بعث الرئيس عبدالفتاح السيسي برسالة إلى الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، أكد خلالها على عمق العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين، كأحد أهم شركاء مصر في قارة إفريقيا.
قام بتسليم الرسالة المهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، خلال مشاركته بفعاليات معرض وقمة أعمال تجمع الكوميسا «Source ـ نائبا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي.
كما عكست الرسالة حرص الرئيس السيسي على العمل سويًا من أجل تعزيز هذه العلاقات في شتى المجالات بهدف تحقيق رفاهية ورخاء الشعبين المصري والكيني.
وتستضيف نيروبي أسبوع كينيا التجاري (الثالث) خلال الفترة من 17 إلى 21 يوليو الجاري بحضور رؤساء كينيا وأوغندا وزامبيا ومورشيوس ونائب رئيس سيشل إلى جانب ممثلين عن الدول الأعضاء الـ21، فضلاً عن أكثر من 200 عارض من المنطقة.
وعقد «نصار» خلال مشاركته بفعاليات القمة لقاءات مكثفة مع عدد من الوزراء والمسؤولين الأفارقة، بحضور طارق قشوع مدير المكتب الفني للوزير للسياسات والاستراتيجيات، تضمنت لقاءً مع بيتر مونيا، وزير التجارة والتصنيع والتعاونيات الكيني، لبحث أطر التعاون المشترك بين البلدين في إطار تجمع الكوميسا.
وقال «نصار» إن اللقاء أكد دعم القيادة السياسية بالبلدين لجهود تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين مصر وكينيا في إطار الكوميسا ودعم الجهود الرامية إلى دمج التكتلات الإفريقية الثلاثة الكوميسا والسادك وتجمع شرق إفريقيا، مشيراً إلى أن الجانبين بحثا تحديد الموعد المقرر لانعقاد اللجنة التجارية المصرية الكينية المشتركة خلال العام الجاري، فضلاً عن تفعيل مقررات الدورة الأولى لمجلس الأعمال المصري الكيني التي انعقدت خلال أعمال اللجنة التجارية المشتركة في شهر فبراير من عام 2017.
وأكد أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين بما يحقق طموحات وتوقعات الشعبين المصري والكيني، حيث تأتي الاستثمارات المصرية بكينيا في المركز الـ24 من بين الدول المستثمرة في السوق الكيني بإجمالي استثمارات قيمتها 36.6 مليون دولار،لافتاً إلى أن الاستثمارات الكينية تحتل المرتبة رقم 80 في قائمة الدول المستثمرة بالسوق المصري بقيمة استثمارات تبلغ 7.7 مليون دولار موزعة على 22 شركة.
ولفت «نصار» إلى أن حجم التجارة بين مصر وكينيا بلغ 640 مليون دولار خلال عام 2018 مقابل 553 مليون دولار خلال عام 2017 بنسبة زيادة بلغت 15.7%، كما حققت الصادرات المصرية للسوق الكيني نسبة زيادة كبيرة العام الماضي بلغت 21.7% حيث بلغت نحو 353 مليون دولار مقابل 290 مليون دولار خلال عام 2017، لافتاً إلى أن الواردات المصرية من السوق الكيني سجلت زيادة طفيفة خلال العام الماضي بإجمالي 288 مليون دولار مقابل 263 مليون دولار خلال عام 2017 بنسبة زيادة بلغت 9.5%.
وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون المشترك بين مصر وكينيا في المجال الصناعي خاصة في القطاعات المتعلقة بـالإنتاج الزراعي والحيواني والتي تشمل تصنيع اللحوم والجلود والعصائر، إلى جانب العمل على الاستفادة من الخبرات الصناعية المصرية في مجالات تقديم الدعم الفني والتدريب لقطاع الصناعة الكيني، مشيراً إلى إمكانية التعاون أيضاً بين الجانبين في مجال تسجيل الأدوية من خلال تسهيل الجانب الكيني لإجراءات التسجيل وتخفيض التكلفة.
من جانبه، أكد بيتر مونيا، وزير التجارة والتصنيع والتعاونيات الكيني، على الأهمية التي توليها بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى ضرورة العمل على مواصلة الارتقاء بالتعاون بين البلدين إلى آفاق أرحب خاصةً في مجالات التجارة والاستثمار والتصنيع المشترك.
كما عقد «نصار» لقاء موسعا مع عمر الباهي، وزير التجارة التونسي، حيث بحث الجانبان مستقبل العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر وتونس، وتعزيز التعاون المشترك بينهما للنفاذ إلى الأسواق الإفريقية.
وأكد أهمية إنشاء مجلس تنسيقي للتعاون الاستثماري المشترك يضم رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين بهدف توطيد التعاون الاستثماري المشترك بين مصر وتونس في عدد من القطاعات تشمل الحفر والتنقيب عن البترول والتطوير العقاري والسياحي وقطاع الخدمات المالية والعمل على تكثيف الزيارات والبعثات الترويجية بن البلدين في مجال الاستثمار وذلك للتعرف على الفرص الاستثمارية والقطاعات الواعدة والتعديلات في قوانين الاستثمار في كلا البلدين، لافتاً إلى أهمية تشجيع إقامة مشروعات مشتركة بين القطاع الخاص بالبلدين ودراسة الاستفادة من انضمام تونس مؤخراً لتجمع الكوميسا لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين خاصة في القطاعات الواعدة وعلى رأسها الصناعات الإلكترونية والصناعات المغذية للسيارات والغزل والنسيج والملابس الجاهزة.
ولفت نصار إلى أهمية زيادة التبادل التجاري بين مصر وتونس وتذليل كافة العقبات التي تعوق تدفق السلع والمنتجات بين الجانبين وذلك من خلال الاستفادة من الاتفاقيات التجارية الموقعة بين مصر وتونس وإقامة المعارض المتخصصة وتشجيع رجال الأعمال والشركات على المشاركة بها للتعرف على المنتجات التصديرية للبلدين.
وأشار إلى أهمية وضع آلية ناجحة لحل المشكلات المتعلقة بشهادات المنشأ الموقعة بين البلدين، لافتاً إلى أهمية تعاون رجال الأعمال المصريين والتونسيين في تنفيذ أنشطة مشتركة في أسواق خارجية من خلال إنشاء شركات تجارية تسويقية مشتركة خاصة بدول القارة الإفريقية.
جدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين مصر ودول تجمع الكوميسا بلغ 2 مليار و310 ملايين دولار خلال عام 2018 مقابل مليار و640 مليون دولار خلال عام 2017 بنسبة زيادة بلغت 41%، كما حققت الصادرات المصرية لدول الكوميسا نمواً كبيراً، حيث بلغت نحو مليار و520 مليون دولار خلال عام 2018 مقابل مليار و130 مليون دولار خلال عام 2017 بنسبة زيادة بلغت 34.5%، في حين سجلت الواردات المصرية من أسواق دول الكوميسا زيادة خلال العام الماضي حيث بلغت 792 مليون دولار مقابل 505 ملايين دولار خلال عام 2017 بنسبة زيادة بلغت 56.8%، كما سجل الميزان التجاري فائضاً لصالح مصر بنسبة 15.6% مقارنةً بعام 2017.