من «المنصورة» إلى «المنيا» كان الإبداع يتنقل بين طلاب كلية الفنون الجميلة بالمنصورة والفنون الجميلة بالمنيا، وهو ما ظهر خلال مشروعات تخرجهم وتحديداً فى فن نحت التماثيل.
فأظهر محمد طلعت طالب الفنون الجميلة بالمنيا فنه المنحوت على هيئة الجندى البطل الهمام الذى ينقذ الأطفال من وسط دمار الحروب بشكل عام دون أن يذكر بلدة بعينها، أما الطالبة شيريهان السرجانى وزميلتها ريهام عبد المنعم، الطبالتان بكلية الفنون الجميلة بالمنصورة، فقدمتان أعمالا مميزة، فالأولى تجعل للخيال صوتا من خلال تمثال يحمل آلات موسيقية، والثانية تشجع المصريين وأبناء الوطن العربى، بواسطة تمثال يحمل كتابا ويقرأ.
وتقول ريهام عبدالمنعم إن حبها فى القراءة منذ الصغر وإيمانها بأهميتها فى بناء المجتمع المصرى كانا كفيلان بحثها على تصميم تماثيل «فيض الحياة» المشجعين على القراءة والتثقيف ووفقا لما أكدته الفتاة المنصورية لـ«المصرى اليوم»، فإنها صممت تمثالا يظهر سيدة عجوز تحمل كتابا تقرأ فيه بيسراها وتمسك نجلتها بيمناها لخلق صورة إيجابية أمام المجتمع المصرى والعربى، وتشير إلى أن التقدم لايأتى إلا بالقراءة والثقافة وأن تقدم شعوبنا لن يتم أبدا طالما نبتعد عن العلم والمعرفة.
ويأتى تمثال محمد طلعت، فعالا ومؤثرا، خاصة أنه يجسد شخصية الجندى البطل المنقذ للأطفال من الحروب التى تضرب بلادهم.
ويروى «طلعت»، فكرة تجسيده للتمثال البطل الهمام، مشيرا إلى أنها راجعة إلى احتفاظ ذهنه بصور وحشية تبدأ بفزع الصغار وسط صوت الحروب وتنتهى بقتلهم. وقالت شيريهان السرجانى إن تنفيذها لتماثيل «خيال مسموع» جاء بعد تفكير عميق، ووجدت أنها من الممكن أن تظهر نوعا جديدا من النحت لم يعتد عليه من قبل مصنوعا من وحى الخيال، بأن يكون التمثال يعزف الموسيقى بواسطة آلاته دون صوت.