ينتهي طلبة الثانوية العامة، بعد أيام، من امتحانات نهاية العام، التي تحدد نتائجها المستقبل المقدر لهم، حيث انطلقت في الثالث من يونيو الجاري، وتنتهي أول يوليو المقبل، وهم قرابة 656 ألف طالب وطالبة من مختلف المحافظات، في 1777 لجنة على مستوى الجمهورية، بينهم 32 طالبا وطالبة من المحافظات في اللجنة الخاصة داخل مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357.
وتجرى الامتحانات في اللجان الخاصة للأطفال مرضى السرطان، بناء على قرار من وزير التربية والتعليم، رقم 258 في 30 يوليو 2013، بشأن تشكيل لجان خاصة لامتحان الطلاب نزلاء مستشفى 57357، حيت نصت مادته الأولى على «يعقد امتحان الطلاب المرضى نزلاء مستشفى الأورام للأطفال 57357 داخل هذه المستشفى كل عام الدورين الأول والثاني».
وحدد القرار عدد من القواعد لإجراء الامتحانات بالمستشفى، وهي أن تتولى الإدارة العامة للامتحانات نقل وإعداد الأسئلة وكراسات الإجابة للشهادة الثانوية، وتتولى وزارة التريبة والتعليم القيام بكافة الإجراءات واختيار المشرفين والمراقبين والملاحظين باللجان، والتنسيق مع إدارة المستشفى مباشرة.
وقال د. عصام شوقي، مدير الخدمة الاجتماعية بمستشفى 57357 سرطان الأطفال، إن هدف المستشفى هو تمكين الأطفال المرضى من أداء امتحاناتهم، بحيث لا تمنعهم حالاتهم الصحية عنها، أو تقف عائقا في طريق مستقبلهم، وتتعاون المستشفى هنا في توفير التقارير الطبية اللازمة والتي تثبت الحالات المرضى، التي توافق التربية والتعليم على أساسها بإجراء الامتحانات للطالب أو الطالبة داخل المستشفى في اللجنة الخاصة.
وأشار شوقي إلى أن «المستشفى تسعى أيضا إلى تحسين الحالة النفسية للأسر بسبب مرض أولادهم، ولكي لا يشعرون بأنهم أقل من ذويهم، وأننا نخاف على مستقبلهم، تأكيدا على أن مسؤولية 57357 المجتمعية إنسانسة بالدرجة الأولى، حيث تسعى المستشفى لتوفير تلك الخدمة للطلاب المرضى الذين تحول ظروفهم الصحية وأوضاعهم المرضية دون أداء امتحاناتهم أمام لجانهم الطبيعية، كما توفر كافة الخدمات اللوجيستية التي تحتاجها الامتحانات».
من جانبها، تتعامل اللجنة المشرفة على امتحانات الثانوية العامة، داخل مستشفى 57357، بشكل إنساني للدرجة الأولى أكثر منها مهني، وتتبع القواعد واللوائح التي تنظمها وزارة التربية والتعليم فيه خلال الامتحانات، في خدمة الطلبة مع تطبيق النظام الأمثل في هذه الحالة، مؤكدين أن الأطفال يعطون الجميع رسائل للتحدي والأمل في المستقبل، وتوجد اللجنة الأولى للفتيات، وبها رئيس لجنة و6 معاونين، من مراقب وإداريين وملاحظين، وبها 15 طالبة، والثانية للذكور وبها نفس أعداد أطقم العمل و17 طالبا.
ويقدم الجميع الجانب الإنساني أولا، وفي الحالات الطارئة عندما يحتاج طالب الثانوية العامة المريض بالسرطان، إلى تدخل طبي أثناء انعقاد لجنة الامتحان فإن اللجنة تراعي ذلك، وتعقد له لجنة خاصة داخل غرفته بالمستشفى أثناء تلقيه العلاج، بحيث يتلقى الطالب العلاج في نفس وقت أداء الامتحان إذا كان ذلك في صالحه طبيا، وأوصى الطبيب المعالج بذلك، وكان في صالحها ضرورة العزل عن باقي الطلبة، نظرا لضعف المناعة بالجسم.
ويتم ذلك من خلال غلق الغرفة على الطالب المريض، وبمرافقة 2 من الملاحظين عليه خلال الوقت المحدد للإجابة في تلك المادة، ويسمح فقط بدخول عضو الفريق الطبي، الذي يعطي المريض العلاج الكيماوي والمحاليل وخلافه.
وفي حاله تزامن انعقاد اللجنة مع الحاجة لأخذ أي عينات دم من المرضى حسب الجدول الطبي المحدد لكل حالة، فإن أحد أعضاء تمريض 57 يحضر إلى مقر اللجنة، ويسحب العينة من الطالب أثناء انعقاد الامتحان، مع عدم الإخلال بالنظام العام، وتتفهم إدارة المستشفى هذا الإجراء جيدا، وتتعاون مع اللجان المشرفة على الامتحانات، وتقدر أن ذلك في صالح مستقبل الأطفال، وهي أمور مصيرية تراعيها بجانب العلاج.
ويحدث كل ذلك في شكل تناسق وتناغم، بين العاملين بالمستشفى وضيوفهم من المشرفين التابعين لوزارة التربية والتعليم، مجتمعين على هدف نهائي واحد وهو تحقيق الفائدة القصوى للطفل المريض بالسرطان.
ومن المواقف الإنسانية البحتة التي تعاونت فيها إدارة المستشفى مع مراقبي وزارة التربية والتعليم فيها، خلال امتحانات الثانوية العامة، هي نقل مكان انعقاد مقر إحدى اللجان، من طابق إلى آخر، رغم تجهيزه، بسبب أن تكييف الهواء ذا مستوى مرتفع، مما قد يضر بصحة الأطفال ويؤثر عليهم سلبا أثناء انعقاد اللجنه والامتحان.
كما تمنع المستشفى أية ضوضاء أو حركة داخل الطابق الذي يجري فيه الامتحان، منعا لإزعاج الطلبة والمشرفين والملاحظين، وتوفير وتهيئة البيئة الساكنة والصالحة لهم خلال انعقاد الامتحان، لعدم تشتت الانتباه أو فقد التركيز للطلبة، إضافة إلى التعاون مع أفراد الأمن المخصصين من قبل وزارة الداخلية، لتأمين الامتحانات باللجان الخاصة بالثانوية العامة.
وأشاد مشرفو ومراقبو وملاحظو وزارة التربية والتعليم، بحسن التنظيم والاستقبال والتعاون معهم، من قبل مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، خلال امتحانات الثانوية العامة، باللجنة المخصصة للأطفال المرضى داخل المستشفى.