلك التهديدات عن أي فعل عسكرى، موضحين أن تلك التصريحات هي للاستهلاك السياسى فقط.

على عاطف، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، يقول إن النظام الإيرانى يحاول دائمًا الاستفادة سياسيًا من ميليشيا حزب الله اللبنانية، من خلال توظيفها كالأداة في توتراتها وعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، لافتًا إلى أن إيران تستخدم حزب الله من وقت لآخر، وعندما تتأزم العلاقات بين طهران وواشنطن.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن الحزب يطلق تهديدات تجاه إسرائيل بهدف إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة كى يستطيع النظام الإيرانى كسب المزيد من الناحية السياسية.

وتابع «عاطف» أن تلك التصريحات من أجل مكاسب سياسية لإيران في مفاوضاتها مع الدول الغربية والولايات المتحدة، فهذه التصريحات معتادة من الحزب للاستهلاك السياسى فقط. وحول مدى جدية التصعيد الكلامى بين الطرفين، يرى أن أقصى ما تصل إليه التهديدات هو المناوشات البسيطة في الوقت الحالى وفقط.

وتوقع ألا يُقدم الحزب على الدخول في صدام حقيقى مع إسرائيل، مستثنيًا ذلك في حالة واحدة، وهى وقوع حرب أو صدام بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

واختتم كلامه قائلًا: «إن قضية التصعيد في الأزمة بين الطرفين تتعلق بمسيرة التوترات بين طهران وواشنطن. وإذا ما نظرنا إلى الوضع الحالى فسنجد أن هذا الحزب من الممكن أن يقوم ببعض المناوشات المحدودة مع إسرائيل في الوقت القريب بعد التطورات الأخيرة».

ويتفق معه في الرأى محمد عبادى، مدير مركز جدار للدراسات، إذ يرى أن حزب الله اللبنانى يُقدم نفسه كإحدى أهم أذرع إيران في المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن «نصرالله» هدد، في لقائه بقناة المنار، التابعة للحزب، بقصف إسرائيل إذا ما نشبت الحرب بين إيران وأمريكا، فضلًا عن تدخل عناصر حزب الله لدعم الأحزاب الموالية لإيران في العراق واليمن.

ولفت مدير مركز جدار إلى أن «نصرالله» أعلن، في لقائه بقناة المنار، عن تقليص أعداد حزب الله في سوريا، مشيرًا إلى أن هذا يعنى التراجع إلى داخل الحدود اللبنانية.

وأوضح، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن لتلك الخطوة وجهين، «الأول هو حماية عناصر حزب الله من الهجمات الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية داخل الأراضى السورية، أما الثانى فهو استعداد حزب الله لحرب داخلية، قد تشنها إسرائيل على حزب الله».

وتوقع أن تستكمل الولايات المتحدة، بالشراكة مع إسرائيل، استهداف قادة حزب الله، حتى أعضاء البرلمان اللبنانى منهم، بالعقوبات، وحصار الكيانات التابعة للحزب خارجيًا، وتصنيف الحزب في غالبية الدول الفاعلة حزبًا إرهابيًا، وما يقتضيه هذا التصنيف من إجراءات.

* هذا المحتوى ينشر بالتعاون

مع مركز «المصرى اليوم» للتدريب

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية