x

مهاتير محمد: يجب على مصر الإسراع فى إجراء الانتخابات

الثلاثاء 28-06-2011 19:24 | كتب: ناجي عبد العزيز, ياسمين كرم |
تصوير : أ.ف.ب


قال رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، مهاتير محمد، إن مصر تعيش الآن مرحلة انتقالية وعليها أن تخطط لإعادة بناء نفسها بنموذج جديد وبحكومة ديمقراطية، مؤكداً أنه ليس من السهل تحقيق الديمقراطية، مشيراً إلى أنه قد تأتى حكومة عبر الديمقراطية، لكنها تسىء استغلالها بما يؤدى إلى انهيار الدولة، مشدداً على ضرورة أن يعرف الشعب الديمقراطية جيداً، وأن يتفهم حقوقه وواجباته حتى يستطيع أن يسقط الحكومة إذا خالفت نهج الديمقراطية.


وأضاف مهاتير أن إسقاط الحكومة يجب أن يتم من خلال البرلمان، أو عبر التصويت بسحب الثقة منها، وعدم الخروج إلى الشارع حتى لا يؤدى ذلك إلى زعزعة استقرار البلاد، لافتاً إلى أنه على المعارضة أن تواجه الحكومات بأخطائها داخل البرلمان، وأن تكف عن السلوكيات الشريرة بتحريض الشارع على الحكومة.


واعتبر مهاتير خلال كلمته أمام مؤتمر «الاستثمار والتشغيل» الذى نظمه اتحاد الصناعات، الثلاثاء، أن استيعاب وممارسة هذا السلوك الديمقراطى يتطلب نوعاً جديداً من العقليات السياسية التى تقبل مبدأ احتمالية أن تخسر المعركة، وهو أمر ليس سهلاً، ولكن إذا لم تكن تلك العقليات مستعدة لقبول واستيعاب الخسارة، فإنها قد تلجأ إلى أساليب ملتوية للاستحواذ على قمة السلطة بالقوة وهنا يظهر الفساد والعنف، موضحاً أن الإيمان بالخسارة يعنى احترام إرادة الشعب.


وقال إن مصر لديها نماذج متعددة لتجارب ناجحة، وعليها أن تضخ خطتها ورؤيتها الخاصة، مشيراً إلى أن بلاده رأت أن النظام السياسى الأنسب للحكم هو الملكية البرلمانية، مشيراً إلى أن بلاده بعد أن حددت نظاماً بدأت فى إعداد دستور يتلاءم مع ما تم الاتفاق عليه، وبعدها أجريت الانتخابات وفق هذا الدستور، وفيما يتعلق بمصر قال إنه من الضرورى الإسراع فى إجراء الانتخابات لتحقيق الاستقرار باعتباره مطلباً ملحاً.


ودعا مهاتير القادة إلى ضرورة الإيمان بإرادة الشعب وتقبل اختياراته حتى لو كانت تعنى خسارتهم لأنفسهم، لأنه إذا لم يؤمن القادة بحق الناخب فسوف يفاجأون بأشياء مثل الاعتصامات والإضرابات، ولن تعمل الديمقراطية أبداً بشكل صحيح، مؤكداً أن الاستقرار عنصر بالغ الأهمية للتطوير والتنمية فى أى بلد، وبدونه تحدث اعتراضات واحتجاجات فى الشوارع مما يؤدى إلى هروب المستثمرين. ورأى مهاتير أن الاعتصامات يجب أن تكون الملاذ الأخير أمام الشعوب لأنها تسبب فى إعاقة الحياة، وتعطيل الاستثمارات، ولها تأثيرات سلبية على فرص التشغيل، كما أنها تترك انطباعات بوجود حالة من عدم الاستقرار.


وقال مهاتير إنه لا يعرف ماذا سيقول للدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنه لا يمكنه أن يفرض إملاءات على القادة المصريين على ضرورة أن القادة يجب عليهم أيضاً قبول أنهم لن يكونوا مخلدين فى السلطة وإلا أصبحوا عبيداً لها.


وأشار مهاتير إلى أنه رفض الاستدانة من الخارج بشدة حتى تعرض لانتقادات داخلية شديدة بعد أن رفض عروض صندوق النقد والبنك الدوليين، موضحاً أن الاستدانة تفرض على الدولة والحكومة قيوداً على حريتها فى القرارات، لأنها يجب أن تراعى اشتراطات تلك الجهات المانحة، مؤكداً أنه اعتمد على الموارد الذاتية حتى وصل الاحتياطى إلى 120 مليار دولار، واستطاع إعادة بناء البنوك، التى وصل رأسمالها إلى 3.3 تريليون دولار، لافتاً إلى أنه إذا لم تكن السياسات سليمة فلن ينهض الاقتصاد، معتبراً أن مصر تحتاج حالياً إلى قدر أكبر من الاستقرار حتى تستطيع جذب الاستثمارات المطلوبة.


وأضاف أنه فى بداية نهضة بلاده كانت هناك أعداد كبيرة من العاطلين، فتم توزيع الأرض عليهم، لكن بعد فترة نفدت الأرض، وأدركنا أننا يجب أن نتوجه إلى التصنيع، كنا دولة صغيرة وفقيرة ولا نعرف من أين نبدأ، وكنا غير مؤهلين، وقلنا إن علينا أن ندعو المستثمرين الأجانب للاستثمار، وبدأنا دراسة وسائل الجذب فى ظل الظروف وقتها، وأتفقنا على أن نكون ودودين مع المستثمر لأقصى درجة مع إعطائه الحق فى مقابلة أعلى القيادات فى الدولة.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية