x

خبراء: على العرب استغلال انتهاكات إسرائيل ضد يهود الفلاشا لكشف وجهها القبيح

الأحد 07-07-2019 14:30 | كتب: عمر علاء |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

بدأت أسطورة إسرائيل التي أطلقتها على نفسها أنها الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط في التراجع، بعد أن تبين للمجتمع الدولي مدي العنصرية التي تسكن جسد المجتمع الإسرائيلي، عقب الاحتجاجات الأخيرة في الأسبوع الماضي ليهود الفلاشا، وهم اليهود المهاجرون من إثيوبيا إلى إسرائيل.

قبل عام، أصدر الكنيست الإسرائيلي قانون «القومية الإسرائيلية» الذي ينص على أن إسرائيل دولة يهودية، وأنها حكر على اليهود فقط، فيما رآه مراقبون أنه يعتبر العرب من مواطني إسرائيل مواطنين درجة ثانية، لتكون بذلك بمثابة أول وثيقة رسمية تكرس فيها إسرائيل لنظام عنصري.

لكن وبعد عام من ذلك القانون الذي جلب العديد من الانتقادات لإسرائيل، تأتي أحداث احتجاجات يهود الفلاشا لتوسع دائرة العنصرية في إسرائيل، حتى إنها أصبحت تطال يهودا آخرين علاوة على العرب.

وخلال الأيام الماضية، اندلعت مظاهرات في إسرائيل من قبل يهود الفلاشا، تنديدا بالتمييز ضدهم، واحتجاجا على قتل الشاب سالمون تيكا، 19 عاما، في بلدة كريات حاييم شمال حيفا، برصاص ضابط شرطة ادعى أن الشاب توجه نحوه مسرعا حاملا سكينا.

وصحبت تلك الاحتجاجات أعمال شغب وتخريب ومحاولة المتظاهرين قطع الطرقات، الأمر الذي قاد قوات الاحتلال الإسرائيلية لاعتقال أكثر من 100 متظاهر خلال الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكر المتحدث الرسمى للشرطة ميكى روزنفيلت.

ويتهم الإثيوبيون الإسرائيليين «البيض» بممارسة «التمييز العنصري النظامي الممنهج» بحقهم وحرمانهم من حقوقهم الشرعية رغم أن إسرائيل تقدم نفسها أنها تسترشد بقيم الديمقراطية والتعددية والمساواة.

وترجع أصول يهود الفلاشا إلى اليهود من أصل إثيوبي والذين هاجروا إلى إسرائيل في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، في إطار العملية السرية «سولومون» والتي شاركت فيها الموساد.

وعلى عكس موقفه من باقي دول المنطقة، لا يحرك الرأي العام الدولي ساكنا إزاء انتهاكات السلطات الإسرائيلية ضد يهود الفلاشا ووضع حقوق الإنسان لهذه الأقلية في إسرائيل.

إبراهيم مطر، مدير وحدة العلاقات الدولية بمركز سلمان زايد لدراسات الشرق الأوسط، يستبعد أن تؤدي احتجاجات الفلاشا لأي قرار يدين إسرائيل في الأمم المتحدة لافتا إلى أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، وستستخدم الفيتو.

وأضاف مطر في تصريحاته لـ«المصري اليوم» أنه لا جديد في المشهد الإسرائيلي فإسرائيل منذ القدم وهي دولة عنصرية وترتكب المجازر بحق الفلسطينيين والعرب.

وتابع مدير وحدة العلاقات الدولية بمركز سلمان زايد أن يهود الفلاشا يمثلون نحو 3% من سكان إسرائيل حسب آخر الإحصائيات، بواقع 168 ألف يهودي، إلا أنهم مهمشون وتبلغ نسبة البطالة بينهم 65%، ويعملون في مهن مهمشة، ويعاملون دائما كمواطنين درجة ثانية، منذ بداية هجرتهم في ثمانينيات القرن المنصرم وحتى الآن.

وحول مستقبل الأزمة قال مطر إنه لا نية لحكومة نتنياهو لتحسين أوضاع يهود الفلاشا، مشيرا إلى أن التعامل الأمني هو الخيار الوحيد أمام حكومة نتنياهو، لافتا إلى أن عملية قتل الشاب اليهودي من الفلاشا ليست المرة الأولى بل الثالثة خلال أربعة أعوام.

الأمر نفسه يتبناه طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قائلاً: «ستنتهي الأزمة ببعض التوصيات من اللجنة الوزارية ولن ينفذها نتنياهو»، مشيراً إلى هذا السيناريو متكرر دائماً.

وحول قراءته للمشهد، يرى فهمي أن تعامل السلطة الإسرائيلية مع يهود الفلاشا ينبع من تصور أنهم مواطنون غير مؤهلين للمجتمع الإسرائيلي وبالتالي يتم وضعهم في الكيبوتسات (المستوطنات)، ليمنحوا الجدارة في إسرائيل.

وأوضح فهمي أن هناك وجهتي نظر في إسرائيل حول يهود الفلاشا الأولي ترى استجلاب يهود الفلاشا يأتي في سياق زيادة عدد اليهود في دولة إسرائيل وأنه من خلال تعليمهم العبرية وتأهيلهم في الكيبوتسات يمكن دمجهم في المجتمع والاستفادة منهم.

أما الرأي الثانى هو الذي يتبناها نتنياهو والعديد من الأوساط في إسرائيل، فيرى أن يهود اليمن وإثيوبيا يضروا بالدولة بوضع اليهود الاقتصادي والسياسي، وأن جلب الأفارقة يشكل كارثة على المجتمع الإسرائيلي، خاصة أن إسرائيل تشهد هجرة عكسية في الفترات الأخيرة، وأن أفضل العقول تخرج من إسرائيل، ليتم إحلالهم بجماعات غير مؤهلة للعيش في إسرائيل.

وشدد فهمي على أن المجتمع الإسرائيلي منذ نشأته وهو مجتمع عنصري، وأن اضطهاد أقلية يهود الفلاشا يكمن في عدم تنظيم أنفسهم وتشكيل كيانات سياسية وأحزاب تمثل مصالحهم في الانتخابات، كما الحال مع اليهود الروس.

وظهر عدد من المحتجين من يهود الفلاشا وهم يهتفون نكاية بالسلطات الإسرائيلية باسم فلسطين، بل وعلت أصواتهم بالتكبير وصرخوا بملء حناجرهم مرددين الشهادتين، الأمر الذي يراه البعض مؤشرا للتقارب مع فلسطينيين.

لكن فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية استبعد أن تؤول الأحداث الجارية لتقارب بين يهود الفلاشا وعرب 48، لافتا إلى أن عرب 48 منقسمون على أنفسهم، خاصة أن عرب الداخل يحصلون على مميزات عديدة.

الرأي نفسه يتبناه مدير وحدة العلاقات الخارجية بمركز سلمان زايد، إبراهيم مطر، مستبعدا أن تتحالف القوى العربية في إسرائيل مع يهود الفلاشا في الانتخابات المقبلة، معللا ذلك بالتفاوت في المكانة الاجتماعية بين الفئتين.

وحول كيفية استغلال تلك الأحداث لكشف الوجه الحقيقي لإسرائيل يرى الأستاذ بالجامعة الأمريكية أنه يجب على القوى العربية التحرك على الساحة الدولية لكشف الممارسات التي تنتهجها إسرائيل، وأضاف أنه يجب على المجموعة العربية بالأمم المتحدة أن تقوم بإدانة الانتهاكات ضد يهود الفلاشا وتعكس الصورة للرأي العام الدولي.

وأشار إلى أن هناك عبئا على الجاليات العربية والفلسطينية في أوروبا والولايات المتحدة لإيصال الصورة للرأي العام الدولي عبر شبكات حقوق الإنسان والمنظمات المعنية بالديمقراطية والقضاء على التمييز، وجماعات الضغط المؤيدة لحقوق الفلسطينيين كجماعة جي ستريت.

وشدد فهمي على ضرورة نقل الصورة للرأي العام الدولي عبر وسائل الإعلام الغربية، والناطقة باللغات الأجنبية، لكشف حقيقية إسرائيل وأنها دولة عنصرية، تمارسه بطريقة ممنهجة، لافتا إلى أن التنديد عبر وسائل الإعلام العربية فقط ليس له قيمة، قائلا «بذلك نحن نخاطب أنفسنا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية