x

رغم شائعات «القناديل والبلطجة»: الشواطئ العامة «أرخص وأفضل خدمة»

الثلاثاء 16-07-2019 05:00 | كتب: اخبار |
شواطئ الإسكندرية في ثاني أيام عيد الفطر - صورة أرشيفية شواطئ الإسكندرية في ثاني أيام عيد الفطر - صورة أرشيفية تصوير : محمود طه

بعد سنوات من الاضطرابات وتعطل الحركة السياحية فى مصر، انتعشت من جديد السياحة الداخلية فى محافظة الإسكندرية، وبلغ عدد المترددين على شواطئ المحافظة خلال فصل الصيف نحو ٤ ملايين مصيف، ورغم محاولة الحكومة النهوض بالسياحة لاتزال اللجان الإلكترونية وحرب الشائعات قائمة فى محاولة هزيلة لتعطيل الإنجازات.

ومع بداية فصل الصيف تنطلق شائعات سنوية تستهدف تدمير شواطئ الثغر، بتهمة زيادة الأسعار، والخدمة الرديئة، وهجوم قناديل البحر وحالات الغرق لضرب السياحة الداخلية، عبر منصات التواصل الاجتماعى.

والتقت «إسكندرية اليوم» عددا من المصطافين على شواطئ عروس المتوسط، الذين أكدوا أن الشواطئ العامة أفضل من الخاصة، مقارنة بالخدمة والسعر والنظافة، وأن هناك عمالا على هذه الشواطئ يستهدفون سعادة المواطن والحفاظ على حياته.

وقال إبراهيم حسن، أحد المصيفين على شاطئ الهانوفيل العام، من الغربية، إن زيارته ليست الأولى للثغر، ومنذ 3 سنوات وهو يصطحب أسرته إلى هنا، مضيفًا: «هذا العام هناك اختلاف كبير عن الأعوام السابقة، بشأن مستوى نظافة الشاطئ والخدمة المقدمة، رغم أنه شاطئ عام، ولم أكن أتوقع أن تتفوق شواطئ الغلابة على الشواطئ الخاصة والمميزة».

وأضاف أن أسعار دخول الشواطئ مقارنة بشواطئ رأس البر ومطروح والغردقة قليلة جدا، مع انتشار أفراد الخدمة وفرق الإنقاذ بطول الشاطئ، موضحا أن سعر تذاكر الدخول بالإضافة إلى كرسى وشمسية وترابيزة ٦ جنيهات فقط للفرد.

وقال أحمد نجم، أحد المترددين على الشاطئ: «كل سنة لازم أصيف هنا، وسوف أدعو الجيران لكى يستمتعوا بهذه الشواطئ، لأن الخدمة ممتازة جدا»، مشيرا إلى أنه على الشاطئ منذ الساعة الثامنة صباحا، وجميع العاملين هنا يشبهون خلية نحل، الكل يعمل بجد، ولا توجد حقيقة للشائعات المنتشرة على صفحات الفيسبوك بشأن انتشار البلطجية أو القمامة.

وتابع محمد السيد، من شبرا الخيمة: «أنا بصيف فى العجمى كل سنة منذ ثورة يناير، وكنت بنزل الشاطئ الخاص خوفا من البلطجية وكنت أدفع مبلغا كبيرا لكى أحافظ على أسرتى، وقلت أجرب الشاطئ العام السنة دى»، مشيرا إلى أنه لفت انتباهه أن الشاطئ مقسم إلى ركن خاص للعائلات وركن للشباب، و«لم أتوقع أن أدفع ٦ جنيهات للفرد الواحد وأشوف خدمة بالمستوى ده.. حاجة تفرح».

وأضاف أن الشاطئ يحتاج لزيادة الإضاءة الليلية، مشيرا إلى أن غرفة الإسعاف مجهزة على مستوى رفيع وفرق الإنقاذ منتشرة، وكلهم من خيرة شباب مصر،وأوضح وائل جابر، من أهالى الهانوفيل، أن ما يحدث فى شواطئ العجمى يمثل تحولا كبيرا بشأن تطوير الشاطئ العام، عبر توفير قسم خاص للشباب لمنع الاحتكاك بالعائلات لتفادى المشاكل والمعاكسات، ويوجد تفتيش على البوابات من الخارج لعدم دخول المخدرات والكلاب، والأسعار فى متناول رب أسرة مكونة من ٥ أفراد هيدفع ٣٠ جنيها، ليستمتع بكل الخدمات من كراسى وشمسية ودورات مياه مجهزة وإسعاف ومنقذ على الشاطئ.

وأكد إيهاب عبدالعال، مصيف، أن جميع الشواطئ كانت تعانى من سيطرة البلطجية عقب الثورة، وانتشار المشاجرات والمخدرات والفوضى وارتفاع الأسعار، والآن تغير الوضع وأصبحت أسعار الشواطئ فى متناول الجميع.

وتابع محمد إبراهيم: «أنا أول مرة أشوف عامل نظافة على الشاطئ فى الصباح والمساء، طول عمرى بصيف فى الإسكندرية، ولكن هذا العام يسيطر النظام على الشواطئ، وهناك شباب يقدمون الخدمة فى قمة الأدب».

وقال محمد فاروق إن الشواطئ العامة أفضل من المميزة، وهناك فرق فى الأسعار والخدمات والجميع ملتزم ولا توجد مشاكل ولا بلطجة، مطالبا الشباب بالالتزام بالقوانين حفاظا على حياتهم، قائلا: «البحر ملوش كبير.. بلاش تستعرض وتدخل فى الغريق حافظ على نفسك».

وقال مسعف الشاطئ صلاح محمد السيد: «إن شواطئ العجمى تستقبل كل عام أعدادا كبيرة من المصيفين من مختلف أرجاء الجمهورية»، موضحا أنه يعمل منذ السابعة صباحا حتى الثامنة مساء، وأن غرفة الإسعاف مجهزة على أعلى مستوى للتعامل مع كافة الإصابات خاصة لسعات القناديل، وإذا كانت الحالات خطيرة يتم تحويلها إلى أقرب مستشفى.

وأضاف أن الحياة تسير بشكل طبيعى ولا خوف من القناديل، لأنها ليست خطرا، وتتم معالجتها بالخل والليمون وماء البحر، وغير مسببة للحروق كما يشيع البعض، ولم يتضرر أحد من لسعاته بشكل مبالغ فيه منذ بداية موسم الصيف.

وقال شهاب مجدى خميس، فرد إنقاذ على الشاطئ: «أعمل بالإنقاذ البحرى منذ 11 سنة، وحصلت على دورات معتمدة فى الغوص والإنقاذ من الاتحاد المصرى، ويبدأ العمل مع شروق الشمس إلى الغروب، وفى أوقات الإجازات يبدأ العمل قبل هذا الموعد بسبب عدم التزام المصطافين بالقواعد ونزولهم البحر قبل المواعيد الرسمية»، مطالبا الجميع بالالتزام بالقوانين والصفارة حفاظا على حياة المصيف من الغرق.

وكشف ماهر محمد، مسؤول نظافة شواطئ حى العجمى، أن رفع مخلفات الشواطئ بالمشاركة مع شركة نهضة مصر يتم على فترتين: من السادسة إلى العاشرة صباحا، ومن الثالثة حتى السادسة مساء، موضحا أنهم يرفعون 300 طن مخلفات من الشواطئ شهريا.

وأضاف أنه فى يومى الجمعة والسبت والإجازات الرسمية يكون العمل متواصلا، فلا يغادر رجال النظافة الشواطئ، نظرا لكثرة المصيفين، للحفاظ على نظافة الشاطئ، مطالبا المصطافين بجمع القمامة فى كيس بجوارهم وتركه مربوطا، ما يساعد فى إنهاء العمل سريعا.

وقال محمد فتحى، مدير شواطئ غرب الإسكندرية، إن حى العجمى يعد من أكبر الأحياء التى تمتلك شواطئ تبلغ مساحتها ١٢ كيلومترا، ما بين عام ومميز وخاص وقرى سياحية، ولكن الاهتمام الأكبر بشواطئ الغلابة، مؤكدا أن الشواطئ ملك للجميع.

وتابع فتحى أن أسعار الدخول بالخدمات تبدأ من ٦ جنيهات فى الشواطى العامة، والخدمة لمن يطلبها بـ٧ جنيهات، كرسى وشمسية وحمام، وفى المميز بـ12 جنيها، وتقدم نفس الخدمات، مشيرا إلى قطع التذاكر من البوابات فى الخارج لعدم احتكاك المصيف مع العمال.

وعن «قنديل البحر»، قال: «هناك استعدادات لمواجهة انتشاره فى رحلة الهجرة عبر شواطئ الدول المختلفة ولا يوجد ظهور له فى الشاطئ بشكل غير طبيعى، كما حدث فى الأعوام السابقة، وكان سبب ظهوره موجة حر شديدة، والصيد الجائر للكائنات البحرية التى تتغذى على قناديل البحر، ونحن مستعدون بوحدات إسعاف مجهزة للتعامل مع المصابين».

وأشار العقيد ناصر الأباصيرى، مراقب شاطئ الهانوفيل، إلى أن دورهم تأمين المواطن، وهناك بوابات على جميع الشواطئ لتفتيش المترددين لمنع دخول الحيوانات والمواد المخدرة والأسلحة البيضاء، فضلا عن إعداد ركن خاص للشباب وآخر للعائلات، وهذا النظام متبع منذ العام الماضى لمنع حدوث مشادات ومشاجرات، ويوجد مراقبون ومشرفون يتعاملون مع أى مشكلة.

وقال أسامة على، مدير إدارة المصايف بالإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، إن الإدارة خصصت ١٠ شواطئ مجانية على مستوى المحافظة لتخفيف الأعباء المادية عن زوارها، ومنها «المندرة، ميامى، الأنفوشى، الهانوفيل، المكس»، موضحا أنه يُسمح فى الشواطئ المجانية للرواد باصطحاب الشماسى والكراسى دون دفع رسوم، أو دفع 3 جنيهات للشمسية، وجنيه واحد للكرسى، وجنيه للترابيزة.

وأضاف أن أسعار باقى الشواطئ المميزة والسياحية والخدمة لمن يطلبها تتراوح ما بين 7 و17 جنيهًا للفرد الواحد شاملة أسعار الكراسى والشماسى، مطالبًا المواطنين بالإبلاغ عن أى مخالفة للأسعار الرسمية، نافيا ما تردد بشأن ظهور القناديل، مؤكدا أن الشواطئ آمنة ولا يوجد ما يعكر صفو المصطافين.

وقال إن المتابعة المستمرة على كافة الشواطئ، من شروط التعاقد، وفى حالة الإخلال بها، يتم فسخ العقد مع المستأجر ومنعه من الدخول فى مزايدة على الشاطئ مرة أخرى، وذلك عبر مشرفين تابعين للإدارة فى كل شاطئ، ويتم التحقق من أى شكوى يرصدها المراقب أو عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية على الفور، مضيفًا أن هناك بعض مواقع التواصل الاجتماعى تنشر مجموعة من الصور القديمة لإثارة الرأى العام بهدف ضرب السياحة الشاطئية، مشيرا إلى أن محافظة الإسكندرية تتعرض كل عام لهجمة مختلفة، مثل ظهور قناديل البحر السامة أو ارتفاع أسعار التذاكر، وجميعها شائعات تهدف إلى ضرب السياحة الداخلية.

وأكد «على» أن محافظة الإسكندرية شهدت إقبالاً شديدًا من المصطافين، واستقبلت الشواطئ أكثر من 1.5 مليون زائر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية