بعد أن كشفت وثائق «ويكليكس الفيفا» التقارير السرية، التى أكدت تورط القطرى محمد بن همام وجاك وارنر، بدفع رشوة 40 ألف دولار لأعضاء اتحاد الكاريبى، مقابل الحصول على أصواتهم فى انتخابات «رئاسة فيفا»، خرج جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى، سريعاً فى محاولة لتهدئة الرأى العام الرياضى، ليقول إن لجنة الأخلاق التى تتولى التحقيق فى قضية الرشوة ستنتهى من تحقيقاتها خلال الشهر المقبل، وستصدر قراراً بشأنها.
ولأول مرة منذ اندلاع قضية الرشوة وانتشارها فى «جسد فيفا» قرر بلاتر حفظ التحقيقات مع جاك وارنر، نائب رئيس فيفا السابق، والعفو عنه فى قضية الرشوة، بعد أن قدم استقالته إلى الاتحاد الدولى، وأبلغ مسؤوليه، بأنه لن يستطيع الاستمرار فى منصبه الذى شغله 30 عاماً، وذلك لأن الفترة الأخيرة شهدت لة توتر شديدة بينه وبين رئيس الاتحاد الدولى، وبدأت سمعته تقترب من الخطر بعد أن طرح اسمه فى قضية الرشوة، التى هزت أرجاء فيفا، وهذا لا يليق بمكانته فى حكومة ترينداد مسقط رأسه.
وعلى صعيد آخر، تسببت تقارير الرشوة السرية، التى سربت من «ويكليكس فيفا» فى تشويه صورة الاتحاد الدولى أمام بعض دول العالم، وعلى رأسها بريطانيا، خاصة بعد أن نشرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، تقريراً تعرب فيه عن مخاوفها من حضور أعضاء «كونجرس فيفا» بطولة ويمبلدون للتنس، التى تقام فى العاصمة لندن خلال شهر يونيو الجارى ويوليو المقبل.
وتساءلت «ديلى ميل» فى تقريرها، عن إمكانية حضور الشخصيات البارزة والمهمة فى «كونجرس فيفا» المتورطة فى قضايا الفساد والرشوة لنهائيات بطولة ويمبلدون، وقالت الصحيفة فى عنوان تقريرها، الذى نشر على موقعها الإلكترونى «هل حضور أعضاء فيفا يلوث نهائيات بطولة ويمبلدون؟».
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن السرية تحيط بالدعوات التى توجه لكبار الضيوف المدعوين لنهائيات بطولة ويمبلدون، وحتى هذه اللحظة لم توجه أى دعوة إلى كبار الشخصيات فى الاتحاد الدولى لحضور نهائيات البطولة، وذلك لأن فعاليات البطولة ستنتهى أثناء محاكمة المتورطين فى قضايا فساد ورشاوى «فيفا». وأبدت الصحيفة مخاوفها من فشل بطولة ويمبلدون للتنس التى يطلق عليها «بطولة الصندوق الملكى»، وذلك فى حالة حضور كبار الشخصيات والأعضاء فى الاتحاد الدولى، وربطت «ديلى ميل» مخاوفها من فشل البطولة، بعد أن قالت، عندما تقدمت بريطانيا بملفها لتنظيم مونديال 2018، وقامت أغلبية الأندية البريطانية، بتوجيه دعوات إلى كبار الشخصيات داخل الاتحاد الدولى، بائت محاولات بريطانيا بالفشل فى الفوز بتنظيم مونديال 2018.
وعند توجيه سؤال إلى فيليب بروك، المسؤول عن إرسال الدعوات إلى ضيوف البطولة، قال: لا أستطيع أن أرد على هذا السؤال، وليس لدى معلومات فى هذا الوقت عن توجيه دعوات لأعضاء «فيفا».
فى سياق آخر، أكد ثيوتسفانسيجر، رئيس الاتحاد الألمانى، أنه سيعقد عدة اجتماعات مع أعضاء الاتحاد الألمانى، لفتح ملف جديد بشأن قضايا الرشوة التى تنتشر بشكل قوى داخل جسد الاتحاد الدولى «فيفا»، لافتاً إلى أن ملف فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 سيكون حاضراً بقوة داخل اجتماعه مع الأعضاء.
وقال ثيوتسفانسيجر، إنه يطالب، بفتح تحقيقات قضائية بشأن القرار الخاص بمنح قطر تنظيم بطولة مونديال العالم 2022، وذلك بعد الاتهامات التى وجهت للاتحاد القطرى بدفعه رشاوى لشراء أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية داخل «فيفا».