تسبب كارلوس غصن المدير السابق لشركة نيسان موتور فى ضجة إعلامية فى اليابان يوم الجمعة ٢٨ يونيو عندما دعا إلى مؤتمر صحفى مفاجئ وبعد ذلك بساعتين ونصف الساعة تم إلغاؤه فجأة. كانت تلك أول فرصة أمام المدير التنفيذى السابق لمواجهة الإعلام منذ اعتقاله الأول فى نوفمبر الماضى بتهمة سوء السلوك المالى فى نيسان. كانت هذه هى المحاولة الفاشلة الثانية لعقد مؤتمر، بعد فشل خطة سابقة فى ١١ أبريل، وتم إلغاء هذا الحدث عندما اعتقل المدعون غصن قبل أيام.
وجاء تغيير خطط يوم الجمعة بعد أن قامت عائلة غصن ومستشارى وسائل الإعلام بمداخلة فى اللحظة الأخيرة لإقناعه بإلغاء المؤتمر الصحفى، وفقا لبيان أصدرته الجهة التى كانت من المفترض أن تستضيف الحدث وهى نادى المراسلين الأجانب فى اليابان. قبل ساعات قليلة وعلى عجالة، أصدر النادى دعوة إعلامية إلى مؤتمر صحفى فى الساعة ٩ مساء. ليلة الجمعة فى منشأة النادى فى وسط مدينة طوكيو. ولكن العديد من العناصر تكاتفت من أجل إلغاء الحدث. وكان من بينهم قلق أن غصن، صاحب الـ٦٥ عاما، سوف يتعرض لأسئلة لا يستطيع الإجابة عليها علنا بسبب استراتيجيته القانونية. وكان هناك قلق أيضا من أن المدعين اليابانيين سيخضعون لمزيد من التدقيق لالتزام غصن بشروط الكفالة، فى حال انتقد قضيتهم علنا. أخيرا، كانت هناك حجة مفادها أن رسالته ستضيع فى دوامة من الأخبار الأخرى التى تتدفق حاليا من اليابان، والتى تستضيف قادة العالم لقمة مجموعة العشرين.
ويواجه غصن أربع اتهامات فى اليابان بتهمة ارتكاب مخالفات مالية خلال فترة وجوده فى نيسان. وهو ينكر ارتكاب أى مخالفات ويقول إنه ضحية انقلاب مؤسسى يهدف إلى إعاقة خطط دمج نيسان مع شريكتها فى التحالف الفرنسى رينو. ومع ذلك، على أحد المستويات، ربما تم تصميم المؤتمر الصحفى الذى تم نقضه فى البداية ليتزامن مع قمة مجموعة العشرين لجذب الانتباه إلى قضية غصن وانتقاد النظام القانونى فى اليابان عندما يجتمع قادة العالم، بمن فيهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى أوساكا. قبل الاجتماع، صعّد فريق الإعلاميين الخاص بغصن حملة لوضع قضيته كدعوة حاشدة لإصلاح نظام العدالة الجنائية فى اليابان.
وقالت زوجة غصن، كارول، فى مقابلات أجريت معها مؤخرا إنها تأمل فى أن يستخدم ترامب مجموعة العشرين كمنبر لتقديم طلب لإصلاح العدالة عندما يلتقى برئيس الوزراء شينزو آبى. ويركز النقد على العرف اليابانى المتمثل فى احتجاز المشتبه بهم لأسابيع دون تهمة، وتعريضهم لظروف قاسية فى السجن واستجوابهم لساعات دون حضور محام. شروط الكفالة الصارمة هى نقطة خلاف أخرى. غصن، على سبيل المثال، ممنوع من الاتصال بزوجته دون موافقة المحكمة. يزعم المدعون أن هذا ضرورى لمنع تدمير الأدلة. يقول النقاد إنها مجرد محاولة لكسر غصن قبل المحاكمة.
يزعم النقاد أيضا أن اليابان تستخدم نظامها القضائى كإلهام لتحقيق الأهداف السياسية. فى حالة غصن ، يقول مؤيدوه إن غصن هو ضحية مؤامرة بين نيسان والحكومة اليابانية لمنع خطته لدمج نيسان مع رينو. يجادلون بأن الحكومة اليابانية، فى خطوة حمائية، تريد حماية شركة تشكل العمود الفقرى لأحد أهم القطاعات الاقتصادية فى البلاد. تؤكد نيسان أن السبب الوحيد لمشكلات غصن القانونية هو سوء سلوكه المزعوم.