قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن كل الدول التي سقطت عبر التاريخ كانت الخيانة الداخلية أحد عوامل سقوطها، وإن الخونة والعملاء والمنافقون أخطر الأعداء على كيان الدول، وإن من لا خير لوطنه فيه فلا خير له في نفسه، وإن من خان وطنه خان دينه وأهله وعرضه.
وأضاف وزير الأوقاف، خلال خطبة الجمعة بمسجد السلطان الحنفي بالقاهرة تحت عنوان «النفاق والخيانة وخطرهما على الأفراد والدول»، أن المنافقين يسيرون عكس الفطرة الإنسانية السوية، فهم يفسدون ولا يصلحون، ويأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف، ويسهمون في إسقاط دولهم بشتى السبل.
وأكد أن سلاح الخيانة والعمالة هو أخطر ما يهدد كيان الدول ووجودها على مدار التاريخ، الذي يعد خير شاهد على أن الدول التي اضمحلت أو تمزقت أو حتى اندثرت إنما أتيت وأسقطت من داخلها، وكان للخونة والعملاء والمأجورين على حساب وطنهم دور كبير في ذلك على مدار التاريخ البشري، فدائما الأخطار التي تتهدد الدول من داخلها أكبر وأخطر بكثير من تلكم الأخطار التي تتهددها من خارجها.
وتابع «جمعة»: «ومن أجل حماية الدول والحفاظ على كيانها وتماسكها وسلامتها فلا بد من يقظة العيون الحارسة لأبنائها الأوفياء المخلصين أفرادا ومؤسسات، ولا بد من تضافر جهود كل الشرفاء لقطع دابر الخونة والعملاء والمتخابرين مع الأعداء من المجرمين وفضحهم على رؤوس الأشهاد، وجعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه أن يسلك سبيل الخيانة والعمالة، حفاظا على ديننا وأوطاننا وأعراضنا وأنفسنا ومستقبل بلادنا وأبنائنا، وقبل ذلك كله مرضاة ربنا وحماية أوطاننا والحفاظ على دولنا من أن يصيبها ما أصاب الدول التي قصرت أو تهاونت في مواجهتها للخونة والعملاء وظنت أمرهم هينا، وما هو في تاريخ الدول بهين».
وأشار إلى أن مصر بلد الألف مئذنة، قد صارت بلد المائة ألف مئذنة ويزيد، كلها تصدح بالحق، وترفع نداء الحق خمس مرات في كل يوم وليلة، كما أنها صارت بلد الألف مدرسة قرآنية، فهي بلد الحضارة والثقافة وتسامح الأديان.