فكرى وفكرية إخوات، قاعدين فى بيت واسع وجميل، وله جنينة كبيرة مليانة بأحلى الزهور والأشجار، وكمان عندهم كل أنواع الألعاب.
ورغم كل ده، فكرى على طول يقول زهقان، وفكرية مش عاجبها الحال. يصحوا من النوم على طول على التلفزيون، ويبدأ من هنا الخناق. هى عايزة سندريلا، وهو عايز بات مان. تيجى مامتهم على صوتهم قوام، فى إيه يا ولاد؟ وبعدين بقى فى الخناق؟ مش معقول كل يوم على دا الحال.
ويلا اتفقوا قوام على حاجة تشوفوها سوا فى الحال، أو حد يتفرج المرة دى والتانى يتفرج المرة الجاية. ولو عِلى تانى صوت الخناق وحصل تانى خِلاف، هطفى التلفزيون، وساعتها هتقولوا ياريتنا كنا عملنا بالاتفاق.
ومافيش ١٠ دقايق ويشتغل تانى الخناق بس المرة دى على الأيباد.
وفى مرة صوتهم عِلى جدا وسمع كل الجيران. وجت على صوتهم جارتهم الست إسان، وقالت لمامتهم أفكار: ما ينفعش تسيبى الولاد طول النهار من التلفزيون للأيباد.
ردت أفكار طب أنا أعمل إيه؟ إحنا كدا من يوم ما خِلصت الامتحانات وبدأت الإجازة وبدأ معاها الخناق. ولو قفلت التلفزيون وللا شِلت الايباد مابخلصش من كلمة زهقانة وزهقان.
ردت عليها الست إحسان: لأ يا أفكار، دا كدا تضييع للوقت وتعب على الأعصاب. الولاد لازم يفهموا قيمة الوقت اللى بيضيعوه، ويحاولوا يستفيدوا منه. خدى يا أفكار، دا كتاب جميل عن الأطفال. هتتعلمى منه حاجات كتيرة ومفيدة، وممكن كمان تطبقيها مع الأولاد. ساعتها هيكون وقتهم كله مليان وبحاجات مفيدة كمان، وإنتى تِخلَصِى من الخناق، لما كل واحد يعرف إيه الحقوق والواجبات، وينظم وقته ويعرف إيه هى الأولويات، وعقلهم يتملى بالمعلومات، وبرضه مش هننسى وقتهم اللى بيحبوه للتلفزيون والايباد، بس ساعتها هيكون بحساب.
ردت أفكار: بجد يا إحسان؟ دى تبقى أحلى هدية، إنى أخلى أولادى فكرى وفكرية يستفيدوا من الأجازة الصيفية.
أنا هقرأ وأتعلم إزاى أخلى وقت أولادى مليان من غير زهق ولا خناق.. وكان فكرى مستنى اليوم النهاردة بقاله أسبوع، أصل فى ماتش وهو بالكورة مجنون، وفريقه اللى بيشجعه هيلعب وياخد الكاس لو جاب جول. بس قبل معاد الماتش غلبه النوم، والحمد لله كان عامل حسابه وظابط المنبه اللى هيصحيه من النوم.
أما بقى فكرية فكانت مستنية اللحظة دية علشان تاخد المنبه وتتفرج على التلفزيون هى. ولما صحى فكرى من النوم لقى الماتش خلص أول شوط. زعل فكرى، وقال: ماشى يا فكرية بس استنى عليا. ولما خلص الماتش، قام فكرى ولف فى كل البيت وشال أى حاجه تدل على الوقت. وفجأة، رن التليفون، ردت فكرية وقالت: آلو، كانت صاحبتها بوسى بتسألها عن عدم الحضور! أصلها كانت على عيد ميلادها هتروح، بس ما كانتش لاقية الساعة اللى بيها تعرف امتى المعاد المظبوط. زعلت فكرية ودخلت على مامتها لاوية البوز، وحكتلها الموضوع. ندهت مامتها على فكرى وفهمتهم إن اللى حصل منهم دا شىء مش مقبول.
وقالتلهم: شوفتوا ازاى باللى عملتوه راحت كل الترتيبات. لو أهملنا وقتنا وسبناه كدا هيروح ويعدى من غير ما نستفيد بيه ونضيع علينا أحلى الأوقات. والوقت لما يعدى مش بنعرف نرجعه تانى. ردت فكرية صحيح يا ماما، حركة فكرى دية خلتنى أحس إن الوقت دا هدية، ولازم أحافظ عليه.
ردت مامتها: برافو يا فكرية، إنت دلوقتى معاكى أحلى هدية، فكرى وقوليلى هتحافظى عليها إزاى وتستخدميها فى الحاجات اللى هى؟
أما بقى فكرى، فدخل الكلام من ودن وخرج من الودن التانية. وما قدّرش قيمة الوقت زى أخته فكرية اللى هنشوفها هتعمل إيه فى الحلقة الجاية بعد ما عِرفت إن للوقت أهمية.