خلال فترة التسعينيات زخرت الصحف والدراما التليفزيونية والحلقات البحثية بالحديث عن ظاهرة جديدة مؤرقة، فرضت أخلاقًا جديدة «عشوائية» على الشارع، ولجأ كبار علماء الاجتماع، ومنهم الدكتور أحمد زايد وسامية الساعاتى، إلى سك مصطلح «فوضى الميكروباص» لوصف «الظاهرة» التى انتشرت فى كافة المحافظات المصرية مع تراجع منظومة المواصلات العامة، واتجاه الدولة نحو خفض الإنفاق العام على الخدمات.
وبحلول عام 2008، تراجع استخدام مصطلح فوضى الميكروباص ليحتل مصطلح شبيه أحاديث الصحف وهو «فوضى التوك توك»، مع ظهور وانتشار تلك الوسيلة الجديدة للمواصلات والتى بدأت فى الأحياء الشعبية فى القاهرة والجيزة واتسع انتشارها فى محافظات الدلتا والصعيد التى تعانى نقصًا شديدًا فى منظومة المواصلات بين القرى والمراكز، وهو النقص الذى رصدته مذكرات رسمية عدة للبنك الدولى وصندوق الأمم المتحدة الإنمائى، بالإضافة لعدة دراسات خاصة عن الأثر الاقتصادى لتراجع منظومة النقل والمواصلات صدرت عن جامعة أوكسفورد وعن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء.
فى هذا الملف ترصد «المصرى اليوم» وضع «التوك توك» وتبحث عن الأسباب الكامنة وراء انتشاره وأثره فى محافظات مصر المختلفة.
«حاليا مسموح بترخيص التوك توك وجميع المحافظات تسمح بذلك، ولكن فى مرحلة ما سيتم منعه، هو بالتأكيد ظاهرة سيئة وتسىء للمظهر الحضارى». بكلمات قاطعة عبر اللواء يحيى كدوانى وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب لـ«المصرى اليوم» عن رأيه فى ترخيص التوك توك، واعتبر أنه «ظاهرة تسللت للدولة فى حالة الانفلات التى حدثت فى الشارع».المزيد
فى مذكرة صادرة عن البنك الدولى فى 11 ديسمبر من العام الماضى، قال خبراء البنك إن مصر استجابت لخطة الانسحاب من تمويل البنية الأساسية وإتاحتها للقطاع الخاص، مقابل توجيه استثمارات الدولة لما سماه البنك «الاستثمار فى الإنسان» لتوفير التعليم والخدمات الصحية.المزيد
كما يتفرد أهل الإسكندرية بتسميات مختلفة لكل شىء، سكوا للتوك توك اسمًا مختلفًا عن اسمه الشائع، ليحمل التوك توك السكندرى اسم «العفريت». كانت الإسكندرية من أولى المحافظات التى حرصت سلطاتها التنفيذية على تقنين أوضاع التوك توك بمجرد بدء انتشاره، ففى 2009، أصدر المحافظ الأسبق اللواء عادل لبيب قرارًا بترخيص مركبات التوك توك، وهو ما جعل المجلس المحلى الشعبى للمحافظة آنذاك يوافق على منح تراخيص للسير بالقرى والعزب المترامية الأطراف بالمدينة، وحدد له خطوط سير فى برج العرب القديمة، كونها منطقة نائية ولا يوجد بها وسائل مواصلات كافية، وتم وقتها ترخيص نحو 30 مركبة فى برج العرب القديمة و50 ببرج العرب الجديدة، ونحو 200 آخرين بمنطقة العامرية.المزيد
أكثر من 35 ضحية ونحو 70 مصابا نتيجة حوادث التوك توك بالإسماعيلية خلال عامين، وفق مصادر بمديرية الصحة بالمحافظة وإدارة المرور بها، هذه الأرقام المرتفعة قياسًا بصغر محافظة الإسماعيلية من حيث المساحة وعدد السكان، تأتى نتيجة وجود حوالى 7 آلاف توك توك بلا ترخيص فى شوارع المحافظة الصغيرة، وذلك وفقًا لمصدر رسمى بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالمحافظة.المزيد
فى الشرقية التوك توك له أهمية كبيرة عند أصحابه ومستخدميه كوسيلة مواصلات رئيسية فى شوارع المحافظة كثيرة القُرى؛ لكنه فى الوقت عينه ووفقًا للتقارير الأمنية، بات يشكل خطورة كبيرة على الحالة الأمنية فى المحافظة، بعدما تم استخدامه فى ارتكاب عدد من جرائم السرقة بالإكراه والاختطاف والقتل، بالإضافة إلى الازدحام والتكدس المرورى.المزيد