x

سويسرا : العلاج المبكر يمكّن أطفال التوحد من «الاندماج»

الإثنين 24-06-2019 20:28 | كتب: اخبار |
طفل مصاب بالتوحد يخضع لأحد البرامج العلاجية من خلال مؤسسة «أوتاف» طفل مصاب بالتوحد يخضع لأحد البرامج العلاجية من خلال مؤسسة «أوتاف» تصوير : آخرون

كان الصراخ يطغى على كل مكان وتعلو الصيحات على كل صوت عندما أراد جيويل ميرلونى، فقط، أن يتناول الشيكولاتة وقطع الدجاج الموجودة داخل صندوق، «كان مستعداً لإلقاء أى شىء آخر أمامه من أجل أن يفهم من حوله رغبته فى الحصول على ما يريد».. هكذا تصف ماريا ميرلونى، والدة الطفل، حالته، مشيرة إلى أن سلوكه استمر على هذا الحال لمدة عام، ما جعل تناول العشاء بالخارج أمراً مستحيلاً لأنه اعتاد بمجرد الخروج أن ينخرط فى الصراخ لعجزه عن الاختلاط أو التحدث إلى من حوله، فقط يشير إلى الأشياء وهو يصرخ.

جاءت نقطة التحول عندما تم إدماج الطفل جيويل فى أحد المشروعات القومية التجريبية المعنية بالأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، حيث توفر العلاج المبكر والمكثف على يد أفراد مجموعة «أركوبالينو» فى مؤسسة المعروفة اختصاراً بـ«أوتاف» أو (OTAF) وهى إحدى المؤسسات الخيرية المعنية بمساعدة الأطفال، ومقرها سورينجو بسويسرا.

وتعتمد منهجية العلاج على تصميم مجموعة من الألعاب والتمارين التى تساعد الأطفال على التخلص من السلوكيات «الخاطئة» التى لم تتجذر فى شخصيتهم بعد، وغرس أنماط سلوكية أخرى بداخلهم تساعدهم على التواصل مع العالم.

يقول فيرونيكا مانتاجازا، قائد فريق مجموعة «أركوبالينو» إنه «كلما كان المنزل أكثر انخفاضا، وعدد الحجارة به أقل عدداً، تكون عملية الهدم وإعادة البناء أيسر وأكثر أماناً». خضع جيويل الذى يبلغ من العمر 5 سنوات، لهذا النمط العلاجى، وشهرا تلو الآخر بدأ يتعلم مهارات الكلام وبناء العلاقات مع العالم الخارجى وكذلك تعلم اللعب مع الأطفال الآخرين، وهو ما وصفته والدته بأنه كان «شبه مستحيل قبل 3 أعوام» مضيفة أن «عامين فقط من العلاج غيرا حياة الطفل إلى حد كبير»، قبل 10 سنوات، كان من الممكن أن يكون مصير هؤلاء الأطفال هو تلقى صنوف من العلاج بسبب إصابتهم بحالات مرضية مختلفة وكانوا يتلقون التعليم فى مدارس خاصة، ولكن هذا الوضع تغير الآن مع إدراك فوائد العلاج المكثف قبل بلوغ الطفل 3 سنوات، حيث يمكنهم العلاج المبكر من الانتظام بالمدارس «العادية» ويضمن لهم اندماجا أفضل فى المجتمع كأفراد بالغين.

ويبلغ إجمالى تكلفة العلاج لمدة عامين حوالى 150 ألف فرنك سويسرى، أى ما يعادل نحو 148 ألف دولار أمريكى، وعلى هذا الصعيد، قام المكتب الاتحادى للتأمين الاجتماعى فى سويسرا، حتى الآن، بسداد معظم التكاليف الخاصة بـ5 مشروعات علاجية تجريبية فى جميع أنحاء البلد، والفكرة التى دفعته إلى هذا تتلخص فى أن الاستثمار اليوم هو ادخار للغد، إذ تصل تكلفة علاج البالغين من مصابى التوحد خلال فترة تمتد لـ50 عامًا إلى 15 مليون فرنك سويسرى، ولهذا يهدف المكتب الفيدرالى السويسرى إلى تقييم ما إذا كان العلاج المبكر لأطفال التوحد يمكنه أن يعزز استقلاليتهم على المدى الطويل عبر تحسين نتائجهم المدرسية وفرص اندماجهم فى سوق العمل.

سيمونيتا كاراتى

«La Regione» (سويسرا)

ينشر هذا المحتوى ضمن ملف خاص بالتعاون مع مؤسسة «Sparknews» و15 صحيفة حول العالم لدعم الشمول الاجتماعى ومواجهة التهميش.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية