تلّقى نظام «أردوغان» هزيمة جديدة، بعد فوز أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري برئاسة بلدية إسطنبول، للمرة الثانية.
حصل إمام أوغلو على نسبة 54 % بعد فرز 99% من صناديق الاقتراع، بفارق 7% على منافسه بن على يلدريم، مرشح حزب العدالة والتنمية، الذي نال نسبة 45،1%، وحقق «أوغلو» تقدما بأكثر من 775 ألف صوت بزيادة كبيرة مقارنة مع مارس، عندما فاز بفارق 13 ألفا فقط.
,جاءت تلك الانتخابات بعد اتهامات من المعارضة بتآكل سيادة القانون في تركيا، وانتقادات دولية واسعة ضد أردوغان، بسبب ضغط الأخير على المجلس الأعلى للانتخابات، لإعادة لانتخابات البلدية، التي أجريت في 31 مارس، والتي حقق حزب الشعب الجمهوري المعارض فيها انتصارًا على حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمّه أردوغان.
بعد أسابيع من طعون حزب العدالة والتنمية، ألغى المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا في مايو انتخابات إسطنبول بسبب مخالفات، إذ وصفت المعارضة القرار بأنه «انقلاب» على الديمقراطية، الأمر الذي أثار المخاطر للجولة الثانية.
«المصري اليوم» تستعرض الأسباب التي أدت لخسارة حزب أردوغان في الانتخابات..
قال محمود كمال، نائب رئيس الجمعية العربية للدراسات، إن «نهاية أردوغان الحقيقية في هزيمته في الانتخابات البلدية»، إذ يرى «كمال» أن هزيمه مرشح العدالة والتنمية جاءت «نتيجة تدهور الاقتصاد التركي وسياسات أردوغان الخاطئة، التي أدت لارتفاع الأسعار وتدهور الليرة التركية، وفشله في الانضمام للاتحاد الأوروبي».
وأوضح «كمال»، في تصريحات خاصة لــ «المصري اليوم»، أن شعبية أردوغان في بلدية إسطنبول والتي كان يحكمها في التسعينيات، تراجعت بشدة لدرجة أن مستشاريه نصحوه بعدم الظهور بقوة مع يلدريم لان ظهوره معه في انتخابات مارس الماضي كانت من أسباب خسارة يلدريم وحزب العدالة والتنمية.
فيما قال مصطفي صلاح، الباحث بالمركز العربي للبحوث والدراسات: «لا شك أن فوز أوغلو في انتخابات البلدية المعادة في إسطنبول سيجلب الكثير من الانعكاسات السلبية على مسار حركة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا».
ولفت «صلاح» إلى إن خسارة الانتخابات في إسطنبول ليست هزيمة لحزب العدالة والتنمية فقط بل إنها خسارة لأردوغان بصورة مباشرة، خاصة وأنها كانت نقطة الانطلاق له نحو رئاسة الجمهورية منذ عام 1994.
وأضاف الباحث في المركز العربي للدراسات في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، قائلا: «إن خسارة بلدة إسطنبول قد تكون اللبنة الأولى لبداية تحول جذرية في المشهد السياسي الداخلي والخارجي برمته».
وأشار «صلاح» إلى أن الانتخابات جاءت بعد ممارسة الرئيس التركي أردوغان للعديد من الضغوط على المجلس الأعلى للانتخابات في إتجاه إعادة اجراء الانتخابات بما يعطي الفرصة لمرشح الحزب بن على يلدريم للفوز في هذه الانتخابات.
ولفت الباحث بالمركز العربي إلى أن الانتخابات ستؤدي إلى عدم الثقة الناخب التركي في برنامج الحزب السياسي والتنموي والذي دائما ما كان يستخدمه الحزب في تحقيق أهدافه الداخلية والخارجية.
وأضاف قائلا: «الانتخابات سينعكس على حالة الاستقرار الداخلي للحزب والذي يظهر في صورة انشقاقات وانقسامات داخلية، وتغير في خريطة القوى السياسية الداخلية في الاتجاه الذي يتعارض مع سياسات العدالة والتنمية».
ويرجح «صلاح» أن تكون نقطة تحول بالنسبة للقوى المعارضة التي حاولت البناء على ما تم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية، في مواجهة حزب العدالة والتنمية ومشروعه السياسي.