اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح الخميس، بتداعيات «اشتباكات الثلاثاء» على المشهد السياسي في مصر، وتفعيل «القبة الحديدية» في إسرائيل، وتأكيد سلاح القوات الجوية المصرية على عدم تكرار هزيمة 67، فضلاً عن تضارب الأنباء حول مصير علي عبدالله صالح الرئيس اليمني.
ميدان التحرير «كعبة الثوار»
استمراراً لتغطية ما حدث في ميدان التحرير 28 يونيو الماضي، قالت صحيفة «الرأي» الكويتية، إن الاشتباكات اندلعت بين أسر شهداء الثورة، و«عدد من الشباب الثائر، واندس بينهم عدد من الخارجين على القانون»، وقوات الأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية من جهة أخرى، وأعلنت وزارة الصحة، ارتفاع عدد المصابين في منطقة ميدان التحرير، إلى 1036، من بينهم 916 تم إسعافهم في موقع الحادثة، وتم تحويل 120 إلى المستشفيات.
أما «الجريدة» الكويتية، فأشارت إلى اشتباكات الخميس، موضحة أنها كانت بين الشرطة و«مجموعة من البلطجية»، كما قالت إن «مجموعة كبيرة من الملثمين أطلقوا النار في وقت مبكر من الصباح على كمين للشرطة في منطقة عبود في محاولة لاقتحامه ما أدى إلى تبادل لإطلاق النيران بين الطرفين»، وأضافت أن الأحداث أدت إلى توقف الحركة المرورية بشكل تام في المنطقة، ما أحدث حالة من الذعر لدي السكان.
وقالت إن ميدان التحرير لم يتمكن من «الاحتفاظ بهيبة ميدان الثورة»، وتحول عقب اشتباكات مساء الثلاثاء إلى «ميدان الفوضى»، رغم أنه كان في أعقاب 18 يوما، هي أيام ثورة يناير، «كعبة الثوار»، بعد أن فهموا سياسته التي تتلخص في مقولة «إذا أردت المزيد من المكاسب فعليك بالدعوة إلى مليونية».
وأوضحت «العرب» القطرية، أن أحداث ميدان التحرير هي «جرس إنذار» للحكومة الانتقالية برئاسة عصام شرف، ولوزارة الداخلية التي «أعادت إلى المصريين ذكريات 25 و28 يناير عندما استخدمت القوة المفرطة في التعامل معهم».
ونقلت «العرب» ما قاله الدكتور عماد جاد، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، من أن «أهالي الشهداء لم يطلبوا شيئا غير إعمال القانون، وهذا حق مكفول ومشروع للجميع، لكن يبدو أن وزارة الداخلية لم تتعلم درس 28 يناير حتى الآن»، من ناحية أخرى، حذر خبراء من موجة غضب عنيفة يمكن أن يشهدها الشارع المصري إذا لم تتم محاكمة المتسببين في قتل المتظاهرين ورموز النظام السابق، فضلاً عن كون التباطؤ في المحاكمات يخلق فجوة بين الشعب والحكومة.
أما «القبس» الكويتية، فقالت إن «الثورة المصرية ترجع إلى الخلف»، خاصة مع شعور المصريين بأن الثورة تذوب منهم، وأضافت أن «الثورة المصرية، التي أبهرت العالم تترنح، وهي تُستغل من عناصر غير معروفة أهدافها»، مشيرة إلى القوى السياسية والأحزاب المتنافرة، وقضايا جدلية مثل تحالف الإخوان المسلمين، وحزب الوفد الليبرالي، وأولوية الدستور أو الانتخابات.
وأوضحت أن المتظاهرين كانوا مصرين على اقتحام وزارة الداخلية، بينما بدت قوات الشرطة «في غاية الهدوء والضعف في آن واحد»، وسجل جمال عبده مراسل «القبس»، شهادته أن الأمن لم يستعمل سوى القنابل المسيلة للدموع «في محاولات يائسة لتفريق المتظاهرين الذين حطموا جميع محال ميدان التحرير، وزجاج المباني المطلة عليه، بما فيها مبنى الجامعة الأمريكية وبعض المصالح الحكومية القريبة، بعدما حطموا الأرصفة وبلاط المحال لاستخدامه في قصف قوات الأمن».
وقال إن المواطنين المتواجدين مع قوات الشرطة حاولوا «مهادنة المتظاهرين مرات عدة بترديد شعار «إيد واحدة»، غير أن المتظاهرين كانوا يردون بإلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة التي حصلوا عليها من تكسير الرخام والسيراميك».
«الحياة اللندنية» قالت إن «شبح عدم الاستقرار» يحوم حول مصر، موضحة أن كل الأطراف تنصلت من مسؤولية ما حدث، وألقت باللوم على «البلطجية وفلول النظام السابق» خاصة بعد حكم حل المجالس المحلية الذي صدر قبلها بقليل.
تفعيل القبة الحديدية
أوضحت صحيفة «النهار» اللبنانية، أن إسرائيل نشرت بطارية صواريخ اعتراضية ضمن نظام «القبة الحديدية» قرب مدينة حيفا في الشمال، الأمر الذي يسلط الضوء على احتمال استخدامها في أي صراع في المستقبل القريب مع «حزب الله» في لبنان، وقالت متحدثة في الجيش الإسرائيلي إن قرار نشر البطارية جاء بناء على «قرار من السلطات المعنية واستناداً إلى تقويم مستمر للوضع الأمني المضطرب».
وبدأت إسرائيل نشر وحدات نظام «القبة الحديدية»، في مارس الماضي، قرب بلدات جنوبية تستهدفها صواريخ يطلقها ناشطون من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وتحتاج إسرائيل إلى ما بين عشرة و15 وحدة للدفاع ضد هجمات الجبهتين الفلسطينية واللبنانية.
تنبؤات حول صالح
قال مصدر يمني في الرياض لصحيفة «الاتحاد» الإماراتية، إن الحالة الطبية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، لا تسمح له بالحديث أو الظهور عبر وسائل الإعلام، وأضافت نقلاً عن مصادر طبية تشرف على الرئيس بشكل مباشر، أن «السلطات السعودية تمنع، بموجب تعليمات الأطباء، أي تصوير أو زيارة لصالح نظراً لتعارض ذلك مع الأجواء الطبية المطلوب توفرها لمتابعة مراحل العلاج».
أما «الرأي» الكويتية، فعلى العكس أعلنت أن اليمنيين ينتظرون رؤية أو سماع صوت صالح، عبر التليفزيون اليمني، بعدما أكدت مصادر مقربة من صالح للصحيفة، أنه في صحة جيدة وقد سجل للطاقم التليفزيوني الخاص به كلمة وصفت بـ«المهمة»، في ظل اعتقاد المعارضين أنه توفي بعد محاولة اغتياله في الثالث من يونيو الجاري خلال تأدية صلاة الجمعة في جامع دار الرئاسة في صنعاء.
وعلمت «الرأي» من مصادر في التحقيق حول محاولة اغتيال علي صالح، أن «فريقاً للتحقيق من الأمم المتحدة انضم أخيراً مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا للكشف عن كيفية استهداف الجامع، ومن يقف وراءه».
لا تكرار لهزيمة 67
أكد قائد قوات الدفاع الجوى المصري، الفريق عبدالعزيز سيف الدين، لصحيفة «الجريدة» الكويتية، أن ما حدث في يونيو 1967 «لن يتكرر والتاريخ لن يعيد نفسه»، إذا ما جدت أي مواجهات مع إسرائيل، لافتاً إلى انتشار عناصر الدفاع الجوي في كل ربوع الدولة في مواقع ثابتة ومتحركة طبقا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها.
وقال الفريق سيف الدين، في مؤتمر صحفي الأربعاء، بمناسبة العيد السنوي لقوات الدفاع الجوي، إن «الاحتفال بعيد الدفاع الجوي يتم في الـ30 من يونيو من كل عام، لأن هذا اليوم من عام 1970 هو يوم الميلاد الحقيقي لقوات الدفاع الجوي بعد قيامها ببتر الذراع الطولى للقوات الجوية الإسرائيلية التي تساقطت معها استراتيجية الردع التي طالما تغنت بها إسرائيل».
«النهضة» حزب جديد من رحم الإخوان
أجرت صحيفة «الشرق الأوسط» حواراً مع الدكتور إبراهيم الزعفراني، القيادي الإخواني السابق، الذي يسعى لتأسيس حزب إسلامي يدعى «النهضة»، بعد شهر واحد من إطلاق الإخوان المسلمين حزب «الحرية والعدالة»، قال فيه إنه يرى أن رسائل حزب الإخوان «غير إيجابية»، والدليل هو خروج عدة أحزاب من رحم الإخوان في ظل مناخ الحرية الذي تعيشه مصر الآن.
واعترف الزعفراني، بأن خروجه وخروج آخرين من «الإخوان المسلمين» في أبريل الماضي كان بسبب وجود «سلبيات كثيرة في الجماعة وخلافات مع أفراد الجماعة على طريقة إدارتها وعلاقتها بحزب الحرية والعدالة»، واعتبر أن كثرة وجود أحزاب لها مرجعية إسلامية «إضافة للعمل المصري السياسي»، نافياً أن يكون اسم حزبه «النهضة» له علاقة بحزب النهضة الإسلامي في تونس.