أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن مشكلات قارة أفريقيا لن تحل إلا بأيدِ أفريقية، وأن الشعوب الأفريقية قادرة على اجتراح الحلول لقضاياها سواء في مجالات التنمية أو السلام والأمن، أو التعامل مع قضايا الهجرة والمناخ والتجارة وغير ذلك.
جاء ذلك في افتتاحية العدد الجديد من دورية«آفاق أفريقيـة» التي تصدرها الهيئة العامة للاستعلامات.
وقال رشوان إن بتعاونها معاً تستطيع شعوب أفريقيا الانتقال من واقع مأزوم إلى واقع جديد يحقق آمالها في السلام والاستقرار والتقدم، موضحا أن هذا المعنى تحديداً هو ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عندما استضافت مصر قمتين أفريقيتين في نهاية أبريل 2019 لإيجاد حلول أفريقية للوضع في كل من السودان وليبيا؛ ذلك أن الآمال الأفريقية منعقدة على إرادة الشعوب والقادة الأفارقة، ولا يجب أن تنتظر أفريقيا الحل من الخارج.
وأضاف رشوان أن«آفاق أفريقية»هي دورية ربع سنوية علمية محكمة تهدف لمتابعة أبرز وأهم القضايا الأفريقية في مختلف المجالات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، ويتم إصدارها بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية، ويرأس تحريرها المستشار عبد المعطي أبو زيد، رئيس قطاع الإعلام الخارجي بالهيئة، ويتولى إدارة التحرير رمضان قرني، كما يضطلع الدكتور إبراهيم نصر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بمهمة مستشار التحرير العلمي، ويتم توزيعها على مختلف المؤسسات الوطنية والجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات الصحفية والإعلامية والسفارات الأفريقية بمصر ومكاتبنا الإعلامية بالخارج، وكافة المهتمين بالشؤون الأفريقية.
وأشار رئيس هيئة الاستعلامات إلى أن الهيئة بالتواكب مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في 2019، واصلت إصداراتها العلمية والإعلامية المعنية بالشأن الأفريقي؛ فبجانب إصدار دورية«آفاق أفريقية»، تم إطلاق بوابة «مصر أفريقيا» بتسع لغات أفريقية هي العربية والإنجليزية والفرنسية والسواحلية والهوسا والأمهرية والبرتغالية والإسبانية والصينية، وتعد البوابة قاعدة معلومات موسعة عن دول قارة أفريقيا، ومنصة إخبارية يتم تحديثها على مدار اليوم، كما يتم إصدار سلسلة كتب متتالية باللغات المختلفة للتعريف بدول القارة الأفريقية وعلاقات مصر بها في مختلف المجالات.
ولفت رشوان إلى أن العدد الجديد من الدورية، يتضمن العديد من البحوث والدراسات والتقارير التي تناقش أبرز قضايا القارة في السنوات الأخيرة والتي يأتي على رأسها قضية الهجرة غير الشرعية في أفريقيا، والتي يتطلب مواجهتها مجموعة من الآليات لعل من أبرزها ضرورة إيجاد شراكة مع أفريقيا من أجل تحقيق تنمية اقتصادية كبيرة في القارة وفقاً لما تم تضمينه في أجندة 2063 (نهج جديد للتنمية)، وانخراط الشركاء الدوليين مع الاتحاد الأفريقي وعدم اقتصار النظر إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية من الزاوية الأمنية بمفردها. وذلك لأن إدارة الهجرة بكفاءة تحمل فوائد سواء لبلدان المنشأ أو المقصد، مع ضرورة تكامل كافة المقاربات من خلال المقاربة الأمنية والتشريعية (قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية واختراق الحدود)، والمقاربة التنموية (التعامل مع قضـايا التشـغيل للشباب وانخفاض معـدل البطالـة)، والمقاربة الثقافـية، وهى تعتبر من أهـم المقـاربات.
كما يتضمن العدد مجموعة من الدراسات والتقارير التي تتناول التطورات الراهنة على الساحة الأفريقية في مختلف المجالات، فعلى الصعيد الاقتصادي استعرضت الدورية آفاق الاستثمار الزراعي العربي - الأفريقي، وبحث الفرص والتحديات التي تواجه الجانبين في هذا المجال، وعلى الصعيد الأمني، تمت مناقشة الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، في ضوء التهديدات التي تحيط بقارة أفريقيا، جراء انتشار التنظيمات الإرهابية بهذه المنطقة، كما كان للتطورات في منطقة القرن الأفريقي مكانتها في ضوء المصالحات السياسية التي شهدتها العديد من دول هذه المنطقة الاستراتيجية من القارة مثل المصالحة الإثيوبية - الإريترية، والسلام بين إريتريا والصومال، وإثيوبيا والصومال، والتقارب بين جيبوتي وإريتريا.
وناقش العدد الجديد من دورية "آفاق أفريقية" العديد من القضايا التي تخص العلاقات المصرية الأفريقية، ومنها رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في ضوء أعمال القمة الثانية والثلاثين للاتحاد، من خلال استعراض رؤية مصر لرئاسة الاتحاد في 2019، وآليات التعاون بين مصر ومفوضية الاتحاد الأفريقي، كما ناقش العدد أبرز القضايا الأفريقية التي ناقشها منتدى شباب العالم، وملتقى الشباب العربي والأفريقي، اللذين استضافتهما مصر، عبر التركيز على قضايا أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، ونموذج محاكاة القمة العربية - الأفريقية، وتمكين المرأة الأفريقية، وتطوير البنية التحتية في أفريقيا .
كما ناقشت دورية آفاق أفريقية، مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر ميونيخ للأمن، ضمن ما يقرب من نحو 35 رئيس دولة وحكومة إضافة لـ80 من وزراء الدفاع والخارجية و600 من خبراء السياسات الأمنية حول العالم؛ حيث أكدت كلمة الرئيس السيسي في الجلسة الرئيسية للدورة الـ55 لمؤتمر ميونيخ على عدد من القضايا الأفريقية التي تشغل اهتمامات مصر والقارة الأفريقية ومن أبرزها تحدي استمرار الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة والصراعات العرقية والمذهبية، وقضية الديون الأفريقية، وآليات دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وملف إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد النزاعات، وظاهرة الإرهاب، والأزمة الليبية، والمعالجة الشاملة والمُبتكرة لقضية الهجرة واللاجئين.