x

القضاء الأمريكي يبرئ ضابطًا من تهمة قتل فتي عراقي أسير

الأربعاء 03-07-2019 23:46 | كتب: وكالات |
ضابط البحرية الأمريكى الذى كان يواجه اتهامات بارتكاب جرائم قتل فى العراق ضابط البحرية الأمريكى الذى كان يواجه اتهامات بارتكاب جرائم قتل فى العراق تصوير : أ.ف.ب

في ختام محاكمة استمرت أسبوعين، برّأت محكمة عسكرية في سان دييجو بولاية كاليفورنيا الأمريكية إدوارد جالاجر، ضابط الصف في القوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية، «نيفى سيلز»، المتهم بارتكاب جرائم حرب في العراق من تهمة قتل فتى أسير كان مصابًا في ساقه خلال مهمة في العراق في 2017 وكل الاتهامات الأخرى، وأدانته بالظهور في صورة مع جثة أحد السجناء من تنظيم «داعش».

وبرّأت المحكمة «جالاجر»، 40 عامًا، من تهم تتعلق بمحاولتين لقتل مدنيين عراقيين ببندقيته عالية الدقة وعرقلة القضاء، لكن «جالاجر» أُدين بالتقاط صورة جماعية مع جنود آخرين قرب جثة الفتى العراقى.

ودفع وكلاء الدفاع عن ضابط الصف في وحدة الكوماندوس الشهيرة التابعة للبحرية الأمريكية بأن موكلهم أراد من وراء التقاط هذه الصورة الجماعية تعزيز روح الفريق وتوطيد الصداقة بين عناصر وحدته، لكن القرار الاتهامى قال إن الصورة «أضرت بالقوات المسلحة»، بعد المحاكمة التي جرت بحضور هيئة المحلفين من 7 أشخاص، جميعهم عسكريون.

وتمثل تلك التهمة جنحة تصل عقوبتها القصوى إلى السجن لمدة 4 أشهر، ما يعنى أنه سيستعيد حريته على الفور لأنه قضى خلف القضبان موقوفاً 9 أشهر.

وقال تيموثى بارلاتور، أحد محامى «جالاجر»، إنه يشعر بالارتياح لأن موكله «سيعود إلى بيته»، مؤكدًا- أمام الصحفيين في نهاية المحاكمة- أن «جالاجر» لم ينكر يومًا أنه التقط الصورة.

ونفى «جالاجر» باستمرار الاتهامات الموجهة إليه، في حين دفع وكلاء الدفاع عنه ببراءته، مؤكدين أن موكلهم ضحية مؤامرة حاكها ضده عدد من مرؤوسيه، الذين كانوا يريدون التخلص منه.

وكان ضابط الصف يحمل العديد من الأوسمة، وتم إيقافه منذ سبتمبر 2018، بعدما وَشَت به عناصر من وحدته كانوا تحت إمرته، وروّعتهم أفعاله.

وتعود الوقائع التي اتُّهم بها «جالاجر» إلى عام 2017، وقد جرت في الموصل، ثانية مدن العراق، حيث كانت قوات أمريكية تقاتل إلى جانب القوات العراقية لاستعادة أحياء من أيدى تنظيم «داعش» الإرهابى، وكان «جالاجر» قد واجه اتهامًا بقتل أسير فتى جريح خلال تلقيه العلاج، بطعنات سكين في الصدر والرقبة.

وخلال المحاكمة، أعلن جندى- يُدعى كورى سكوت، خلال الإدلاء بإفادته شاهدًا- مسؤوليته عن قتل أسير في سن المراهقة، وهى القضية التي أُحيل زميله إلى القضاء العسكرى بسببها.

وقال «سكوت»، في المحكمة، إن «جالاجر» هو مَن طعن الضحية، لكنه- «سكوت»- هو الذي تسبب في وفاة الفتى.

وأوضح أنه خنق المراهق من خلال وضع إبهامه على الأنبوب الذي أُدخل في القصبة الهوائية للمصاب من أجل مساعدته على التنفس، وأكد أنه أراد بذلك تجنيب السجين التعذيب الذي كان سيُنزِله به- على حد قوله- أفراد من القوات المسلحة العراقية.

ولم يعلن «سكوت»، وهو أحد الشهود الذين مُنحوا حصانة، من قبل، مسؤوليته عن الجريمة عندما استجوبه المحققون، كما رفض الاتهامات بأنه قرر الكذب للتغطية على «جالاجر».

وحسب إفادات- تُليت خلال جلسة تمهيدية للمحاكمة عُقدت في نوفمبر الماضى- فإن بعض عناصر وحدة «ألفا»، التي كان «جالاجر» يقودها، تخوفوا من سلوكه، إلى درجة أنهم عدّلوا بندقية القنص التابعة له لجعلها أقل دقة، كما عمدوا إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء لإنذار المدنيين وتمكينهم من الفرار قبل أن يتمكن قائدهم من إطلاق النار عليهم.

وأفاد تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بأن «جالاجر» كان يتفاخر أمام عناصر وحدته بعدد الأشخاص الذين قتلهم، بمَن فيهم النساء.

وفى مايو 2017، أسرت القوات العراقية مقاتلًا مصابًا في ساقه، وبدا أن عمره يناهز 15 عامًا، وكان «جالاجر» جنديًا مخضرمًا، وحصل مرتين على ميدالية النجمة البرونزية، ويعتبره بعض الأمريكيين بطلًا قوميًا مُلاحَقًا ظلمًا.

وكانت مجموعة من البرلمانيين في الكونجرس قد أطلقت حملة من أجل إطلاق سراح «جالاجر»، ورفعت شبكة «فوكس نيوز»، التليفزيونية المحافِظة، لواءها، كما دخل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على خط القضية، مُلمحًا إلى إمكانية إصدار عفو رئاسى عن «جالاجر» في حالة إدانته.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية