x

الأنبا بولس أسقف إفريقيا في حوار لـ«المصرى اليوم»: ألتمس من الرئيس زيارة دول القارة السمراء بانتظام

الخميس 11-07-2019 00:36 | كتب: أماني عبد الغني, إحسان رمضان |
الأنبا بولس خلال حديثه لـ المصرى اليوم الأنبا بولس خلال حديثه لـ المصرى اليوم تصوير : إحسان رمضان

قال الأنبا بولس، أسقف إفريقيا إن افتتاح الكنيسة المصرية مستشفى فى زامبيا يعد رفعة لاسم مصر ووجهًا حضارياً وإنسانيًا لها.

وأوصى فى حواره لـ«المصرى اليوم»، بزيادة الصادرات لإفريقيا، خاصة إلى زامبيا، نظرًا لأن السوق الإفريقية تحتاج إلى الكثير من المنتجات والسلع التى يتم حاليًا استيرادها من جنوب إفريقيا ودول أخرى، وتساءل: لماذا لا تكون هذه السلع مستوردة من مصر؟.. وإلى نص الحوار:

■ بداية كيف جاءت فكرة إنشاء المستشفى فى لوساكا؟

- كانت البداية من خلال قداسة البابا شنودة الذى كان يدرك أن الكنيسة القبطية هى مصر فى كل إفريقيا، ولأنه يعلم ذلك قال إنه لابد أن يكون للكنيسة الأم وجود فى الدول الأفريقية، بدأنا التواجد هنا بكنيسة صغيرة لتكون تمثيلا لمصر، ولكن بعد فترة وجدنا أن الاحتياج لا يقتصر على الجانب الروحى، فهناك فقراء ومرضى ومن هنا جاءت فكرة الدخول فى المجال الطبى.

■ لماذا زامبيا تحديدا رغم وجود دول أخرى أكثر احتياجا؟ هل لأنها واحدة من الدول الأكثر استقرارا فى إفريقيا أم لأسباب أخرى؟

ــ قطعا زامبيا فى الخدمات الطبية تعانى احتياجا، لقد افتتحنا من قبل مستشفى فى كينيا رغم أن المستوى الطبى فى كينيا عال، نحن لا نرتب لشىء، الله يقودنا. معظم اختياراتنا فى إفريقيا فيها يد ربنا وليس يدنا على الإطلاق.

■ ماذا عن التمويل والتحديات؟

- نحن فى النواحى المادية نثق فى الله، فنحن ليس لدينا أى مصادر ثابتة تقدم لنا مساعدات مالية، حقا إن الكنيسة الأم تساعدنا، ولنا أحباؤنا فى الخارج يساعدوننا، ولكننا ليس لدينا دخول ثابتة للمرتبات ولغيرها من أوجه الإنفاق، ونعتمد فقط على ثقتنا فى الله. لقد انتهينا من بناء المستشفى فى عامين وبضعة أشهر، وهناك جزء لم تنته تشطيباته بسبب النواحى المادية.

وجدنا تحديات أخرى مثل إيفاد الأطباء، فعدد العاملين معنا قليل، وهناك تحدى اللغة، وكيف يتكيف الوافدون مع البيئة والناس هنا. عذرا أن أقول إن صورة إفريقيا فى العيون المصرية غير مستحسنة، فلو عرضت على شخص الذهاب إلى أوروبا سيسارع، ولكن عندما أعرض عليه الإتيان إلى إفريقيا فالخوف سيتسرب إلى داخله، رغم أن البلد هنا جميل، فضلا عن الأخلاق الطيبة لأهله.

■ العمالة التى تولت أعمال الإنشاء والتجهيزات كانت مصرية أم زامبية؟

- العمالة المصرية هى التى أنجزت هذا البناء وكان العمال أسرع منا فى النواحى المادية، ما دفعنا فى بعض الأوقات إلى العمل على إبطاء سرعتهم، المستشفى أنجز فى زمن قياسى وبسعر خيالى، تقريبا ربع المبلغ المتوقع الذى تكلفناه لبناء مستشفى كينيا.

■ هل ساهمت السفارة المصرية فى زامبيا فى إنجاز المشروع وتسريعه؟

- بالطبع، وحينما كنا نتعرض لصعوبات أو تحديات مع الدولة هنا كانت السفارة المصرية تتدخل، والسفير المصرى هنا، أحمد مصطفى.الحقيقة كانت السفارة معنا وكانت مصدر قوة لنا، الأفارقة، فى الواقع، يحبون المصريين، ويقدرون المنتجات المصرية المختلفة وخاصة الدوائية، ولذا فإننى أحلم بتخصيص جزء من قطعة الأرض التى نمتلكها لتكون صالة عرض للمنتجات المصرية التى أتيقن أنها ستنال إعجاب الزامبيين.

■ أغلب التجهيزات فى المستشفى من مصر هل هذا صحيح؟

- بالفعل أغلب احتياجاتنا نقوم بجلبها من مصر، ولكننا نصلى لأجل أن ييسروا لنا عملية جلب المستلزمات، فالمشكلة هى كيفية استخراج شهادة منشأ، فليس كل منتج مصرى هو إنتاج شركات كبيرة، وليس كل الشركات الكبيرة تقبل أن تبيع لنا المنتج بسعر مناسب، والسوق المحلية بها منتجات مصرية عالية الجودة وبسعر معقول، ونحن ككنيسة نريد أن نشترى بأسعار تناسب ميزانيتنا، ولا يمكننا أن نتوجه للشركات الكبيرة ونلتمس منهم أن يعطونا المنتجات بأسعار تناسبنا، ولكن هناك العديد من الشركات التى ساهمت معنا، وأصرت على توريد منتجاتهم بخصم 50%، ولكن الأثاث مثلا لم يمكننا استخراج أوراقه.

■ كم نسبة العمالة المصرية إلى الأجنبية فى المستشفى؟

- لدينا حوالى 20 طبيبا مصريا فى المستشفى القبطى، والأجانب حوالى 40، وأعتقد أن هذا العدد سيزيد بعد الافتتاح وبعد زيارة الرئيس الزامبى، إدجار شجوا لونجو، للمستشفى.

المستشفى هنا لم يعمل سوى منذ 3 أشهر، والقوانين هنا تحكمنا حيث إنه من الممنوع أن نعلن عن أنفسنا.

■ لكن منع الإعلان يعرقل الهدف المنشود من المستشفى كونه فى الأساس مستشفى خيرياً؟

- فعلا المستشفى خيرى، ولا يدخل عائدا فى الجزء الأكبر منه، وهناك أطباء متطوعون،، ولكن الشعب هنا محتاج ويأتى إلينا حالات معدمة نقدم لهم العلاج المجانى أو بسعر زهيد. لقد تحدثت مع الرئيس لونجو فى هذا الشأن خلال الافتتاح وأبدى انزعاجا من هذه المسألة، لكن هناك أمورًا يحيطها الغموض فهناك مستشفيات كبرى لا ترغب فى وجود منافس لها، لكن الرئيس أصر خلال الافتتاح أنه طالما حضر الافتتاح وتبنى المستشفى فلابد من أنه سيعلن عنه، وأبدى امتنانا إزاء وجود مستشفى مصرى فى زامبيا يخدم الشعب الزامبى.

■ افتتحتم فى وقت سابق مستشفى مماثلًا فى كينيا فما هو المغزى من التركيز على القطاع الطبى وهل ثمة خطط للدخول إلى قطاعات أخرى؟

- أنا طبيب فى الأصل، وبالتالى فإن هذا يسهل الأمور، خاصة أن معظم أصدقائى فى العالم كله أطباء. نحلم بالدخول فى مجال التعليم، ولكن حتى هذا الوقت لا يوجد لدينا عدد كاف من المدرسين الذين يمكنهم التحدث بالإنجليزية والتعامل مع الثقافة هنا. حتى الآن لدينا 3 مدارس فقط خاصة بالأيتام وأطفال الشوارع، ونأمل فى المستقبل الدخول إلى مجالات أخرى.

■ هل ترى أن الكنيسة المصرية باعتبارها أداة من أدوات القوى الناعمة فى إفريقيا تدعم أطراً أخرى للتعاون بين مصر وإفريقيا؟

- بالطبع، علم مصر موجود فى كل فعالية خاصة بنا، وفى افتتاح المستشفى كان علم مصر موجودًا. نحن نفتخر بكوننا مصريين، المعروف هنا أن المستشفى القبطى هو المستشفى المصرى، والمرضى الذين يتوافدون على المستشفى يسألون أولاً ما إذا كان الطبيب المتواجد مصريا أم غير مصرى، وإذا رأوا أنه غير مصرى يذهبون دون كشف أو تلقى علاج، هم يثقون للغاية فى الأطباء المصريين، لماذا لا يكون لمصر وجود قوى هنا، نحن لا نرى مشكلة فى هذا التواجد من خلال الكنيسة، ولكننا نأمل فى تواجد مصر من خلال مشاريع أخرى ولا نمانع من المشاركة مع الدولة فيها.

■ مصر تتولى العام الجارى رئاسة الاتحاد الإفريقى فما هى توقعاتكم؟

- ألتمس من الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارة دول إفريقيا بانتظام، وأريد أن يكون الوجود المصرى التجارى أكبر، لأن السوق الإفريقية سوق مفتوحة ومحتاجة، لماذا يكون معظم المنتجات المتوافرة هنا مستوردة من جنوب إفريقيا لماذا لا تكون من مصر؟.

سعدت بمبادرة الرئيس السيسى مد حملة الصحة لإفريقيا، واستشعرت أن قلبه على إفريقيا، مصر أعظم دولة إفريقية ولابد من تفعيل هذا على أرض الواقع.

■ هل ترى أن هذا التعاون والتواجد قد يخدم جوانب سياسية أخرى؟

- بالطبع، فكثيرا ما كنت أسمع أحاديث من قبل أفارقة يقولون إنهم يحبون مصر لأنها تقدم مساعدات طبية لهم من خلال المستشفى القبطى، وهذا الحب بالطبع لصالحنا، وهو وجه حضارى وإنسانى لمصر.

■ ما توصياتكم بشأن تعزيز التجارة بين مصر وإفريقيا؟

- ساعدوا مصر فى التصدير بشكل أكبر لإفريقيا، بعيدا عن الإجراءات الطويلة المعقدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية