تستعد المملكة العربية السعودية لسحب معظم قواتها من البحرين اعتبارا من الاثنين القادم «نظرا لاستقرار الأوضاع» في المملكة التي شهدت انتفاضة شعبية لإسقاط النظام في فبراير الماضي، حسب مصدر حكومي سعودي.
وأرسلت قوات من السعودية ودولة الإمارات إلى البحرين في منتصف مارس للمساعدة على القضاء على الاحتجاجات. وفرضت السلطات الأحكام العرفية في المملكة، وسط محاكمات سريعة لقيادات ورموز المعارضة البحرينية وصلت لأحكام بالمؤبد، حتى رفعت حكومة المنامة الأحكام العرفية أوائل الشهر الجاري.
وقال مصدر حكومي «القوات السعودية ستنسحب بدءا من يوم الاثنين القادم»، وأكد مصدر آخر لوكالة «رويترز» صحة نبأ الانسحاب لكنه قال إن الانسحاب لن يتم دفعة واحدة. وكانت القوات السعودية قد دفعت بنحو 1000 جندي سعودي لتأمين المنشآت الحكومية البحرينية.
وكان دخول القوات السعودية البحرين ضمن قوات درع الجزيرة، قد أثار استياء إيران التي وصفت التدخل العسكري السعودي بأنه «احتلال لقمع الثورة» في البحرين، فيما هاجمت قيادات المعارضة البحرانية حكومة البلاد التي سمحت بـ«تدخل عسكري يشبه الاحتلال للأراضي البحرينية».
من جانبه، دعا الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة, وزير الداخلية البحريني، شعب بلاده، مساء الاثنين إلى «الصمود والتحلي بالانضباط والصبر» وقال وزير الداخلية خلال حضوره طابور الأمن العام الذي أقيم بميدان قوة الأمن الخاصة: «الظروف الراهنةُ تتطلبُ منا التماسكَ والصمودَ والانضباطَ والتحلي بالصِبر».
وأضاف:« نعيش اليوم عَصفَ الانفجارِ» ، مشيراً إلى أنه «لا عودةَ إلى حالةِ فقدانِ التوازنِ وحالةِ الفَوضى وعدم الاستقرارِ وحالةِ تخريب الإنجاز».
وتابع :«الذي مكننا من تجاوزِ مرحلةِ المباغتةِ الهدامَة سَوفَ يُعيننا على تخطِي وحسمِ الموقفِ العام، ولابدَّ من التحلي بأعلى درجاتِ الانضباطِ» مشددا على أنه « بأي حال ٍمن الأَحوالِ لا يمكنُ أَن نجازفَ بأمننِا الداخليِ، وبعدَ تلك اِلتجربةِ المريرةِ لاَ خيارَ أمامنَا سوُى الظفر والنجاح الشامل بمشاركة وطنية لإنجاح حوار التوافقِ الوطني».
وأكد «نريدُ أن نكونَ جزءًا من الحلِ وليس جزءًا من المشكلةِ وقوتَنا ترتكزُ على التزامِنا بتطبيقِ القانون ودورَنا هو المحافظةُ على الأمنِ وفرضِ النظامِ وسيادة القانونِ».